شهدت السجون المصرية خلال الأيام الماضية حالاتانتهاكات صارخة ضد المعتقلين السياسيين، وهي الانتهاكات التي تنوعت بين التجريدوالتأديب والتعذيب والإخفاء والإهمال الطبي المتعمد.
وفي بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أعلنالمعتقلون بعنبر (1) بسجن شديد الحراسة بالمنيا دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام،ردا على الانتهاكات التي جرت في حقهم ومن ضمنها تعذيب عدد من المعتقلين، وإخفاءأربعة منهم في ظروف غامضة.
وأشار البيان إلى أن المعتقلين هم، علي مصطفى (مركزسمالوط بالمنيا) ورضا سيد (طبيب بيطري ـ مركز أبوقرقاص بالمنيا) ومحمد حمام (مركزملوي بالمنيا) وسيد بدوي (طبيب جراح ـ من محافظة الاسماعيلية) وتم إيداعهم مطلعأيلول/ سبتمبر الجاري بعنبر الإيراد بالسجن كإجراء تأديبي، لاعتراضهم على طريقةالتفتيش المهينة التي تعرض لها ذويهم أثناء الزيارة.
وأكد البيان أن الأربعة ظهروا الأربعاء 19 أيلول/سبتمبر وهم في حالة إعياء شديدة، وعليهم آثار للتعذيب، وهو ما أثار استياء زملائهمالمعتقلين، فتم استدعائهم مرة أخري عن طريق رئيس مباحث السجن أحمد صدقي، وضابطالأمن الوطني أحمد كساب، ومن وقتها لا يعلم أحد عنهم شيئا، وهو ما يثير الشكوك حولنقلهم لمكان خارج السجن استمرارا لتعذيبهم.
اقرأ أيضا: تسايت: لماذا يدعم الغرب السيسي رغم سياساته القمعية؟
وفي محافظة الشرقية اعتدت قوات الأمن بمركز شرطة فاقوسعلى المعتقلين المحبوسين داخل حجز المركز، وقاموا بتجريدهم من ملابسهم وكافةمتعلقاتهم الشخصية والأدوية والأطعمة؛ لرفضهم زيادة الأعداد داخل غرف الحجزالمكتظة، وتغريب 10 منهم لمركز شرطة آخر.
وأكد أهالي المعتقلين في شكوي قدموها للتنسيقيةالمصرية للحقوق والحريات أن إدارة مركز الشرطة قررت زيادة الأعداد داخل غرف الحجزالتي تشهد تكدسا كبيرا، حيث تضم الغرفة 30 فردا في حين أنها لا تستوعب سوى 15 فقط،ما يضطر المعتقلين بالنوم داخل الحجز بنظام الورديات، حيث يقف البعض حتى يتمكنالآخرون من النوم.
وفي إطار متصل، تقدمت أسرة المهندس أشرف قنديل،المعتقل بسجن تحقيق طرة، بشكوي للجهات المعنية عن تردي حالته الصحية بصورة تهددحياته، حيث يعاني من سرطان الكبد، وقد تدهورت حالته الصحية مؤخرا نتيجة الإهمالالطبي المتعمد من قبل إدارة السجن، والتشخيص الخاطئ لحالته المرضية.
وهي نفسها المعاناة التي يعيشها أحمد حسان المعتقلبقسم شرطة القرين بمحافظة الشرقية، والذي يعاني من ضيق بالشريان التاجي وترفضإدارة القسم علاجه أو تحريك طلبا للنيابة من أجل علاجه علي نفقته، بعد أن أكدالتقرير الطبي للمستشفى الحكومي أنه يحتاج تركيب دعامات ضرورية بالقلب.
وفي سجن العقرب بطرة، أكد أهالي المعتقلين أنالزيارة مازالت ممنوعة عن ذويهم منذ شباط/ فبراير الماضي، ولا يعلمون عنهم شيئا،وقد نقل المحامون الذين التقوا بالمعتقلين في جلسات المحاكم، أن مصلحة السجون شنتحملة تجريد وتأديب على السجن، كما أنها تلزم الذين حصلوا على أحكاما بالإعدام فيقضية فض رابعة بالحركة خارج الزنزانة وهم مكبلين بالكلابشات، ما أدي لإضراب الشيخصفوت حجازي، ردا على هذه الإجراءات التعسفية.
اقرأ أيضا: هيومن رايتس : قمع الحريات الأساسية في مصر بلغ أشدّه
من جانبه، أكد عضو مجلس النقابة العامة للمحامينسابقا مختار العشري لـ"عربي21" أن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان رصدتانتهاكات عديدة بالسجون المصرية، تنوعت بين التجريد والمنع من الزيارة والتعذيبوالإخفاء القسري، والإهمال الطبي الذي نتج عنه وفاة العديد من المعتقلين.
وقال العشري أنه خلال الأسبوعين الماضيين توفي كل من: صلاح حسن عبد السلام سلامة (58عام) المعتقل بسجن الأبعادية بالبحيرة نتيجة الإهمال الطبي، والمهندس قباري جودةعبد الحميد بمحبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية، مع وجود شكوك حول سبب الوفاة، كماتوفي حسني عياد المعتقل منذ 2017 بسجن بور سعيد العمومي نتيجة الإهمال الطبي بعدتدهور حالته الصحية داخل السجن، حيث كان يعاني من أمراض بالكبد وارتفاعِ السكربالدم.
ويشير العشري أن حالة السجون المصرية تسير من سيءلأسوء وأن عمليات الإخفاء القسري داخل السجون في تزايد مستمر، حيث مازال الحقوقيعزت غنيم مختفيا رغم صدور قرار نهائي من المحكمة المختصة بإخلاء سبيله منذ أسبوعين،وكذلك الإعلامي سامحي مصطفي الذي أنهي عقوبة سجنه 5 سنوات في قضية غرفة عملياترابعة، وتم نقله لمحافظته منذ شهر ولا يعلم أحدا عنه شيئا.
وأكد العشري أن التفتيش الذي أجرته النيابة العامةمنذ عدة أيام على مراكز الاحتجاز بالأقسام وعدد من السجون لم يتطرق لحالة السجونالموجود بها السياسيين المعارضين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كما لم يتعرضلحالة الرئيس محمد مرسي المعزول عن العالم منذ أكثر من خمس سنوات، وهو ما يجعلعمليات التفتيش غير ذات قيمة خاصة وأنه لم يتم محاسبة أي مسئول بالداخلية ارتكبانتهاكات وتجاوزات ضد المعتقلين.
مزيد من التفاصيل