نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية تقريراذكرت فيه أن ولي العهد قام بجولة دبلوماسية لزيارة عدة دول عربية قبل أن يحطالرحال في الأرجنتين لحضور فعاليات قمة العشرين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن الصحفي والمدون الفرنسي في إذاعة "أوروب1"الفرنسية، فانسان ايرفويه ذكر أن "بن سلمان أضحى شيئا فشيئا شخصا غير مرحببه" خاصة بعد اندلاع المظاهرات التي سبقت زيارته لتونس والتحقيقات التيتطارده حاليا من قبل القضاء الأرجنتيني فيما يتعلق بارتكابه لجرائم حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة ولي العهد السعودي لمتلق سوى ترحاب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الذي يرى في السعوديين مصدرتمويل مهم من أجل الخروج من الضائقة التي تمر بها تونس. علاوة على ذلك، يعتبرالسبسي السعودية حليفا بارزا له في حربه التي يشنها على حليفه السابق حزب حركةالنهضة الذي يحظى بدعم قطر. أما الشعب التونسي، فله نظرة أخرى تجاه النظام السعوديالذي يؤوي الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي.
والجدير بالذكر أنه قد تم تداول أخبار تفيد بأنه لنيتم تنظيم لقاء بين بن سلمان وحليفه الأول، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علىهامش عقد قمة العشرين التي تحتضنها الأرجنتين.
وأكدت الصحيفة أن تتبعات عدلية تطارد ولي العهدالشاب في الأرجنتين، حيث وجّهت له تهم متعلقة بارتكابه "جرائم حرب"، حيثلا زالت التحقيقات جارية حول الهجمات التي شنتها القوات السعودية في اليمنبالإضافة إلى حرمان الشعب اليمني من المساعدات الغذائية والطبية.
اقرأ أيضا: هذا ما قالته ماي لابن سلمان خلال لقائهما في قمة العشرين
وأضافت الصحيفة أن بن سلمان يتطلع بعد مغادرتهللأرجنتين إلى التوجه نحو الجزائر تحديدا في السادس من كانون الأول/ ديسمبر، فيبلد يحظى فيه بالعديد من الأصدقاء. ولكن، الانهيار الحالي في أسعار النفط، وإنكانت تسعد الرئيس ترامب، إلا أنه يعد بمثابة كارثة بالنسبة للسلطات الجزائرية التيتمر بوضع سياسي يشوبه التوتر، كما تتجنب بأي ثمن فرض سياسة التقشف على شعبها.
ونقلت الصحيفة على لسان أحد المتحدثين باسم السلطاتالجزائرية قوله إن "العديد من الملفات سيتم التطرق لها خلال زيارة بن سلمانللجزائر خاصة تلك المتعلقة بسوق المحروقات وأسعار النفط، علاوة على تأشيرات السفروعدة ملفات اقتصادية أخرى".
في المقابل، لا تقتصر قائمة الملفات التي ستجرىحولها محادثات بين الرياض والجزائر على هذه النقاط فحسب، بل سيتم التطرق إلى موقفالجزائريين الذين لا ينظرون بعين الرضا للتدخل العسكري السعودي في اليمن. وعلىالرغم من أن بن سلمان حظي خلال الأيام الأولى "من عاصفة الحزم" بتأييدأغلبية الدول العربية، إلا أن الجزائر كانت من أبرز المعارضين لهذا التدخل. وعلىالرغم من أن هذه المعارضة تسببت في عزلة الجزائر، إلا أنها ساهمت في الوقت نفسه فيتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع كل من إيران وتركيا.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الراهن، يمكن للجزائر أنتستغل علاقتها الطيبة التي تربطها بخصوم المملكة، تحديدا إيران وتركيا، لتلعب دورالوسيط بينهم. وقد انطلق هذا المنهج خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، حيث عرض الدبلوماسيالجزائري السابق، الأخضر الإبراهيمي، وهو شخصية تحظى باحترام لدى كافة المجتمعالدولي، لعب دور الوسيط في أزمة اليمن. في المقابل، عرقلت سياسة القمع الوحشيةالتي انتهجتها السعودية في حربها على اليمن المباحثات الأولى.
وأفادت الصحيفة أنه من المنتظر أن يطلب بن سلمان منالجزائريين خلال زيارته المرتقبة التوسط مع كل من الأتراك والإيرانيين. فبالنسبةلولي العهد السعودي، يجب منع أنقرة بأي ثمن من نشر التسجيلات التي بحوزتها والتيتعود للفرقة السعودية التي كلفت باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي. أما فيمايتعلق بإيران، يأمل بن سلمان في دفع إيران إلى الحد من تواجدها في اليمن حتى يضمنخروجا مشرفا للسعودية من هذا المستنقع.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الرئاسة الجزائريةوالوزير الأول، أحمد أويحيى، بالإضافة إلى الناطق الرسمي باسم حزب التجمع الوطنيالديمقراطي الجزائري، رحبوا بزيارة ولي العهد السعودي المرتقبة للجزائر.
مزيد من التفاصيل