أعاد كاتب مصري الجدل مجددا في كيفية وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرجحا وفاته مقتولا بالسم على يد أحد المقربين منه.
وقدم الكاتب محمد على إبراهيم روايتين حول اغتيال عبد الناصر، الأولى جاءت على لسان عضو حركة فتح السابق عاطف أبو بكر، حيث أفاد بأن الزعيم توفى إثر إهداء رئيس المجلس الثورى الفلسطينى عاطف البنا "أبونضال"، مسدسا مسموما له، عندما زار فى الخرطوم معرضا لغنائم من الجيش الإسرائيلى.
وأشار إبراهيم في مقال له إلى ما ذكره القيادي في منظمة التحرير صلاح خلف "أبوإياد" فى مذكراته، وقوله أن أبونضال تم تجنيده لصالح إسرائيل فى السودان.
أما الرواية الثانية التي يرجحها الكاتب، فتتعلق بأبرز المقربين من الزعيم الراحل حيث قال إن الشبهة الجنائية لقتل عبد الناصر متورط فيها اثنان الأول أنور السادات الذى كان نائبا لعبد الناصر، وهو أول من اتهم السوفييت بقتل عبدالناصر عندما عالجوه بالأكسجين، والثانى الكاتب محمد حسنين هيكل مستشار عبد الناصر وقتها، والذى زعم أن السادات صنع فنجان قهوة مسمما لعبدالناصر فى فندق النيل هيلتون وصرف السفرجى محمد داوود.
وقال إبراهيم إن الغريب أن هيكل قال 5 روايات مختلفة عن وفاة ناصر فى 15 يوما بينها 7 اختلافات الأمر الذي يثير الشك حول تورطه أيضا.
وأشار إبراهيم إلى أن تقرير الطب الشرعي أكدت إصابة عبد الناصر بالصدمة القلبية وهى أخطر مضاعفات انسداد الشريان التاجى بفعل السم، ما يعني أن الحقيقة غائبة أو معطلة فوفاة عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وهوارى بومدين وياسر عرفات والسادات تبقى بكهف أسرار الموت المفاجئ للزعماء العرب. حسب ما قاله الكاتب.
وفيما يلي نص المقال:
الوفاة الغامضة لناصر وعامر.. فى سبتمبر!محمد علي إبراهيممنذ 16 ساعة
كانا متشابهين فى كل شىء.. حب القراءة الذى بدأ فى مكتبة الكلية الحربية عام 1938.. التخرج عام 1939 والتدريب معا فى السودان عام 1940.. المشاركة فى حرب 48 من بدايتها حتى نهايتها.. تدخين السجائر بشراهة.. كلاهما مات فى حوالى الخمسين من العمر الأول عبدالحكيم عامر فى 14 سبتمبر 1967 والثانى عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 واختلفت الروايات حول الوفاتين.. فهناك مَن قال إن المشير مقتول، وليس منتحرا، ومَن أفتى أن عبدالناصر مات مسموما من أنور السادات.. ورغم صداقة المشير والرئيس فإن مصر ضاعت بينهما.. أو لنكن أكثر تحديداً.. وقع البلد بين الحق والطموح.. حق الرئيس فى أنه لا يريد شريكا فى القرارات وطموح المشير فى أن يملك كل شىء، خاصة أن معه أقوى سلاح (الجيش).. وهكذا تحولت صداقة الرجلين وحب كل منهما للآخر إلى صراع سلطة.. ناصر يريد إحكام سيطرته على عامر ومؤسسته العسكرية والمشير يريد نفوذ عبدالناصر وجماهيريته.. نكسة 67 كانت راجعة لعبدالناصر كما أعلن ذلك فى خطاب التنحى لأنه ترك عامر بمعلوماته الضحلة وكفاءته المتدنية فى العدوان الثلاثى عام 1956 يستمر فى قيادة أقوى جيش عربى، خوفا من محاولة انقلاب عامر عليه.
مقالات متعلقة
غاب جسداً.. وبقى شعراً
مارتن لوثر.. التنوير بين العقل والسيف!
