أعلن مجلس النواب الإيطالي تعليق العلاقاتالدبلوماسية مع البرلمان المصري على خلفية قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينيفي القاهرة عام 2016.
وتزامن هذا التطور مع قرب إعلان النيابة الإيطاليةعن توجيه الاتهام لعدد من رجال الشرطة والمخابرات المصريين بقتل ريجيني.
وأوضح رئيس مجلس النواب الإيطالي "ربيروفيكو"، خلال مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون الإيطالي، أن كافة أشكال العلاقةمع مجلس النواب ستعلق لحين التوصل إلى نقطة حقيقية في التحقيقات ومحاكمة حاسمة.
جاء هذا القرار المفاجئ عقب اجتماع فريقي التحقيقالإيطالي والمصري في القاهرة الخميس، لاستعراض النتائج التي توصلت إليه التحقيقاتفي القضية حتى الآن، وخاصة نتائج الفحص الفني لتسجيلات كاميرات محطات مترو الأنفاق.
تحديد أسماء المتهمين
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مصادرقضائية إيطالية قولها إن النيابة العامة ستتخذ خطوات جديدة لتسريع وتيرة التحقيقاتفي القضية، حيث ستعلن خلال ساعات أسماء مشتبه بهم متهمون بخطف وقتل ريجيني، مشددةعلى استمرارها في التعاون مع الجانب المصري في القضية.
وقالت المصادر إن من بين المشتبه بهم سبعة من رجالالشرطة والمخابرات، تم تحديد هوياتهم من قبل الأجهزة الأمنية الإيطالية، موضحة أنالمشتبه بهم قاموا بالخطف والقتل والتضليل عقب وفاة ريجيني.
اقرأ أيضا: مصر تطلع إيطاليا على مستجدات التحقيق بمقتل "ريجيني"
يذكر أن الطالب الإيطالي جوليو ريجيني كان جثته قدتم اكتشافها ملقاة على طريق صحراوي خارج القاهرة وعليها آثار تعذيب شديد بعد اياممن اختطافه في كانون الثاني/ يناير 2016، وتنكر السلطات المصرية أي معرفة لهابملابسات الحادث حتى الآن، وهو الأمر الذي لم يقنع السلطات الإيطالية، وسط اتهاماتبضلوع الأجهزة الأمنية المصرية في الجريمة.
استدعاء السفير
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنهااستدعت السفير المصري في روما هشام بدر، لمقر الخارجية، الجمعة، لحث القاهرة علىاحترام تعهدها بالتحرك سريعا لتحديد هوية قتلة جوليو ريجيني وتقديمهم للمحاكمة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إنها بحاجة لأنترى تطورات ملموسة في التحقيق، مضيفة أن السلطات الإيطالية تشعر بعدم الارتياحفيما يتصل بتطور القضية.
وقال نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويجي دي مايو، إنحكومة بلاده سلكت طريق الحوار في الأشهر الأخيرة مع مصر التي كان يتعين عليهاتقديم إجابات عن مقتل ريجيني لكنها لم تأت بعد، مضيفا أنه "إذا لم يأت طريقالحوار بمؤشرات حول تحديد المسؤولين عن وفاة ريجيني، فإن الأمر لا يتعلق فقط بحظرصادرات الأسلحة، بل بتقويض كل أشكال العلاقات بين روما والقاهرة"، بحسب صحيفة"لا ستامبا" الإيطالية.
ولم تصدر الخارجية أو النيابة المصرية بيانا للتعليقعلى هذه التطورات حتى الآن، لكن مجلس النواب أصدر بيانا هزيلا، بحسب مراقبين، للردعلى مجلس النواب الإيطالي.
اقرأ أيضا: أبرز المحطات في قضية ريجيني (إنفوغرافيك)
وأبدى المجلس أسفه لاستباق البرلمان الإيطاليالأحداث ومحاولة القفز على نتائج التحقيقات، مؤكدا التمسك بسيادة القانون وعدمالتأثير أو التدخل في عمل سلطات التحقيق لا سيما وأن الإجراءات الأحادية لا تحققمصلحة البلدين ولا تخدم جهود كشف الحقيقة والوصول للعدالة.
وقال المجلس إنه يعبر عن استغرابه الشديد من صدورتلك التصريحات وأسفه لهذا الموقف غير المبرر من جانب مجلس النواب الايطالي، مشدداعلى رفضه لتسييس المسائل القانونية، واستباق نتائج التحقيقات.
الحبل يلتف حول رقبة السيسي
وتعليقا على هذه التطورات، قال أستاذ العلوم السياسيةعمرو هاشم ربيع إن التعامل المصري منذ بداية هذه الأزمة كان سيئا للغاية، موضحا أن"مصر كان عليها أن تبادر بإجراء تحقيق نزيه وشفاف في القضية حتى تعفي نفسهامن هذا الحرج الكبير الذي وضعت نفسها فيه الآن، ولا تنتظر أن تقوم إيطاليا بهذهالخطوة".
وأضاف ربيع، في تصريحات لـ"عربي21"، أنإصرار السلطات على الإنكار ومحاولة شراء الوقت طوال السنوات الثلاث الماضية علىأمل أن تذهب القضية في طي النسيان كان رهانا خاسرا، لأن الحكومة الإيطالية لنتتهاون في حق أحد مواطنيها مهما كانت الأسباب.
وتوقع ربيع أن يتزايد الضغط الإيطالي على مصر فيالأيام المقبلة، مؤكدا أن إيطاليا دولة محورية في أوروبا ومن المؤكد أن الاتحادالأوربي سيتضامن معها في أي خطوات تصعيديةضد مصر، مرجحا في الوقت ذاته أن "تتفاقم الأزمة بشكل أكبر خلال الفترةالمقبلة".
وتعليقا على بيان مجلس النواب المصري الذي أصدره الجمعةللرد على البرلمان الإيطالي، قال عمرو هاشم ربيع إن استمرار النظام في سياسة وضعالرأس في الرمال "هيودينا في داهية"، بحسب تعبيره.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن المخرج الوحيد لمصرمن هذه الورطة الكبيرة هو أن تقوم السلطات المصرية بإعلان أسماء المتهمين منجانبها وتبادر بمحاكمتهم أمام القضاء المصري، وأن تدعو منظمات حقوق الانسانوالدولية لمتابعة المحاكمة، وإلا فإن الحبل سيلتف أكثر حول رقبة الجانب المصري.
مزيد من التفاصيل