تصاعد بشكل لافت عبروسائل الإعلام المصرية الانتقادات الموجهة لمرتديات النقاب والحجاب بالبلاد، وفيالوقت الذي أساء فيه الأستاذ بجامعة الأزهر مبروك عطية لهم؛ كما طالب أستاذ الفقهالمقارن سعد الهلالي، السلطات بمنع النقاب على غرار قرار الجزائر قبل أيام، وهو مارفضه بعض العلماء.
ذلك الجدل حول مشروعيةالحجاب والنقاب جاء بالتزامن مع دعوة النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب،لرئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، لحظر ارتداء النقاب بالأماكن العامة، بحجة استخدامهبالعمليات الإرهابية، معلنا عبر فضائيات "إكسترا نيوز"، و"الحدثاليوم"، الأحد، و"ten" الاثنين،أنه تقدم بمشروع قانون لمنع ارتداء النقاب بالمؤسسات الحكومية والتعليمية.
كما جاء أيضا إعلانالنائبة غادة عجمي، السبت، عبر الفضائيات، عن تقدمها بمقترح للجنة الشئونالتشريعية بحظر النقاب، ليثير التكهنات حول احتمالات أن تنحو القاهرة نحوالجزائر ويقرر برلمانها حظر النقاب.
وقررت الجزائر، رسميامنع ارتداء النقاب أو أي لبس يخفى هوية الشخص بأماكن العمل الخميس الماضي.
دعوة أبو حامد، لاقتقبول الأستاذة بجامعة الأزهر، آمنة نصير، وقال بتصريحات لـ"اليومالسابع"، الثلاثاء، إن النقاب تسبب بعمليات إرهابية ويضر الصالح العام ولايرتبط بحرية كل فرد فقط طالما يؤثر على السلم والأمن المجتمعي ويهدد المواطنينوأمن الدولة.
الأكاديمية الأزهرية،كانت قالت السبت، لفضائية "إل تي سي"، إن "النقاب ليس من الشريعةالإسلامية، ولكنه عادة يهودية تجذرت بالجزيرة العربية بين القبائل اليهوديةوالعربية قبل الإسلام"، مرحبة بقرار الجزائر منع النقاب، معلنة أن أمنيتهامنعه بمصر.
والاثنين، طالب أستاذالفقه المقارن بجامعة الأزهر، المثير للجدل سعد الدين الهلالي، بمنع النقابباعتباره مسألة فقهية وليست دينية اختلف الفقهاء حولها، مضيفا لفضائية "mbc"،كنت أتمنى أن تكون مصر هي الرائدة، ويُمنع النقاب بالمصالح والأماكن العامة، قبلالجزائر، معلنا قبوله قرار الدولة بإكراه النساء على خلعه تلافيا للجرائم التي تتمتحت ستاره.
تلك الموجة بدأهاالأستاذ بجامعة الأزهر، مبروك عطية، بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بقوله:"إنه يحزن كلما رأى سيدة ترتدي النقاب"، بحوار أثار غضب الكثيرينلفضائية "mbc"،بعدما شبههن بالرجال ووصفهن بـ"معدومات الأنوثة"، وطالبهن بترك جامعةالأزهر، التي لا تمنع النقاب كما فعلت جامعة القاهرة منذ 2014.
وفي المقابل، استنكر المفتي السابق، علي جمعة، زعم البعض بأن الحجاب ليسفرضا واصفا دعواتهم بأنها "شغل حشاشين"، مؤكدا عبر قناة "سي بيسي"، أنه فرض باتفاق الأمة، قائلا: "تفسير النصوص بالهوى نوع من العدوانوالطغيان".
وفي نفس السياق، أكدالشيخ خالد الجندي، أن النقاب، واجبعند الإمام أحمد بن حنبل والشافعي، ومستحبلدى الإمام أبو حنيفة ومالك، مضيفا لفضائية "dmc"، السبت أن "ادعاء أنه ليس من الدين نوعمن التجاوز وعدم الدقة الفقهية"، معلنا رفضه "إصدار قانون بمنعالنقاب"، مشيرا أن "الضرورة الأمنية لكشف الوجه لا مجال للنقاش فيها".
