رسمخبير عسكري إسرائيلي في صحيفة مكور ريشون ما قال إنه "سيناريو الحرب القادمةفي قطاع غزة، بعد فترة طويلة من وقوف إسرائيل على مقربة من تنفيذها، وهذاالسيناريو يشمل مكونات الحرب، والتأثيرات التي ستلقي بظلالها على طبيعتها، ومدتهاالزمنية، وعنصر المفاجأة، وغيرها من المركبات".
وقالعمير ربابورت، في ورقة بحثية مطولة ترجمتها "عربي21"، إن "الحرب القادمة في غزة لن تكون شبيهة بالجولاتالعسكرية الأخيرة أمام حماس: الرصاص المصبوب 2008، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد2014، في ظل العديد من الاعتبارات العسكرية والتفاصيل العملياتية".
المدى الزمني
وأكدربابورت أن "أحد الدروس المستفادة من الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة أنهكلما طالت المعركة من الناحية الزمنية فلن يكون ذلك في صالح إسرائيل، ويبدو واضحاأنه من جولة لأخرى يزداد المدى الزمني لكل مواجهة، حتى قاربت المعركة الأخيرة علىالشهرين".
وأضافأنه "رغم أن القبة الحديدية وضعت صعوبات أمام حماس، لكنها شكلت لنا نحنالإسرائيليين إشكاليات أيضا؛ لأنه كلما زاد عدد أيام القتال، فإنه يتطلب المزيد منبطاريات القبة الحديدية، فضلا عن أنه يستنزف الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وأوضحأن "أحد مفاتيح نجاح أي حرب إسرائيلية قادمة أن تكون افتتاحيتها قوية،بشرطين: ألا تكون كرد فعل على رفع مستوى عمليات حماس، بل أن تكون مبادرا إليها منقبل إسرائيل، وفي الوقت ذاته ألا يشملها وقف لإطلاق النار لمحاولات الوساطة،لا سيما المصرية".
هدف الحرب
وأشارربابورت، محرر مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، إلى أنه "طرأ تغير كبير لدى إسرائيلفي تقدير هدف الحرب القادمة ضد غزة، في الماضي كانت فرضية المستويين السياسيوالعسكري أن الوضع المثالي أن تبقى سلطة حماس في غزة، بعد أن يتم ردعها فترة طويلةمن الزمن تتوقف فيها عن إطلاق الصواريخ، وفي هذه الحالة فإن إعادة الوحدةالفلسطينية بين قطاع غزة والضفة الغربية لن يكون في صالح إسرائيل".
وأكدأنه "في حال تصاعد الوضع الأمني في الجنوب بسرعة، فهناك تقدير بأن الهدف هذهالمرة قد يكون إسقاط سلطة حماس، ما سينجم عنه واقع ميداني جديد برعاية مصرية، ووفقالما يصدر عن وزير الحرب بعكس وزراء سابقين فإن الجيش الإسرائيلي سيأتي للحربالقادمة وبين يديه خطة عملياتية متكاملة للإطاحة بحماس كليا في غزة".
وأضافأن "هذه ليست مهمة بسيطة، وقد تشمل بالضرورة الدخول بريا بالقوات الإسرائيليةمساحات واسعة من قطاع غزة، وفي هذه الحالة قد يستغرق بقاء الجيش عدة أشهر سيتخللهاإطلاق صواريخ على إسرائيل، وحينها سيضع الجيش والشاباك نصب أعينهم القيام بحملةتصفيات واسعة لقيادات حماس كأولوية مفضلة".
عنصر المفاجأة
ربابورت،وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، قال إن "أي معركة تنشب يحضرطرفاها المفاجأة للطرف الآخر، وكلنا نذكر كيف أن الجيش لم يكن مستعدا لتهديد أنفاقحماس في غزة في حرب 2014، لكن الحملة التي أعلنها في السنوات الأخيرة ضد هذه الأنفاقعمل على تراجع خطورتها، رغم أنه ما زال قائما، ما يفتح الباب على المفاجآتالقادمة".
وأضافأن "حماس بذلت جهودا حثيثة لتطوير منظومات الطائرة المسيرة دون طياروالمحملة بمتفجرات، وهذه تشكل تحديا ليس سهلا أمام إسرائيل، بجانب القذائفالصاروخية المطورة، التي تحمل رؤوسا متفجرة بما يزن عشرين كيلوغراما، كما سقطت مؤخراعلى بئر السبع، كما ستلجأ حماس لإطلاق قذائف الهاون التي لم يجد الجيش لها حلولاكافية ونهائية حتى الآن".
وأكدأن "القبة الحديدية قادرة على صد عدد من القذائف، لكن لا أظنها مهيأة لمواجهةصليات مكثفة متسارعة منها، مع العلم أن القبة الحديدية معدة بالأساس لصد الصواريخ،وهنا نؤكد على أحد دروس الجرف الصامد، حيث لا يوجد سبب لإبقاء مستوطني غلاف غزة فيمنازلهم فور اندلاع الحرب، لأنه سيتم تنفيذ عملية إخلاء واسع وسريع لكل من يسكنعلى بعد سبعة كيلومترات من حدود قطاع غزة، ووزارة الحرب مستعدة لذلك".
وأوضحأن "مطار بن غوريون قد يصدر قرار بإغلاقه في ذروة أيام القتال، ولعل هذاالسبب الذي دفع إسرائيل لإعادة تأهيل مطار "رامون" قرب إيلات ليكونبديلا عنه، كي لا تنقطع إسرائيل عن العالم الخارجي".
السيناريو الأسوأ
ختمربابورت دراسته بالقول إن "صيف 2018 شهد وصول الأوضاع الأمنية خلال أسابيعطويلة إلى حافة الهاوية، واقتراب الحرب أكثر من أي وقت مضى، في كلا الجبهتين:الشمالية مع حزب الله في لبنان وإيران في سوريا، والجنوبية مع حماس في غزة، ورغمتكرار الهجمات المتبادلة، لكن الكلمة الأخيرة لم تقل بعد في الشمال".
وأوضحأن "حربا إسرائيلية مع حماس في غزة قد تحفز إيران وحزب الله لإطلاق صواريخثقيلة العيار برؤوس متفجرة ضخمة باتجاه إسرائيل، تتسبب بإحداث شلل كامل في حركة الإسرائيليين،أو صواريخ أرض-بحر توقف حرية الملاحة البحرية الإسرائيلية، ورغم خطورة هذاالسيناريو وصعوبته، لكنه متوقع، وفي الوقت ذاته، فإن الجيش الإسرائيلي متأهب للقتالعلى الجبهتين معا".
مزيد من التفاصيل