سيرًا على خطى الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية، الذي أثار جدلاً بزيارته إلى إسرائيل قبل شهور، أعلن الكاتب والروائي يوسف زيدان، دعمه التطبيع مع إسرائيل، منتقدًا من يعارض دعوته المثيرة للجدل.
«زيدان» أضاف أنه لا يجد حرجًا في زيارة «تل أبيب»، وإلقاء محاضرة في جامعاتها، موضحًا أنه في حال حصل على موافقة وزارة الخارجية المصرية واتحاد الكتاب المصريين، سيذهب في العلن لإسرائيل بدافع خدمة الوطن، قائلًا: «أنا إذا رحت هروح من دافع خدمة البلد، ومش عايز حاجة».
وفي تصريحات متلفزة له، وصف زيدان من يعارض التطبيع الثقافي بـ«الجاهل»، قائلاً إن «العلاقات بين كتاب الدولتين يخدم مصر»، منتقدًا رفض كتاب مصريين إقامة حفل في «إسرائيل»، بتقنية «الهولوجرام» للمطربة الشهيرة «أم كلثوم».
وأشار، إلى أن عميد الأدب العربي الراحل طه حسين ألقى محاضرة في الجامعة العبرية بالقدس سنة 1947.
وفي يناير الماضي، سافر الأكاديمي الدكتور سعد الدين إبراهيم، إلى إسرائيل، استجابة لدعوة وجهتا له جامعة تل أبيب، لحضور مؤتمر تنظمه تحت عنوان «الاضطرابات السياسية في مصر: نظرة جديدة على التاريخ»، ولإلقاء محاضرة عن ثورات الربيع العربي في مصر والدول العربية.
وأثارت الزيارة وقتها جدلاً واسعًا، خاصة أنها جاءت بعد أسابيع قليلة من اعتراف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، بل طالب البعض بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وسحب الجنسية المصرية منه.
أمين اسكندر، القيادي بحزب «تيار الكرامة»، قال إن «ما قاله زيدان هو نتيجة طبيعية للأفكار التي طرحها من قبل عن القدس وصلاح الدين الأيوبي، ولم يتصد لها أحد، وكان من الواجب معاقبته على هذه التصريحات الخاطئة، والتي حوت معلومات غير صحيحة».
وأضاف «اسكندر» خاصة لـ«المصريون»، أنه «نتيجة لضعف الحياة السياسية، وكذلك لتراجع وتدهور المناخ الثقافي، ظهرت مثل هذه الأفكار التي لا يقبله بها أحد، سوى أصحاب النفوس الضعيفة».
ورأى أن «من يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل يسعى من وراء ذلك إلى تحقيق مكاسب شخصية، ودعمه في الحصول على جائزة نوبل، والتي لن يحصل عليها في النهاية».
وتابع: «نتمنى أن يقدم على هذه الخطوة ليعرف أنه في واد والشعب في واد آخر تمامًا»، متسائلًا: «ألم يكفيه الهجوم الذي شن عليه من قبل بعد تصريحاته، وهل لا يدرك أن كما يقوله لا يقبل الشعب».
وقال مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة «الإنقاذ»، ونائب رئيس حزب «الجبهة الديمقراطية»، إن «الأمر ليس بجديد، فزيدان، منذ اتفاقية «كامب ديفيد»، وهو يدعو للتطبيع مع إسرائيل».
وأضاف لـ«المصريون»، أن «موقفه يختلف عن وقف الدكتور سعد الدين إبراهيم، الذي تعرض لهجوم حاد إثر زيارته إلى إسرائيل»، الأمر الذي فسره بأنه «جاء نتيجة دعوته للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، على عكس زيدان».
وقبل شهور، أعربت السفارة الإسرائيلية في القاهرة عن سعادتها بتصريحات «زيدان» عن إسرائيل، التي من ضمنها أن المسجد الموجود في مدينة القدس ليس الأقصى، و«أن القدس ليس مكانًا مقدسًا».
وكتبت السفارة عبر حسابها على «فيس بوك»: «أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان في برنامج كل يوم الذي قدمه عمر أديب على قناة ONTV الأحد الماضي، ووصف زيدان للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل مجيء النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وحتى أيامنا هذه»، مشيرة إلى أن «جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين».
مزيد من التفاصيل