نشر موقع"ستراتفور" الأمريكي تقريرا تطرق من خلاله إلى المستقبل الذي ينتظرالدعم الذي تقدمه الحكومة الأمريكية للسعودية في إطار الحرب التي تشنها الرياض علىاليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال الموقع في تقريرهالذي ترجمته "عربي21"، إن الأيام الأخيرة شهدت دعوات عامة من قبلمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لوقف الحرب الأهلية التي تدور رحاها في اليمن منذأواخر سنة 2014. وقد حفزت المخاوف المتزايدة داخل المجتمع الدولي والكونغرسالأمريكي إزاء الفترة التي ستستغرقها الحرب والخسائر الإنسانية، بروز هذا الموقفالقوي.
وذكر الموقع أن كلا منوزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، وجها دعوة خلالالأسبوع الماضي لجميع الأطراف المتنازعة في اليمن بهدف إرساء هدنة في غضون 30يوما. وقد شجع ماتيس جميع الأطراف على الاجتماع مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة فياليمن، مارتن غريفيثس، خلال تشرين الثاني/نوفمبر، للاطلاع على تفاصيل الهدنة.
وعلى الرغم من المساعيالدولية، يستعد كل من الحوثيين وقوات الائتلاف لجولة أخرى من الصراع على ميناءالحديدة الاستراتيجي، الذي يعد نقطة دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وأضاف الموقع أن الضغطالسياسي على البيت الأبيض قد تزايد من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها،للحد من الدعم الذي تقدمه إدارة ترامب للحملة التي تقودها السعودية على اليمن،خاصة بعد الرد الذي قدمته المملكة على جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. كماخلفت التعديلات على الروايات المقدمة من قبل المملكة فيما يتعلق بحادثة اختفائه منالقنصلية السعودية في إسطنبول، نوعا من انعدام الثقة بين الرياض وأعضاء منالكونغرس الأمريكي.
اقرأ أيضا: "الجحيم الحي".. إحصائية مفزعة لوضع الأطفال اليمن (إنفوغراف)
من جهتهم، يعمل المشرعونالأمريكيون المعارضون للحرب في اليمن على إعداد قانون من شأنه أن يخفض الدعمالمقدم للسعوديين في هذه الحرب. وفي الوقت نفسه، دق تقرير جديد للأمم المتحدةناقوس الخطر حول ارتفاع مخاطر المجاعة المنتشرة على نطاق واسع في اليمن.
وأشار الموقع إلى أنالمملكة العربية السعودية لن تغير موقفها بسهولة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية، حتىفي ظل مواجهتها لمعارضة عالمية أو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لأنالتدخل السعودي في اليمن ليس مدفوعا برغبة الرياض في حرمان طهران من تعزيز نفوذهافي شبه الجزيرة العربية عبر حلفائها الحوثيين فحسب، بل بسبب العداء التاريخي بينالمملكة العربية السعودية والحوثيين أيضا.
وتطرق الموقع إلى الدورالذي سيلعبه الكونغرس في تغيير مسار هذه الحرب، حيث سيزداد الضغط خلال السنةالقادمة من قبل الكونغرس على البيت الأبيض لوقف المساعدات الأمريكية المخصصةللسعودية أو الحد منها. كما أن هناك مساع لوقف بيع الذخائر الموجهة بدقة للرياض.وقد ترتفع حدة هذه الضغوط في حال سيطر الديمقراطيون على الكونغرس بعد الانتخاباتالنصفية.
ونوه الموقع بأن فرضية شنهجوم عسكري من قبل السعوديين وحلفائهم اليمنيين من أجل السيطرة على ميناء الحديدةدون تكبد خسائر ديبلوماسية، أصبحت غير واردة. ومن المرجح أن يؤدي الضغط الدولي حولضرورة وقف الحرب في اليمن إلى تشبث الجانب السعودي باستعادة الميناء. في الأثناء،وفي حال شنت السعودية هجوما عسكريا على اليمن، فإن الخسائر الانسانية الناجمة عنذلك قد تسرّع وتيرة الجهود التي تبذلها واشنطن وحلفائها لوقف الدعم المقدمللسعودية.
تجدر الإشارة إلى أنالسعوديين بصدد دراسة استراتيجية أخرى تتمثل في الموافقة على محادثات وقف إطلاقالنار بهدف استفزاز الحوثيين ودفعهم إلى إفسادها مما يسمح للرياض بإلقاء مسؤوليةفشل المحادثات على عاتق هذه الجماعة المتمردة.
وذكر الموقع أن الدعمالعسكري الأمريكي لجهود التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بما في ذلك إعادةالتزود بالوقود جوا، فضلا عن الخدمات الاستشارية والاستخبارات، يعتبر مفيدا جدابالنسبة للسعودية. وقد ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، في وقت سابق من هذه السنة، أنحوالي 50 موظفا أمريكيا كانوا يعملون مع نظرائهم في المملكة العربية السعودية لدعمالجهود الرامية إلى وقف تهديدات الصواريخ الباليستية الحوثية. كما تفيد تقارير غيرمؤكدة أن عناصر أمريكية تساعد القوات السعودية في تنفيذ مبادرات أمن الحدود.
وبغض النظر عن مدى قوةمعارضة الكونغرس، من غير المرجح أن تقطع الولايات المتحدة علاقاتها مع الجانبالسعودي. ويعود ذلك إلى أهداف الجانبين المشتركة عندما يتعلق الأمر باحتواء النفوذالإيراني ومكافحة تهديد الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من المواقع التييسيطر عليها الحوثيون في اليمن نحو الأراضي السعودية والإماراتية.
وفي الختام، أكد الموقعأن تغير الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، فيما يتعلق بالحربالتي تشنها السعودية ضد الحوثيين، لن يؤثر على جهود واشنطن المستمرة لمكافحةالإرهاب هناك. وفي الواقع، لن تتراجع الولايات المتحدة عن حربها ضد تنظيم القاعدةالذي لا يزال فرعه في اليمن، تحت اسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قويا خاصة وسطوجنوب البلاد.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط (هنا)
مزيد من التفاصيل