لكننا لسنا هنا بصدد تقييم ناصر أو عامر.. نحن بصدد ما تردد عن أن كليهما مقتول.. أولى روايات اغتيال عبدالناصر جاءت على لسان عاطف أبوبكر، عضو حركة فتح السابق، حيث أفاد بأن الزعيم توفى إثر إهداء رئيس المجلس الثورى الفلسطينى عاطف البنا «أبونضال»، مسدسا مسموما له، عندما زار فى الخرطوم معرضا لغنائم من الجيش الإسرائيلى بالاتفاق مع نميرى، حيث كانت تحكمهما مصالح متبادلة، حيث تولى أبونضال تصفية وتعقب معارضى النميرى. كان صلاح خلف «أبوإياد» قد أشار فى مذكراته إلى أن أبونضال تم تجنيده لصالح إسرائيل فى السودان، وأن الموساد اخترق قمة اللاءات الثلاث فى الخرطوم من خلال مايك هرارى، رئيس وحدة التصفيات، ومعه عميل آخر هو ديفيد كمحى تحت غطاء إعلامى بوصفهما صحفيين وظهرا إلى جوار الرئيسين اللبنانى والسودانى.
الرواية الأخرى ساقها الزميل الكاتب الصحفى محمد هلال، وأعتقد أنها أقرب للحقيقة، وذلك نقلا عن الدكتور الصاوى حبيب الذى رافق عبدالناصر فى لحظاته الأخيرة، وأكد هو والدكتور منصور فايز، إخصائى أمراض الباطنة والقلب، إصابته بالصدمة القلبية وهى أخطر مضاعفات انسداد الشريان التاجى.. شبهة وفاة عبدالناصر الجنائية السبب الرئيسى فيها اثنان.. الأول السادات الذى كان أول من اتهم السوفييت بقتل عبدالناصر فى تسخالبوطو عندما عالجوه بالأكسجين، والثانى هيكل الذى زعم أن السادات صنع فنجان قهوة مسمما لعبدالناصر فى فندق النيل هيلتون وصرف السفرجى محمد داوود.. الغريب أن هيكل قال 5 روايات مختلفة عن وفاة ناصر فى 15 يوما بينها 7 اختلافات.. وقد قدم د. زكى الرملى فرضية شك عندما رفض التوقيع على شهادة الوفاة. وكما كان هيكل سببا فى إشاعة الوفاة الجنائية لعبدالناصر فإنه هو الذى ألهم ناصر فكرة قتل عامر، حيث قال إن القادة المهزومين فى ألمانيا واليابان كانوا ينتحرون، وأضاف قدموا له «مسدسا». بيان انتحار المشير كتبه هيكل.. والغريب أن هيكل هو الوحيد الذى أقنع المشير بالعودة من قريته إسطال بالمنيا ليقابل عبدالناصر.
تقرير وفاة المشير يشير إلى القتل أكثر من الانتحار، ومنه أصل التقرير الذى أعده رئيس الطب الشرعى آنذاك عبدالغنى الرشيدى وتقرير آخر أعده قسم الطب الشرعى بجامعة عين شمس يؤكد القتل بالسم.. وقد استطاعت عائلة المشير أن تنشر فى مجلة «لايف» الأمريكية وصيته الأخيرة والتى جاء فيها: «إذا جاءنى الموت فسيكون الذى دبر قتلى جمال عبدالناصر الذى لا يتورع عن أى شىء».. ونشرت المجلة شهادة المشير فى أوائل يوليو 1967.
الاختلاف بين الرواية الرسمية التى ظهرت فى الصفحة الأولى من الأهرام بصياغة هيكل القصصية وبين أوراق القضية التى تؤكد انتحار المشير، لكنها لا تستبعد قتله- يُبقى الحقيقة غائبة أو معطلة.. وتلحق وفاة عبدالناصر والمشير وهوارى بومدين وياسر عرفات والسادات بكهف أسرار الموت المفاجئ للزعماء العرب.
مزيد من التفاصيل