قال ساسة إسرائيليون في مقال مشترك بصحيفةمعاريف، إنه "طالما أن الحكومة الإسرائيلية لا تذهب نحو اجتراح حل سياسي معالفلسطينيين، فإن الحدود مع قطاع غزة ستبقى تنزف دماً".
وأوضحوا أنه في ظل أن "المستوى السياسي الإسرائيلي لا يقدم أمام الجمهور خطة سياسية فإن مستوطني غلاف غزة لن يفهموا لماذاتواصل الحكومة الحالية خذلانهم، والاستهتار بأمنهم، وسيبقون يطالبون بحسم عسكري معحماس، لكنهم لن يعثروا عليه".
وأضاف عامي آيالون رئيس جهاز الشاباك الأسبق،وغلعاد شير المفاوض الإسرائيلي السابق، وأورني فتروشكا رجل الأعمال الإسرائيلي، فيالمقال الذي ترجمته "عربي21" أن "استقالة وزير الحرب أفيغدورليبرمان تعتبر وثيقة اتهام ضد السياسة الأمنية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو،التي تمتنع عن الذهاب لمواجهة مفتوحة واسعة مع غزة، وفي الوقت ذاته تتلكأ فيالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس".
وأوضحوا أن "ليبرمان ومعه وزير التعليمنفتالي بينيت أرادا إظهار نفسيهما على أنهما صاحبا الجناح الصقوري في المجلسالوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، والداعيان الأساسيان للدخول في معركةواسعة مع حماس بهدف إخضاعها، لكن تدحرج التصعيد العسكري الأخير مع غزة لم يكشف فقطعن إخفاقات سياسة نتنياهو الأمنية، وإنما كشف فشله الذريع في تقديم تصوره عن الحسمتجاه الفلسطينيين عموما، وعن غزة خصوصا".
وأشار الثلاثة وهم زعماء حركة "أزرقأبيض" أن "مصطلح الحسم الذي يتغنى به ليبرمان وبينيت لن يعثرا عليه لدىرئيس الأركان ولا في وثائق الجيش الإسرائيلي بالمفهوم العسكري للكلمة لسبب بسيط،أن العدو الذي يواجهنا اليوم ليس دولة نظامية مع جيش قائم بذاته، وإنما حركة شعبيةأو منظمة مسلحة، وهي حماس، بحيث أنه لو اغتالت إسرائيل قادتها، فسيقومآخرون".
وأوضحوا أنه "لو طلبت الحكومة الإسرائيليةإعادة احتلال قطاع غزة، فإن الجيش سيسطر عليه، لكن أي إنسان لديه عقل في رأسه لايحلم بهذا الواقع، ومع ذلك فإن مصطلح الحسم في هذه الحالة ليس عمليا من الناحيةالواقعية، لأنه منذ عملية الرصاص المصبوب في غزة 2008-2009 خاضت إسرائيل ثلاثةمواجهات واسعة النطاق في غزة بهدف إخضاع الفلسطينيين في غزة، لكن أياً منها لمتحقق المراد المطلوب".
وأكدوا أن "عملية الجرف الصامد في غزة2014، التي قتل فيها أكثر من ألفي فلسطيني وأكثر من سبعين إسرائيليا، أملت فيهاإسرائيل برؤية حماس ترفع الراية البيضاء وتبين كم أن ذلك غير صحيح، وربما فهمأعضاء المجلس الوزاري هذه القناعة متأخرين حين سلموا بقرار وقف إطلاق النار الذيتبناه نتنياهو".
وأضاف المقال أنه "كلما تخوض إسرائيلمواجهات من أجل هدف واضح وهو إخضاع حماس، فإن أعداءنا سوف يسجلون انتصارات طالماأنه لم يتم إخضاعهم، والنتيجة الطبيعية لعدم قدرة إسرائيل على إخضاع حماس هو الفشلوالإخفاق، ولعل المظاهرات الاحتفالية لسكان القطاع عقب انتهاء التصعيد، وما قابلهمن إشعال مستوطني الغلاف لإطارات السيارات بصورة احتجاجية، تعطي بوضوح هذه النتيجةالقائمة على الأرض".
وأشاروا أن "الجولة التصعيدية الأخيرةتركت شعورا لدى الإسرائيليين بالخسارة وفقدان الطريق وخفة يد الحكومة على السلاح،وحين يطرح السؤال: هل يمكن، وإلى أي حد، يمكن تفعيل القوة العسكرية في غزة؟ نجدأنفسنا نصل إلى طريق مسدود، مع أن حديث نتنياهو في باريس عن عدم وجود حل سياسي معحماس، وكذلك لا حل عسكريا، يعبر عن تغير في التفكير".
وأكدوا أنه "طالما بقي النقاش في الكابينتبين من يرفعون شعار الحسم وإخضاع حماس، ومن يطالبون بضبط النفس أمامها، دون حديثعن حل سياسي،فلن نحقق أي إنجاز في الحسم العسكري تمهيدا لحل الصراع معالفلسطينيين".
المقال عاد إلى "بداية الانتفاضة الأولىعام 1988، حين قال رئيس الأركان آنذاك دان شومرون عبارة تفسر واقعنا اليوم فيالساحة الفلسطينية: الانتفاضة لن يوقفها حل عسكري، لأنها ليست ظاهرة عسكرية، كل مايستطيع الجيش القيام به اليوم هو تخفيض مستوى العنف بما يسمح للمستوى السياسي أنيتخذ قراراته".
وختموا بالقول أن "الأمر لم يتوقف عندالانتفاضة، بل امتد لما بعدها ثلاثة عقود، فما فهمه شومرون في 1988، ما زالتإسرائيل اليوم في 2018 ترفض أن تفهمه، وتدرك مراميه، وطالما أن الحكومةالإسرائيلية لا تنتهج الحل السياسي، بما فيه صيغة حل الدولتين، مع الفلسطينيين،والاكتفاء بالنظر للساحة الفلسطينية بالمنظار العسكري، فإن حدود غزة ستبقى تنزفدماً، والحقول ستبقى تحت الحرائق، والقذائف الصاروخية ستواصل السقوط على المدنالإسرائيلية".
مزيد من التفاصيل