بداية للقرن الواحد والعشرين؟

[gameel]

الصحف المصرية والعربية

كلام على هوامش الأزمة


في سنة 1985 ـ وكنت طالباً في الثانوية العامة ـ حدث شيء ما : توفى ليونيد برجينيف ، سيد الكرملين وزعيم المعسكر الماركسي اللينيني الذي يتقاسم سلطة العالم مع خصمه المعسكر الرأسمالي.

تتابع على خلافته في السلطة اثنان (قسطنطين شيرنينكو ويوري أندروبوف) ولم يعمر كلاهما سوى عدة شهور ، وجاء بعدهما ميخائيل جوربتشيف .

ومع "جوربي" (كما كان يسمى في "الغرب") بدأت موجة هزات أرضية تجتاح العالم قبل أن تتصاعد شدتها وتتحول إلى زلازل وبراكين ، والمحصلة النهائية لم تقل عن سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الكتلة الشيوعية في شرق وجنوب أوربا وانهيار سور برلين وإعادة توحيد ألمانيا .

بروسترويكا وجلاسنوست ، بوريس يلتسين ، قمة مالطا ، إعدام شاوشيسكو وزوجته ، ليخ فاليزا رئيساً لبولندا ، عودة المعارض والكاتب المسرحي فاتسلاف هافل من المنفى إلى بلده تشيكوسلوفاكيا لينتخب رئيساً لها .... الخ الخ .

صور المرحلة ما زالت طرية جداً في الذاكرة لأنها أولاً ليست بهذا القٍدم الزمني ولأنها ثانيا إفراز مرحلة مهولة الأهمية في تاريخ العالم الحديث ولأنها ثالثاً ـ وعلى المستوى الشخصية ـ موروثة عن أجمل سنوات عمري على الإطلاق وهي سنوات الدراسة الجامعية .كان النصف الثاني من الثمانينات هو الإطار الزمني لهذه الدراما وهي نفسها الفترة التي تلقيت فيها تعليمي الجامعي . وإذا كنت تعلمت شيئاً عن العالم وأحواله وعلاقاته ـ ومهما كان هذا الشيء محدوداً ومتواضعاً وهو بالفعل كذلك ـ فقد تعلمته من متابعة ما يجري وقتها ومحاولة فهمه وليس من كتب ومحاضرات الجامعة .

كم كانت فترة جميلة ورائعة ، حصون الطغيان تتهاوى وشعوب بكاملها تسترد حريتها ومؤشر التفاؤل بغد أفضل في صعود (هستيري أحياناً) وإن لم يبلغ التفاؤل إلى الحد الخرافي الذي يدفعنا للمجازفة بافتراض أن العالم العربي سيستجيب بأي قدر لهذه الموجة الديموقراطية الجديدة . هذا عالم محصن حصانة شديدة الفاعلية ضد كل عوامل التقدم ، كان الكلام عن معاقل الاستبداد في أسيا (وخصوصا الصين وكوريا الشمالية) وأميركا اللاتينية .

انتهت الحرب الباردة ، وخرجت أميركا منتصرة ، انتصرت على الشيوعية بعد حوالي خمسين عاماً من انتصارها على النازية ، وفي أجواء الانتصار التاريخي خاضت حرباً في الخليج العربي خلصت بها إمارة الكويت من براثن الطغيان الصدامي .

قيل وقتها كلام كثير عن "النظام العالمي الجديد" وعن العالم أحادي القطبية الذي تتولى أميركا "رئاسة مجلس إدارته" (حسب إحدى تعبيرات المرحلة) ، وعن انتصار الرأسمالية والديموقراطية الليبرالية ، وكان مما قيل أن القرن الواحد وعشرين قد بدأ بانتهاء الحرب الباردة وقبل أن يبدأ في رزنامة التقويم بعشر سنوات اتباعاً لتقليد يربط بدايات القرون بحدث دراماتيكي ضخم التأثير على أحوال العالم ، ومن ذلك أن يكون القرن التاسع عشر قد بدأ مع الثورة الفرنسية سنة 1789 وأن يكون القرن العشرين بدأ مع الحرب العالمية الأولى عام 1914 .

