كرر المسؤولون الإيرانيون اتهاماتهم لجماعاتمرتبطة بالسعودية، بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري، الذي وقع اليوم الخميس على مدخلموقع أمني، في منطقة تشابهار التابعة لمحافظة سيستان، جنوب شرق إيران.
وعلى الرغم من إعلان جماعة تدعى "أنصارالفرقان" مسؤوليتها عن الهجوم، الذي وقع اليوم وسقط فيه 4 إيرانيين بينهمشرطيان، إلا أن ناطقا باسم الحرس الثوري، اتهم "جماعات إرهابية مدعومةسعوديا" بالمسؤولية عن تنفيذه.
وإضافة إلى ذلك ألمح وزير الخارجية الإيرانيجواد ظريف، في معرض إدانته للهجوم، إلى الإمارات عبر تغريدة على حسابه بموقعتويتر.
إقرأ أيضا: إيران تقول إنها قتلت "خلية إرهابية" مدعومة من دول عربية
وقال ظريف في التغريدة: "في عام 2010اعترضت أجهزة الأمن التابعة لنا، إرهابيين قادمين من الإمارات ضع علامة تحتكلماتي.. إيران ستجلب الإرهابيين، وسادتهم إلى العدالة".
وتوعد المتحدث باسم الحرسالثوري، بأن رد إيران "سيكون قويا ضد منفذي هجوم تشابهار الإرهابي".
وهذه ليست المرة الأولى التيتتهم فيها إيران دولا خليجية، بالوقوف وراء هجمات داخلية، وتتوعد بالرد وكان آخرهاعقب الهجوم الذي وقع خلال عرض عسكري في منطقة الأحواز، في الـ 22 من أيلول/سبتمبرالماضي وراح فيه 30 شخصا أغلبهم عسكريون، وتبناه تنظيم الدولة.
أدلة ووقائع
المحلل السياسي والمختص بالشأن الإيراني، عبدو اللقيس قال: إن الاتهاماتالإيرانية، لدول خليجية بالوقوف وراء الهجمات على مواقعها الأمنية "لم يأت منفراغ وتسنده أدله".
وأوضح اللقيس لـ"عربي21" أن "هناكوقائع ثبتت في أكثر من مناسبة، بدعم تلك الدول لجماعات إرهابية، وتم القبض علىأشخاص خلال حملات اعتقالات سابقة، واعترفوا بتلقي الدعم من بعض تلك الدول".
وأضاف: "السعودية أصبحت واجهة للإرهابالعالمي، وممارساتها واضحة للعيان ليس في إيران عبر تمويل جماعات إرهابية مسلحة،بل حتى في اليمن، ووصل بها الأمر لقصف جبل نقم بقنابل النووي التكتيكي، فضلا عنالمساهمة في نشر الكوليرا".
وقال اللقيس إن: "الرياض باتت ظهيرا معاديالإيران، عبر اصطفافها مع الكيان الصهيوني، باعتراف حليفهم ترامب واعتراف الصهاينةأنفسهم، لذلك إيران لم تتهمها بالمسؤولية عن الهجمات من فراغ".
وعلى صعيد التهديد بالرد "الحازم"على الهجمات التي وقعت سابقا في الأحواز، واليوم في تشابهار، قال المختص بالشأنالإيراني: "الحرس الثوري نفذ تلك التهديدات وقام بتوجيه ضربات صاروخية بعيدةالمدى، على مناطق قرب أربيل، تتواجد بها قواعد للمسلحين الذي نفذوا هجومالأحواز".
إقرأ أيضا: صواريخ للحرس الثوري سقطت في إيران بدلا من سوريا (شاهد)
ولفت اللقيس إلى أن "إيران ستبادر للرد علىالهجوم الأخير، فور تحديد المكان الذي انطلق منه الإرهابيون، أيا كان كما حدث فيمرات سابقة".
وأكد أن إيران "تعرف كيف ترد بشكلمباشر ودون اللجوء لجماعات إرهابية، كما يفعل البعض".
وتابع اللقيس: "حين قتلأحد مستشاريها العسكريين في دير الزور، قصفت مواقع داعش، بالصواريخ ودون ترددوبشكل معلن".
وشدد على أن السعودية تواصل "الغرق فيعدائها لإيران، بدلا من الوقوف بجانبها والتفاهم على أمن المنطقة، ودون اللجوءللتدخلات الأمريكية" لافتا إلى دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال مؤتمر الوحدةالإسلامية الأخير لطلب المساعدة من إيران "مجانا" في حال التعرض لخطربدلا "دفع المليارات لترامب، وهو يهينهم ويذكرهم أنهم لن يصمدوا أكثر منأسبوعين، دون دعمه" وفقا للمحلل.
هروب من أزمة
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي وسامالكبيسي، إن إيران تمارس حالة أشبه بـ"الهروب من المعضلات الداخلية التيخلقتها بنفسها بإلقاء التهم على الآخرين".
واعتبر الكبيسي في حديث لـ"عربي21"أن إيران، دخلت في مرحلة "تنال فيها حظها من الإشكالات التي ساهمت في خلقهافي المنطقة، وفوضى الفكر والسلاح والفصائل العاملة خارج إطار الدولة".
وشدد على أن "الملام بالدرجة الأولى ليسالخليج بل إيران، التي تعج بالقوميات والمذاهب والأطياف، التي تعاني من سوءالأوضاع المعيشية منذ عشرات السنوات، وتغول جماعات النظام الإيراني على مقدراتالدولة الاقتصادية، سواء الحرس الثوري أو المقربين من رأس النظام".
ولفت الكبيسي إلى أن تدخلات إيران العابرةللجغرافيا وسلوكياتها في القضايا الخارجية، أججت مشاعر العديد من المكونات فضلا عنالاضطهاد العرقي والقومي والمذهبي الممارس داخليا، والذي خلق احتجاجات وتظاهرات تمسحقها بالقوة مرارا، ودفع الكثيرين للجوء إلى خيارات أخرى ليست سلمية".
وأضاف: "المحيط حول إيران أصبح منطقةسائلة، والسلاح متوفر بكل زوايا المنطقة، ويتنقل عبر الحدود، والتنظيمات باتتقدرتها على التواصل كبيرة، خاصة تجار السلاح" مؤكدا أن "الأقليات في حاللم تمنح حقوقها، فإن ستلجأ لتلك الطرق للحصول على حقوقها".
وبشأن تلويح طهران بالرد على الهجماتالداخلية، واستهداف من يقف وراءها بعد التلميح لدول خليجية، أوضح المحلل السياسيأن "إيران قد تلجأ لهذا الخيار، ربما ليس الآن ولكن في توقيت تراه مناسبا،لخلط الأوراق وإثبات وجودها على الأرض، عند تفاقم الضغوط الأمريكية على اقتصادهابفعل العقوبات".
ورأى الكبيسي أن إيران "حتى اللحظة لم تنجح فيإقناع أحد بتعرضها لأعمال إرهابية من طرف دول خليجية، لافتقادها إلى الاصطفافالدولي وخاصة الولايات حليف الرياض، وأيضا في ظل تصريحات بعض المسؤوليينالإيرانيين، بسيطرتهم على 4 عواصم عربية" مضيفا "إيران لا تستطيع كسبوقوف العالم معها، ما لم تعد للتعامل من داخل حدودها الجغرافية".
إقرأ أيضا: الحرس الثوري يحذر السعودية والإمارات من تجاوز "الخطوط الحمر"
مزيد من التفاصيل