قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحاجة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل إعطاء الأهلية لولي العهد السعودي.
وقال برئيل بمقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن الرئيس الروسي فلاديمير وبوتين حسن علاقاته مع الرئيس التركي ايضا، وكذا الاتحاد الاوروبي الذي يبحث معه بشأن انضمام بلاده للاتحاد .
واضاف " في شهر آذار 2015 وبفارق يوم واحد، هبط زعيمان في السعودية، الاول هو رجب طيب اردوغان الذي هبط في مطار جدة واستقبل من قبل حاكم المنطقة وعدد من مساعديه، و الثاني هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي هبط في الرياض واستقبل استقبال الملوك من قبل الملك الجديد سلمان. كلاهما وصلا من اجل تهنئة الملك على تعيينه، لكن الرسالة السعودية كانت واضحة".
ولفت برئيل بمقاله إلى أن السيسي كان الضيف الذي احتفت به الرياض، مشيرا إلى أن زيارة أردوغان "شكلت له انعطافة تاريخية، بعد فترة طويلة من العلاقات المتوترة مع السعودية، لا سيما في ظل حكم الملك عبد الله، وبعد الشرخ مع مصر" .
وأضاف: "ثلاث سنوات ونصف بعد ذلك، صعد القطار الجبلي لاردوغان الى اعلى نقطة. الآن جاء دور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في أن يطلب لقاء مع اردوغان، وهذا ليس متسرعا في الرد. يبدو وكأن بوينس آيريس التي ستستضيف اليوم قمة "جي 20" تمد عنقها فقط من اجل رؤية هل هذان الزعيمان سيلتقيان".
وقال :" بهذا اللقاء إن حصل سيحصل إبن سلمان على تطهير دولي، أو أن ولي العهد السعودي "سيضطر الى الاكتفاء" بلقاء مع الرئيس الامريكي ترامب.
اقرا أيضا : كاتب إسرائيلي: ترامب ونتنياهو متفقان على تبرئة ابن سلمان
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي القى بقضية خاشقجي على ما يبدو وراء ظهره " ترامب كان مسرورا في القاء قضية الصحافي من وراء ظهره ومواصلة علاقته مع السعودية ، وكأن شيئا لم يحدث. لقد ابعد عن نفسه استنتاجات الـ سي.آي.ايه التي تقول إن ولي العهد علم وأمر بقتل الخاشقجي".
ولفت برئيل إلى أن ترامب "سبق وأعطى مباركته للجهاز القضائي السعودي، وجند اسرائيل كمحامي لولي العهد، والآن هو يريد مواصلة معالجة الصفقة الضخمة للمشتريات الامنية السعودية بمبلغ 110 مليارات دولار".
وقال :" ليس هناك أي شيء ملح لدى اردوغان. الشرطة والمخابرات في تركيا ما زالت تبحث عن أشلاء جثة الخاشقجي والمتعاون الذي قام بابعاد الجثة. ولم يتم تسريب كل التسريبات للجمهور. ويبدو أنه يوجد لاردوغان المزيد من الذخيرة المتفجرة ضد إبن سلمان، أو على الأقل هو لا يصادق على أن كل المواد قد نشرت".
ويرى برئيل أن المنافسة الحقيقية التي يسير فيها اردوغان ليست مع محمد بن سلمان "منافسة لي الاذرع الحقيقية التي يريد اردوغان القيام بها ليست مع ابن سلمان أو السعودية، بل مع الادارة الامريكية. تركيا توصلت الى استنتاج يقول إن ترامب سيبذل كل ما في استطاعته لانقاذ ابن سلمان من الازمة التي تورط فيها، وسيدافع عن المملكة من الهزة الارضية التي يمكن أن تحدث فيها اذا ثبت أن ابن سلمان مسؤول بشكل مباشر على عملية القتل".
ويضيف أنه في هذه الحالة "فان المطالبة بتقديم الامير السعودي للمحاكمة امام مؤسسات القضاء الدولية، ستكون الضائقة الاصغر لترامب، فاردوغان سيكون مستعدا لمساعدة ترامب، ولكن ليس بدون مقابل. الموضوع الرئيسي الذي يشغل الرئيس التركي هو التعاون الوثيق بين الادارة الامريكية وبين أكراد سوريا والتي يعتبرها اردوغان ليس فقط نشطاء ارهاب بل خطرا ملموسا على تركيا".
اقرا أيضا : ناشونال إنترست: لهذا يجب إنهاء التحالف الأمريكي مع السعودية
وقال إن الموقف الصلب لاردوغان يضع، ليس للمرة الاولى، معضلة شديدة امام ترامب ، الذي يجب عليه تفضيل تركيا على الاكراد ، أم يواصل تأييده الحيوي للقوات التي اظهرت نجاعة كبيرة في الحرب ضد داعش؟، والآن الدفاع عنها يمكن أن يستخدم كذريعة لمواصلة تواجد القوات الامريكية في سوريا.
وأشار إلى احتمالية أن يصبح الأكراد "ورقة متحركة بيد ترامب" ، مشيرا إلى أن هناك عاملا حيويا يخدم أردوغان ، "هو مكانة ابن سلمان الموضوعة على كفة الميزان، ومعه النضال ضد ايران، وعليه فان ترامب من شأنه أن يقرر أن الاكراد يجب عليهم أن يدفعوا ثمن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية".
وأضاف :" هذه ليست المشكلة الوحيدة لترامب مع اردوغان. ترامب لا يعرف كيف يبلع صفقة شراء الصواريخ من طراز اس.400 التي وقعت عليها تركيا وروسيا، رغم الضغوط الأمريكية وضغوط اعضاء الناتو الآخرين، فان اردوغان لم يتنازل".
وأشار برئيل إلى أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين شدد على أن روسيا وتركيا قررتا عدم استخدام الدولار كوسيلة دفع في الصفقات، بل ستبحثان عن وسيلة تمويل اخرى، "يجب عدم استخدام العملة التي تستخدم كوسيلة للعقاب"، قال بوتين وهو يقصد العقوبات الامريكية على ايران والتي لا تسمح لها بعقد صفقات بالدولار بسبب العلاقة مع البنوك الامريكية.
اقرا أيضا : ماكرون يبلغ ابن سلمان رسالة "حازمة جدا" بشأن خاشقجي
ولفت إلى أن ذلك جاء بعد ايام من قيام بوتين واردوغان بتدشين المرحلة تحت المائية لانبوب الغاز الجديد الذي يتم انشاؤه بين روسيا وتركيا، والذي بواسطته تستطيع روسيا بيع الغاز لاوروبا من خلال تجاوز اوكرانيا.
وفيما يخص الانضمام للاتحاد الأوروبي قال برئيل إن تركيا "أوفت بمعظم الشروط بعد وقت قصير من التوقيع على الاتفاق، ولكن الشروط الستة التي بقيت، والتي منها تغيير قانون الارهاب الفظيع والتوقيع على اتفاق لتنسيق التعاون الشرطي والقانوني مع كل واحدة من دول الاتحاد، ما زالت تشكل صعوبة كبيرة".
مزيد من التفاصيل