لكن الذي يحدث أمامنا الآن قد يستوجب إعادة النظر في نقطة البدء الحقيقة للقرن الواحد وعشرين ، وفي تقديري الشخصي أن الأزمة الهائلة التي يمر بها النظام الرأسمالي في مسرحه المركزي الأميركي ثم في أطرافه بالتبعية هو البداية الحقيقية للقرن الواحد وعشرين . نهاية الحرب الباردة أنهت القرن العشرين ، لكن بداية القرن الجديد ترتسم أمام أعيننا هذه الأيام .

والمؤشرات تقول أنه سيكون قرناً بالغ الحيوية والسيولة ، وإذا كان من التبسيط المخل نوعا ما أن نلخص توقعاتنا له في معادلة قوامها تراجع أميركي يقابله صعود صيني يبقى من المؤكد أن هذا قرن تدافع أميركي ـ صيني في خطوطه العريضة لكن غالباً لن تكون ثنائية قطبية على نمط الحرب الباردة أو قريب منها .

الاستبداد يعود مع الصين إلى صدارة العالم، وأميركا (والغرب) تتراجع و"تنسحب" ، وستكون منطقتنا العربية مسرحاً لبعض من تراجع أميركا وانسحابها وحينها سيفرح الأصوليون الإسلاميون والقوميون العرب وسائر الفاشيين وقبلهم وبعدهم سيفرح طغاة العرب ربما ما عدا طغاة الخليج وهؤلاء لا يرون في أميركا إلا حامية لهم من التغول الإيراني وأي تغولات أخرى محتملة ، والشاهد أن القرن الواحد وعشرين قد يكون (بعض غير قليل منه على الأقل) عصراً ذهبياً للاستبداد وهذا ما يمس في الصميم مستقبل بلدنا مصر .





.

 

[hoppa]

و تلك الايام نداولها بين الناس

دى حكمة الهيه كل يوم بتتجسد قدامنا

 

 

[galaxy]

الفاضل دكتور جميل.......

لن نستطيع انكار الاجتياح الصيني الاقتصادي ........لكن الهيمنه الامريكيه ايضا تضمن نوع من الاستقرار ولو بصورة مؤقته في نظر البعض للنظام في مصر......مع وجود الاستبداد فيها ايضا بمسانده الغرب او قل بتاييد منهم لضمان الكرسي..............كما ان التواجد الغربي اعمق بكثير_وخصوصا في الخليج وربما اكثر من التواجد الاميركي_ من ان تؤثر به ازمه تراجع الاقتصادالامريكي والتي استنزفت في طريقها مدخرات الخليج البتروليه لديها ولها توابعها هنا ولا شك.........مهتمه انا بالموضوع بالفعل اتمني ان تتابعه معنا وساتابع مع حضرتك ان شاء الله لافهم ما خفي علي ...تحياتي

 

 

[gameel]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة galaxy الفاضل دكتور جميل.......

