أثارتالأنباء الواردة عن بدء تيار "المداخلة" في الشرق الليبي بجمع تبرعات لإنشاءمسجد كبير يحمل اسم الشيخ السعودي، ربيع المدخلي، وسط تساؤلات عن دلالة هذه الخطوةسياسيا وأمنيا، وما إذا كان التيار المدخلي قد أحكم سيطرته هناك.
وأعلنتجماعة السلفية "المداخلة" عن فتح حساب للبدء بجمع تبرعات من أجل إنشاء مسجدكبير في منطقة الهواري، جنوب غرب مدينة بنغازي، يحمل اسم الشيخ السعودي، ربيع بن هاديالمدخلي.
"دعمحفتر"
ورأىمراقبون من الشرق الليبي، أن "جماعة المداخلة تمكنت بقوة من المنابر الدينية فيشرق البلاد، وتوغلت أيضا في المؤسسات الأمنية، بل تعتبر القوة الرئيسية التي يعتمدعليها اللواء الليبي، خليفة حفتر في دعم قواته، وأن الأخير أفسح لها المجال لهذا التوغلللقضاء على تيارات دينية أخرى مناوئة له".
وطرحتخطوة بناء مسجد في الشرق الليبي يحمل اسم زعيم "المداخلة"، مزيدا من التساؤلات.
"فراغوأوراق محروقة"
من جهته،وصف الإعلامي من بنغازي، عاطف الأطرش "قيام المداخلة ببناء مسجد بأنه فراغ فكرييحاول هؤلاء التبع تعويضه ببناء دور عبادة تحمل أفكارهم ورموزهم القادمة من خارج الحدود،وسابقا كان يعاب على الإخوان بأنهم تيار له أجندة من خارج الوطن ولا يختلف هؤلاء عنهممن حيث المبدأ، والفرق أن صوت المواجهة كان عاليا في السابق عكس ما يدور الآن من صمتمطبق"، بحسب تعبيره.
وأوضحفي تصريحات لـ"عربي21" أن "هذا التحرك لن يلقى دعما شعبيا كبيرا حيثتداولت مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة عزوف المصلين عن ارتياد المساجد في الشرق بسببالخطاب الخشبي لهؤلاء، وسيطرتهم على الشرق الليبي لن تدوم طويلا، سيأتي دورهم كأوراقمحروقة أمام الشارع الليبي بكل أطيافه كما حدث مع غيرهم"، كما قال.
"رفض ومقاومة"
وقالالمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش إن "هذه الأنباء- إن صحت - تأتي في إطار تعزيزمحاولات السيطرة وبسط النفوذ من قبل المداخلة على مدينة بنغازي، لكن هذه المحاولاتلن تلقى النجاح المرجو في ظل تمسك الليبيين عامة بالمذهب المالكي الوسطي الممزوجة بالطرقالسنوسية الصوفية".
وأضافلـ"عربي21": "القذافي نفسه لم يستطع تغيير هذا الإرث الوسطي، لذا أيمحاولات لفرض أفكار دخيلة على مجتمعنا ستقابل بالرفض والمقاومة بوسائل مختلفة كما رأينافي مختلف ربوع ليبيا هذا العام من رفض لهذه الخطوات ومنها تحريم الاحتفال بالمولد النبوي"،حسب كلامه.
"تحركسعودي"
ورأىرئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام" (مستقلة)، نبيل السوكني أن "الخطوة تصبفي خطة سعودية وتحركات من قبل هذه الدولة للسيطرة على الوطن العربي والإسلامي تحت شعار"الدين أفيون الشعوب"، ونحجت بشكل معقول لأن الجهلة كثر"، حسب وصفه.
وتابع:"بخصوص بناء مسجد للسعودي، ربيع المدخلي وفتح حساب لذلك فهو من باب التغطية علىتحركات المداخلة وتمويلهم، والحقيقة هناك عدة مساجد تم بناؤها بمال سعودي حتى فى العاصمةطرابلس، كون خطة آل سعود تكمن فى السيطرة على المنبر والعسكر"، كما صرح لـ"عربي21".
"دلالة سياسية"
وقالتالناشطة من بنغازي، هدى الكوافي إن "ما يقوم به أتباع التيار السلفي المداخلةفي بنغازي هدفه استكمال خطة السيطرة ونشر أفكارهم، وأن الأمر له دلالة سياسية واضحة".
وأشارتفي تصريح لـ"عربي21" إلى أن "دور الإعلام التوعية بخطوة انتشار مثلهذه الأفكار المتشددة حتى لاتجد قبولا لها، والمداخلة يعتمدون في خططهم على تزاوج الدينبالسياسة، يستغلون الدين في حمايتهم والسياسة تفتح لهم أبواب السيطرة حتى تصل بهم إلىحكم البلاد"، وفق تقديراتها.
اقرأ أيضا: ميدل إيست آي: ما سر تأثير "المداخلة" وعلاقتهم بحفتر؟
مزيد من التفاصيل