قال محللون سياسيون إنمسيرة السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة تعرضت لـ""نهايةمأساوية"، بسبب تبنيها سياسية منحازة للاحتلال الإسرائيلي.
"هديةالوداع"
وفشلت هايلي الخميسالماضي، في تمرير مشروع قرار أمريكي تقدمت به في الأمم المتحدة يدين حركة"حماس"، بعد تأييد 87 دولة له، ومعارضة 57 دولة وامتناع 33 دولة عنالتصويت.
ووفق العديد منالمتحدثين الإسرائيليين، اعتبرت "إسرائيل"، مشروع القرار بمثابة"هدية" من السفيرة الأمريكية لـ"تل أبيب" قبيل مغادرتهاالمنظمة الدولية، وأوضح الكاتب الإسرائيلي بصحيفة "معاريف"، ليلاخ سيغانأنه "كان يفترض بهدية الوداع من هايلي لإسرائيل؛ أن تدان حركة حماس".
وأكد الكاتب والمحللالسياسي المقيم في الولايات المتحدة نصير العمري، أن "فشل مشروع القرار، يرجعلفشل الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، وهي الاستراتيجيةالتي بنيت على العصا دون الجزرة، كما أنها انقلبت على عملية السلام والقدسواللاجئين".
واعتبر في حديثهلـ"عربي21"، أنه "لا وجود في حقيقة لأي أرضية لإدانة حماس في الأممالمتحدة، لأن المجتمع الدولي لا يرى جدية من قبل دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)في طرح أي حلول للقضية الفلسطينية، حيث ظهر بوضوح تحيز إدارته لإسرائيل، وتمثل ذلكبإزاحة ملفي القدس واللاجئين عن طاولة الحوار بقرار منفرد".
وأضاف: "عندماتأتي هايلي وتطلب من الأمم المتحدة إصدار قرار بأغلبية لشجب حماس، المجتمع الدوليينظر لذلك بأنه شجب للفلسطينيين".
"فرصةضئيلة"
وذكر العمري، أن"هايلي التي تطمح لرئاسة الولايات المتحدة والترشح عن الحزب الجمهوري، أثبتتأنها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ليس لديها أي رؤية، وموقفها من هذه القضيةيتطابق مع اليمن الصهيوني المتطرف"، مؤكدا أن "التحيز إلى إسرائيل لنيوصل إلى السلام".
إقرأ أيضا: هايلي تكشف تفاصيل مكالمة عاصفة من ترامب بسبب "حماس"
وقال: "لقد أثبتتهايلي، أنها لا تمتلك أي استراتيجية لتحقيق السلم في الشرق الأوسط، ولذلك فرصهاأصبحت ضئيلة"، معتبرا أن "حماس استراتيجيا حققت انتصارا حقيقيا علىإدارة ترامب، لأنها حصلت بفشل هذا القرار على شريعة دولية، بعد أن صوتت الكثير منالدول ضد المشروع الأمريكي إضافة لامتناع الكثير عن التصويت".
وبين الكاتب، أن"طبيعة التصويت على القرار، أظهرت أنه لولا الضغوط الأمريكية على الدول التيصوتت لصالحه، لكان التصويت لصالح حماس والفلسطينيين"، مضيفا: "ما حصل هوتتويج لدعم العالم لحق للشعب الفلسطيني، الذي لا ينازع فيه سوى الصهيونية العالميةوإدارة ترامب، لأن المجتمع الدولي يطالب بحل القضية بشكل عادل".
من جانبه، أكد الكاتبوالباحث السياسي منصور أبو كريم، أن "محاولة إدارة ترامب إصدار قرار منحاز منالجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية فيالقطاع، يدلل على استمرار انحيازها الفاضح لإسرائيل".
وأوضح في حديثهلـ"عربي21"، أن المشروع الأمريكي الفاشل، "هدف إلى توفير غطاء دوليللاحتلال لشن عدوان جديد على قطاع غزة، تحت حجة أن صواريخ المقاومة الفلسطينيةأصبحت مدانة".
"شعوربالإحباط"
ورأى أبو كريم، أنالموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي الرافض للمشروع الأمريكي، عمل على عدم تمريره فيالجمعية العامة؛ عبر حشد دول العالم للتصويت ضد القرار، خاصة دول العالم العربيوالإسلامي مما تسبب بنهاية مأساوية لمشروع مندوبة الولايات المتحدة الأمريكيةهايلي".
ولفت إلى أن"هايلي كانت تريد تخليد اسمها في التاريخ، كأكبر داعم لدولة الاحتلال فيالأمم المتحدة، لكن عدم تمرير هذا المشروع المنحاز جعلها تشعر بالإحباط".
وأضاف: "كانتتسعى من خلال مشروع إدانة حماس، لتحويل إسرائيل من دولة احتلال معتدية، لدولةمعتدى عليها، وتحويل الأمم المتحدة من مكان لإصدار قرارات إدانة بحق إسرائيل، إلىمكان إصدار قرارات بحق القوى الفلسطينية، ما يعني تبدل الأماكن والمواقف ويمنحإسرائيل الغطاء الدولي للاستمرار في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني".
ونوه الباحث، أن"فشل هايلي في تمرير القرار، يعني فشل إدارة ترامب وتراجع تأثير الولاياتالمتحدة في السياسة والعلاقات الدولية، وهو دليل على تراجع قدرة واشنطن تحت حكمترامب من السيطرة على النظام الدولي، كما كان معمول به بعد انتهاء الحرب الباردةعقب سقوط الاتحاد السوفيتي".
وأعتبر نجاح هايلي فيتمرير القرار، رغم حصوله على 87 صوت، "دليل على أن موقف معظم دول العالم مازال ثابتا تجاه الحقوق الفلسطينية، وإن كان فيها بعض التراجع، الذي يحب أن يدرسانعكاسه وتداعياته في ظل تغير موازين القوى".
مزيد من التفاصيل