دكتور ؟ أنا ؟ الله يسامحك

اقتباس لن نستطيع انكار الاجتياح الصيني الاقتصادي

هو اجتياح مزيف يعتمد أساساً على رخص تكاليف الانتاج (اليد العاملة خصوصاً) والسطو على حقوق الملكية الفكرية للتصاميم والإبداعات الصناعية الغربية ، وستجدين مثلا ما يقال عنه أنه سيارة صينية هو أساساً سيارة ألمانية مسروقة ، ومنذ عدة شهور رفض معرض أثاث دولي في إيطاليا مشاركة الصين حين وجد أن كل منتجاتها من الأثاث مسروقة ، ومنذ عدة سنوات قبض على جاسوس صيني (عالم أميركي من أصل صيني) يسرب لبلده الأم نتائج أبحاث سرية أميركية ..وعلى هذا الحال .
وهاهي الصين التي تبحث لنفسهاعن دور ومكانة الدولة العظمى ليس لديها فائز واحد بجائزة نوبل في العلوم ، الصيني الوحيد الفائز بنوبل في الآداب روائي منشق يعيش في فرنسا.
وليس للصين إضافة تذكر لفنون وآداب وتقاليع العالم الحديث ، وهذا مع الاحترام لتاريخها العريق وثقافتها الثرية لكن المحلية جداً .
بضائع استهلاكية رخيصة السعر ومتواضعة الجودة هي كل ما تملكه الصين ، وبالمناسبة ما تنتجه هذه "القوة العظمى" في مجال التقنية الفائقة (هاي تيك) يقل عما تنتجه .....إسرائيل .
لكن الأهم من كل ذلك أن هذا بلد استبدادي محكوم بالحديد والنار والرعب ، وعن نفسي لا أحب البلدان المستبدة ويزعجني ويقلقني ويقرفني أن تكون إحداها في سبيلها للتحول لقوة عظمى .

اقتباس ........لكن الهيمنه الامريكيه ايضا تضمن نوع من الاستقرار ولو بصورة مؤقته في نظر البعض للنظام في مصر......مع وجود الاستبداد فيها ايضا بمسانده الغرب او قل بتاييد منهم لضمان الكرسي

هذا افتراض رائج لكن مشكوك في أمره ، فارق كبير بين أن تتعامل أميركا مع المستبدين كأمر واقع وبين أن تضمن لهم كراسيهم ، وفي بعض الحالات يكون البديل المطروح للنظام القائم أسوأ من النظام نفسه وهذا حاصل في مصر للأسف الشديد ، يعني غياب نظام حسني مبارك لن يعني بالضرورة تحول مصر إلى الديموقراطية والحرية وقد تتحول إلى استبداد مدجج بتفويض إلهي . وعموماً هلم بنا نحن المصريين نبحث عن حريتنا ووقتها سنرى إذا كانت أميركا ستضربنا بالقنابل لصالح حسني مبارك أم لا .

اقتباس ..............كما ان التواجد الغربي اعمق بكثير_وخصوصا في الخليج وربما اكثر من التواجد الاميركي_ من ان تؤثر به ازمه تراجع الاقتصادالامريكي والتي استنزفت في طريقها مدخرات الخليج البتروليه لديها ولها توابعها هنا ولا شك.

أوربا خلاص استقالت تقريباً من الشأن الدولي واكتفت بتدليع ورفاهية شعوبها من ناحية ومساعدة جيرانها الأقربين في أوربا الشرقة والجنوبية وبدرجة أقل بلدان جنوب المتوسط من ناحية أخرى .




.

 

 

[galaxy]

تحياتي استاذ جميل.........مش عارفه لقب حضرتك ايه بس

انا مع حضرتك في كلامك عن الاجتياح الصيني والذي يلقي رواج في دول غير قادره حتي علي منافسه المنتج الردئ وتفضل الرخص او قله التكلفه والسعر بديلا علي الانتاج المميز وان كانت تفتقر لمعدات الانتاج المميز اصلا..........اما الكرسي المصري فلا اقصد اطلاقا ان امريكا تضمنه........اقصد ان وجود الحزب الحاكم مصلحه لامريكالا حبا في اصحابه بل لخنوعه وخضوعه للاوامر المملاه عليه واللي هو من مصلحته المهادنه الي درجه كبيره لضمان الرضا ليس الا وان وجد نظام يطيع ويمسح الخوج افضل فمرحبا به ولا ااعتقد ان المستقبل يحمل نظاما افضل بل هو اسؤ من الموجود حاليا اضف عليه حاله الخنوع الرهيبه التي اصابت الشعب واستسلامه باختياره لما يحدث مدعيا انه قدره وان كان اختياره .........تحياتي