مدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر إضافية، على أن يبدأ تنفيذ القرار، اعتبارًا من الساعة الواحدة صباح الاثنين، الموافق 15 أكتوبر 2018.
يأتي ذلك استمرارًا لحالة الطوارئ المعلنة في جميع أنحاء البلاد، منذ أكثر من عام ونصف العام.
وبحسب الجريدة الرسمية، فإن قرار الرئيس، جاء بعد الإطلاع على الدستور، وعلى قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، وعلى القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ، ونظرًا للظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد، وبعد أخذ رأي مجلس الوزراء.
ونصت المادة الأولى على: «تعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر اعتبارًا من الساعة الواحدة صباح يوم الاثنين الموافق 15 من أكتوبر عام 2018، فيما نصت المادة الثانية نصت على أن: «تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين».
وتضمنت المادة الثالثة: «يفوض رئيس مجلس الوزراء في اختصاصات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ».
ومن المقرر أن يناقش مجلس النواب، في جلسته الأسبوع المقبل، قرار رئيس الجمهورية بشأن إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر.
ويعتبر هذا هو التمديد السادس، لقرار إعلان حالة الطوارئ في البلاد الصادر في أبريل 2017، وذلك عقب التفجيرين اللذين استهدفا كنيستي «مارجرجس» بطنطا والكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
الإرهاب ما زال نشطًا
اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، ورئيس حزب «فرسان مصر»، اعتبر أن «قرار مد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر جديدة هو أمر طبيعي، لا سيما أن الخلايا الإرهابية ما زالت تعمل على استهداف المنشآت الحيوية، وكذلك هدم الدولة».
وأضاف لـ«المصريون»: «الرئيس السيسي يمدد حالة الطوارئ في البلاد، بناءً على معلومات تقدم إليه من الأجهزة الأمنية، تضع الصورة كاملة أمامه، وتوضح له طبيعة الأوضاع في كافة أنحاء البلاد».
واستطرد: «الإرهابيين يعيشون حاليًا ما يسمى استراحة محارب، في ظل سيطرة القوات المسلحة والشرطة على الأمور وعدم تمكينهم من الحركة، لكنهم بمجرد ترك الأمور سيعودون لمواصلة إرهابهم، لذا وجب الحذر».
الوضع في سيناء
وقال إن «هناك أسباب كثيرة، تدفع الرئيس إلى مد الطوارئ، من ضمنها، أن الإرهابيين في سيناء، ما زال يتحينون الفرصة لتنفيذ بعض العمليات، وهو ما يوجب فرضها؛ لتحجيمهم واستكمال الانتصارات التي تتحقق في شمال سيناء والمناطق المحيطة بها.
خطر الجنوب
ورأى درويش كذلك، أن «الأسلحة القادمة من الجنوب، من جهة السودان، والتي تمكنت القوات المسلحة من مصادرتها والإمساك بها قبل دخولها البلاد، تشير إلى وجود خطر من هذه الناحية، ما يؤكد أن هناك حاجة لمد الطوارئ».
حرب اليمن والخليج
الخبير العسكري، أشار إلى أن «الوضع في اليمن والخليج، أحد أسباب مد حالة الطوارئ، إذ إنه من الوارد أن يفر بعض الإرهابيين الموجودين على الأراضي اليمنية إلى مصر في أي وقت، وبالتالي لا بد أن تأخذ الدولة حذرها، وتتحسب لأي أعمال إرهابية قد تقع».
الحرب في غزة
وأردف: «الوضع في غزة واضطراب الوضع هناك، وقيام إسرائيل بعمليات القتل ضد الفلسطينيين، ادعى لاستمرار حالة الطوارئ، تحسبًا لأي أمر قد يقع من هذه الجهة».
سيناء 2018 مستمرة
وقال اللواء محمد رشاد، الخبير الأمني، ووكيل جهاز المخابرات السابق، إن «الإرهاب لم ينته بعد، كما أن العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، لا زالت مستمرة، لذلك كان من الطبيعي أن تمدد الطوارئ على جميع أنحاء البلاد».
وأضاف لـ«المصريون»: «الهدف من إعلان الطوارئ ضمان الضبط والربط للجبهة الداخلية سواء في سيناء أو غيرها، ومن أجل الحفاظ على الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية، على الجماعات المتطرفة والإرهابية».
وأشار إلى أن «الدولة استطاعت تحقيق تفوقًا كبيرًا وواضحًا على الإرهاب، وهذا يتضح في أن العمليات الإرهابية تناقضت بشكل كبير، وسيطرت الدولة على كافة أرجاء الجمهورية».
وكان العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة قال إأن الحياة عادت لطبيعتها في معظم أنحاء شبه جزيرة سيناء، والتي ظهرت من خلال انتظام الدراسة للعام الدراسي 2018/2019، وإعادة فتح بحيرة البردويل للصيادين.
وأضاف في مقابلة مع قناة «العربية»، أن «الحفاظ على حياة المدنيين، هو السبب الرئيسي لإطالة أمد المعركة في شمال ووسط سيناء، مشددًا على أن القوات المسلحة، ملتزمة بتوفير الحماية الكاملة للمدنين والحفاظ على المعايير الخاصة بحقوق الإنسان».
وأوضح أن «العملية الشاملة «سيناء 2018»، تحقق أعلى درجات النجاح والتقدم، حيث تم استهداف قيادات للعناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير كافة البؤر الإرهابية والبنية التحتية».
وكان الرئيس السيسي، أعلن في إبريل 2017 فرض حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، وذلك عقب التفجيرات التي استهدفت كنيستي طنطا والإسكندرية، وأسفر عن وفاة ما يزيد عن 44 شخصًا، وإصابة 126 آخرين.
وأضاف الرئيس وقتها، قائلًا: «ما يحدث هو محاولة لتحطيمكم وتمزيقكم يا مصريين»، مشيرًا إلى أن هناك دول تدعم الإرهابيين، وهم السبب في دخول الإرهاب لمصر.
ونوه حينها، بأن هناك «مجموعة إجراءات تم اتخاذها منها إعلان حالة الطوارئ، وذلك لحماية البلد والمحافظة عليها».
مزيد من التفاصيل