واصلت صحف الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، الحديث عنالتطورات الميدانية في الجبهة الشمالية، وما بدأته آليات الاحتلال الثلاثاء من"حملة لتدمير أنفاق حزب الله اللبناني العابرة للحدود".
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فيافتتاحيتها إن "الجيش الإسرائيلي يعمل منذ سنتين على عملية تصفية أنفاق حزبالله"، مؤكدة أن الخطوة التي قررها "الكابينيت لا يعرف أحدا بمن فيهمرئيس الأركان كيف ستنتهي".
وذكرت الصحيفة أن "التقدير في الجيش الإسرائيليمركب"، موضحة أنهم "يعتقدون أن حزب الله لن يرد على فقدان أنفاقه بهجماتصاروخية، إلا أنه لا يوجد ضمانة بتصرف معقول من الحزب اللبناني، على الخطوةالإسرائيلية".
المخفي الأعظم
وتوقعت أن "يتجاهل حزب الله اكتشاف أنفاقه،ولكن الذي يمكن أن يغير قراره هو مسألة السيادة"، مبينة أنه "في حالامتد نشاط الجيش الإسرائيلي ضد الأنفاق في أماكن تعود إلى لبنان، فمن شأن حزب اللهأن يرد بالنار".
وفي مقال آخر نشرته للصحيفة للكاتب الإسرائيلي أليكسفيشمان، قالت إن "المخفي الأعظم هو ما سيفعله حزب الله على طول كل هذه الفترةالتي ستدمر فيها إسرائيل نفقا إثر نفق"، مشيرة إلى أن "المهندسين الذين يعملون في إطار حملة تدمير الأنفاق، يضبطون كمية المواد التي يحتاجها سد النفق،دون تسرب كوب واحد زائد من الأسمنت إلى الأراضي اللبنانية، خشية اشتعال الشرقالأوسط".
اقرأ أيضا: إسرائيل تحدد 4 أسباب تمنع حزب الله من الرد على "درع الشمال"
ورأى فيشمان أن "إسرائيل لا تريد حربا، ولكنتستخدم خطابا قتاليا من شأنه أن يجر الطرف الآخر إلى الرد"، لافتا إلى أنهقبل شهر كان هناك شك في الخروج إلى هذه الحملة في التوقيت الحالي، لأنها توضح لحزبالله أن إسرائيل توشك على سحق قدرته الهجومية التي نحتها سرا منذ أكثر من أربعسنوات.
واستدرك الكاتب الإسرائيلي قائلا: "الذين عارضواتوقيت العملية، ادعوا بأن كشف المعلومات الاستخبارية التي لدى إسرائيل حاليا،سيسمح لحزب الله بأن يستعد بشكل أصح في المستقبل، بمعنى حفر أنفاق أعمق وفي مساراتأخرى، لتغيير الخطط الهجومية واستخلاص الدروس في ضوء انكشاف خطواته".
قال كاتب إسرائيلي إن "الأنفاق في الحدود الشمالية هي قصة بدأت منذ 15 سنة"
ونوه إلى أن "القيادة السياسية الإسرائيليةطرحت التخوف من أنه إذا اكتشف حزب الله بأنه يفقد الأنفاق، فمن شأنه أن يبكر خططهوأن يهاجم قبل أن يفقدها"، مشددا في الوقت ذاته على أن "إسرائيل وحزبالله لا يريدان مواجهة عسكرية الآن، وبالتالي بدلا من إطلاق النار يثرثرون".
وأشار فيشمان إلى أن "الأنفاق في الحدودالشمالية هي قصة بدأت منذ 15 سنة"، موضحا أنه "في عام 2006 في حربلبنان الثاني، اكتشف الجيش الإسرائيلي سلسلة خنادق تحت أرضية، وأنفاق ربط بينالقيادات، إلى جانب دفن وسائل قتالية تحت الأرض".
ورقة هجومية
وتابع: "في 2012 بدأت الاستخبارات الإسرائيليةتتابع تغيير عقيدة القتال لدى حزب الله، التي أضافت إلى جانب منظومة الصواريخ عنصرا هجوميا يتمثل في احتلال الجليل"، مفيدا أن "هناك قوات خاصة لدى حزب اللهتدربت على التسلل إلى داخل إسرائيل والسيطرة على بلدات".
وتوقع فيشمان أن "تستمر الحملة الإسرائيلية ضد أنفاقحزب الله لأسابيع وأشهر، وتركز على تدمير فوهات الأنفاق المعروفة العابرة للحدود، والممتدةمن رأس الناقورة وحتى المطلة".
وفي الإطار ذاته، أكدت صحيفة "هآرتس" فيمقال نشرته للكاتب عاموس هرئيل أن "العملية في الشمال تم التخطيط لها للتنفيذفي منتصف تشرين الثاني الماضي، ولكن تم تأجيلها بعد التشويش الذي حدث مع القوةالخاصة قرب خانيونس"، معتقدة أن "العملية تسحب من حزب الله ورقة هجوميةمهمة، أعدها من أجل استخدامها عند اندلاع حرب".
اقرأ أيضا: نتنياهو: اتخذنا قرارا بالتحرك قرب لبنان وبدأنا التنفيذ (شاهد)
واعتبر هرئيل أن "هذا سيكون خيبة أمل عملياتيةكبيرة من جانب حزب الله، ولكنها ليست سبب لشن حرب الآن"، مشيرة إلى أن"التقديرات الإسرائيلية تؤكد أن حزب الله غير معني بالحرب".
من جهته، رأى الكاتب الإسرائيلي يوسي ملمان في مقال نشرته صحيفة"معاريف"، أن "حزب الله غير معني بالحرب، ومثله إيران أيضا،وبالتأكيد حكومة لبنان"، مؤكدا أن "إسرائيل هي الأخرى غير معنية بمعركةعسكرية".
وذكر ملمان أن "الحرب ليست على الأبواب، ومعذلك فإن البيان المفاجئ والدراماتيكي للناطق باسم الجيش الإسرائيلي عن الشروع فيحملة درع الشمال، لتعطيل الأنفاق الهجومية التي حفرها حزب الله، يخلق واقعا جديداعلى الحدود الشمالية".
وأوضح أن "توقيت الكشف عن الحملة، يستهدف تشديدالضغط الدولي على حزب الله وإيران وحكومة لبنان، إلى جانب عرضهم كمن يخرقون سيادةإسرائيل وقرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006"،بحسب تعبيره.
مزيد من التفاصيل