قالآساف فايس، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "إسرائيل تعيش أجواءمن القلق مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، في ظل القوائم الانتخابيةالتي يشهدها الحزب الديمقراطي، ويغلب عليها الجيل الشاب ذو الشخصية الكاريزماتية،والأهم أنه المعادي لإسرائيل بصورة واضحة، ما يشكل خطرا على مستقبل المساعدات الأمنيةوالعسكرية الأمريكية لإسرائيل".
وأضاففي مقال ترجمته "عربي21" أن "الولاياتالمتحدة تستعد لخوض الانتخابات النصفية للكونغرس خلال أقل من شهر من الآن فينوفمبر القادم، ولعل المؤشر الأكثر وضوحا في هذا الموسم الانتخابي الأمريكي تراجعالتأييد العلني لإسرائيل في أوساط مرشحي الحزب الديمقراطي المعارض من صغار السن،ممن ينجحون بجذب أصوات الناخبين، والإطاحة بمرشحين مخضرمين من الحزب".
وأكدالكاتب، وهو مدير الكونغرس اليهودي الأمريكي، أن "هؤلاء المرشحين الجدد سوف يتصدرونعناوين الأخبار حول العالم، ومن يجب أن تكون أكثر تيقظا لهذه التطورات الانتخابية،ومتابعة حيثياتها، هي دولة إسرائيل، في ظل وجود تيار معاد لها بصورة متطرفة".
وأوضحأن "الكونغرس الأمريكي يعدّ الجسم الذي يحسم القضايا الكبرى في الولاياتالمتحدة، ويتحكم في أموال المساعدات الخارجية في المجالين الأمني والعسكري، ومعروفأن لديه إرثا طويلا من التعاون بين الحزبين في بعض القضايا الرئيسة، ومنها تقديمالدعم لإسرائيل باعتباره أمرا مستقرا في الولايات المتحدة، رغم أنها باتت فيالسنوات الأخيرة مسألة خلافية بين الحزبين: الجمهوري والديمقراطي".
وأشارالكاتب، هو أحد داعمي إسرائيل في الجامعات الأمريكية عبر جامعة كولومبيا، إلى أنه"مع أوائل العام نشر معهد الاستطلاعات Pew نتائج استطلاع أشارلتراجع مقلق في دعم إسرائيل داخل أوساط الحزب الديمقراطي، وارتفاع ملحوظ في الفجوةفي دعمها بين الجمهوريين والديمقراطيين، ففي حين يدعمها 79% من الجمهوريين، ويعربونعن تضامنهم معها، فإن 27% من الديمقراطيين فقط لديهم المشاعر ذاتها تجاهها".
وأوضحأن "المعهد ذاته أجرى قبل عامين استطلاعا أظهر أن الديمقراطيين يدعمون إسرائيلأكثر من الفلسطينيين بنسبة تزيد بـ14%، لكن النسبة اليوم تزيد فقط بـ2%،كما أن الإعلامالأمريكي يتبنى الخط السياسي للحزب الديمقراطي مثل سي إن إن ونيويورك تايمز، اللتينأعلنتا أن الحزب بصدد إحداث تحول بعلاقاته مع إسرائيل، وفي ظل التوجهات السلبيةللمرشحين الديمقراطيين تجاه إسرائيل، فإن الوضع سيكون لها أكثر خطورة".
وأكدأن "من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي المرشحة عن ولاية ديترويت رشيدةطالب المرشحة لنيل مقعد في الكونغرس، وهي من الأوائل في الولايات المتحدة التي طالبتبوقف تقديم أي مساعدة أمريكية لإسرائيل باعتبارها دولة أبارتهايد".
وأضافأن هناك "النجمة الديمقراطية الكسندار أوكسيو-كورتيز ابنة 28 عاما من نيويوركالتي أطاحت بالمرشح الديمقراطي القديم جو كراولي على خلفية أحداث غزة، وإعلانها أنإسرائيل تذبح الفلسطينيين، وهناك إيلهان عمر المرشحة الديمقراطية من مينوسوتا التيقالت إن إسرائيل تضلل العالم، ويا ليت ربنا يوقظ العالم كله كي يعرفوا حقيقة إسرائيل، وأعمال الشر التيتنفذها".
الكاتبتحدث عن "المرشحة ليسلي كوكبورن التي كتبت مع زوجها كتابا يتهم إسرائيل بتنفيذمؤامرة للتحكم في السياسة الخارجية الأمريكية، وهؤلاء المرشحات الأربعة تنضم إلىالأعضاء الديمقراطيين المشهورين الذين يناصبون إسرائيل العداء مثل بيرني ساندرسوديان فينستاين".
وأشار إلى أن "باتي ماكولوم، عضوة الكونغرس الديمقراطية، حاولت سن قانون لمنع إسرائيل مناستخدام المساعدات الأمريكية لاعتقال الفلسطينيين القاصرين، ووصفت مؤخرا قانونالقومية اليهودي بأنه أحد أشكال الأبارتهايد".
وأوضحأنه "تم مؤخرا إقامة "منتدى تقدميين من أجل فلسطين" برئاسة زهراءبيلاو التي كتبت أن اتهام حماس بالعنف ضد إسرائيل يشبه اتهام سيدة تعرضت للاغتصاببأنها ضربت الرجل المغتصب، وإن إسرائيل دولة ابارتهايد عنصرية، تنفذ الإرهاب ضدالفلسطينيين".
وختمبالقول إن "هذا التيار التقدمي يشكل تحديا للقيادة التقليدية للحزب الديمقراطي؛ لأن فيها عددا من كبار الداعمين لإسرائيل، وسط تقديرات بأن ينال الديمقراطيون علىنسبة 80% من مقاعد الكونغرس، ما يعني زيادة الأصوات المعادية لإسرائيل، ويجعلهمفي موقف متقدم أكثر، ما يعني أن إسرائيل هي من ستدفع الثمن".
مزيد من التفاصيل