وفي تعليقه قال الباحثوالمحلل السياسي خالد الأصور، إن "المدعو محمد أبو حامد بدعوته لحظر النقاببموجب القانون؛ إنما يحاول لفت الأنظار إليه وتركيز الأضواء عليه والتي انحسرتكثيرا،"، مضيفا "وأستبعد صدور مثل هذا القانون"، متوقعا ألا يتعدىالأمر "إحداث الجلبة حوله، والتي ربما تكون مقصودة لذاتها".
الأصور، أضافلـ"عربي21"، "ورغم أنني شخصيا ضد النقاب لكن لا يمكنني القبولبإصدار قانون بمنعه، إذ يبقي اختيارا شخصيا يستند فيه البعض إلى آراء فقهية"،مبينا أن "غاية ما يمكن اللجوء إليه تنظيميا وحماية للأمن العام اتخاذ الاحتياطاتاللازمة ببعض المؤسسات بإلزام المنتقبة بالتعرف عليها بأماكن لائقة بواسطة نساء،وربما بعض الأحيان استيقافها إذا ما كانت بموضع ريبة وشبهة وهو ما ينطبق على أيمواطن آخر، وإن كان النقاب ببعض المواقف يعد ذاته من عوامل الاشتباه كوسيلة للتخفي".
وقال الداعية الإسلاميالشيخ شعبان عبدالمجيد، "لقد تابعت ببالغ الأسف الحملة ضد النقاب والتيابتدأها (مبروك عطية) واصفا إياهن بعدم الأنوثة وأنهن رجال، ونسي انتقاد المذيعةالمتبرجة أمامه، وعلى وتيرته كان سعد الهلالي"، معتقدا أنها "خطةمخابراتية، تبدأ بهجوم مشايخ ضعاف النفوس، ينحنون أمام المغريات، أو التهديداتويشنون هذه الهجمة الشرسة على النقاب، لتحقيق هدفين خبثين".
إمام مسجد الهدىبالولايات المتحدة، ذكر لـ"عربي21"، أن الهدف الأول: اختبار رد فعلالناس، فلو كان قويا سكتوا، وخرج من يعنف الشيخين، وإن سكت الناس منشغلين برغيفالخبز والمرض، خرج صبيان أمثال أبو حامد ، للدعوة لقانون يحظر النقاب".
وبين أن الهدف الثاني:"طرد عشرات المنقبات من العمل بحجة مخالفة القانون المزمع مناقشته بالبرلمانفي طريقهم لنشر الانحلال، وضرب القيم الإسلامية بمقتل"، مضيفا "والحق أنهذا دأب العسكر دائما عبر تاريخنا الحديث، فبعد انقلاب 1952، أصابت موجة انحلالرهيب المجتمع، وكذلك بعد انقلاب 2013 نشر العسكر كل ما هو قبيح ويضاد قيم الإسلام".
الداعية المصري، أشارللحرب الشرسة على النقاب والحجاب، بتونس والجزائر، معتقدا أن مصر بطريقها لهذاالإجرام، موضحا أن النقاب محل خلاف بين العلماء، ومنهم من يوجبه، ومنهم من يرى أنهفضيلة وليس فريضة، متسائلا "ألا يتركون الناس وما يحبون من قبيل الحريةالشخصية التي تفرضها الليبرالية، كما في أمريكا والغرب؟"، متعجبا من سماح تلكالدول بالنقاب، ولا يسمح به ببلد الأزهر.
وربط عبدالمجيد، بينسقوط الانقلاب واندثار الرذائل، وعلو الفضائل، وخرس ألسنة من أسماهم بـ"دعاةجهنم، وعلماء السلطان الذين يبيعون دينهم بدنيا غيرهم، أمثال مبروك،والهلالي"، مطالبا بغضبة قوية ترد هؤلاء المجرمين، متسائلا أين "حزبالنور، وشيوخ الدعوة السلفية، ألم يكونوا يعتبرون المحجبة عاهرة؟ والنقاب فرضا؟لماذا لا يغضبون ويثورون على فرائض تضيع حسب فهمهم؟".
مزيد من التفاصيل