شهد المغرب عام 2018 إطلاق مغرديه العديد من "الهاشتاغات" التيلاقت تفاعلا كبير وكان أبرزها حملة المقاطعة لمنتجات 3 شركات في السوق المحلي.
وكان أحدث تلك الهاشتاغات تفاعلا تلك المتعلقة بأغنية جماهير فريقرياضي عبر المدرجات لشرع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها.
وأطلق المغاربة حملة مقاطعة همت 3 منتجات(الحليب والماء والوقود)، من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وتداولوا بشكل كبير عدد من الوسوم أهمها"خليه يريب" (أتركوه يفسد في إشارة إلى الحليب).
ومنذ 20 نيسان/أبريل الماضي، وعلى مدى أشهر،تواصلت في المغرب حملة شعبية، لمقاطعة المنتجات الثلاثة.
"خليه يريب"
ونتيجة لهذه المقاطعة، قررت شركة فرنسية، خلال أيلول/سبتمبرالماضي، تخفيض أسعار الحليب بعد حملة مقاطعة دامت أزيد من 4 أشهر بالمغرب.
واستهدفت الحملة غير المسبوقة، شركة لبيعالوقود يمتلكها وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، وشركة للمياه المعدنية تمتلكها مريمبنصالح، الرئيسة السابقة للاتحاد العام لمقاولات المغرب (أكبر تجمع لرجالالأعمال)، وأيضا شركة دانون الفرنسية لبيع الحليب.
غير أن تداعيات تلك الحملة، الأوسع في تاريخالبلاد، لم تقتصر على المستوى الاقتصادي، بل وصلت شرارتها إلى المستوى السياسي.
وقالت شركة "دانون"، في بيان لها إن خسائرمالية لحقت بها جراء المقاطعة، و توقعت استمرار التراجع حتى نهاية العام الجاريبأكمله.
وفي 6 حزيران/يونيو، طالب لحسن الداودي الوزيرالمغربي المنتدب المكلف بالحكامة والشؤون الاقتصادية، بإعفائه من منصبه بعدمشاركته في احتجاج لعمال شركة الحليب الفرنسية التي تواجه حملة مقاطعة.
إلا أن مصطفى الرميد وزير الدولة المغربيالمكلف بحقوق الانسان، قال في تصريحات صحفية إنه تم رفض استقالة الداودي.
وتجاوزت حملات المقاطعة المنتجات الثلاثة،ليطلق المغاربة سهام "هشتاغاتهم" تجاه مزيد من المنتجات اتهموا منتجيهاومسوقيها بالتلاعب في أسعارها، من بينها وسم أُطلق في 22 مايو/آيار حمل اسم"خليه يعوم"(اتركوه يسبح) في إشارة إلى حملة لمقاطعة شراء الأسماك بسببغلاء أسعارها.
وفاق ثمن سمك السردين 30 درهما مغربياً (3دولارات)، بعد أن كان يقدر بـ 10 دراهم (دولار واحد).
من جانبها، أعلنت الحكومة المغربية على لسانرئيسها سعد الدين العثماني في 16 آيار/مايو، أنها "لم ولن تكون ضد المواطنين".
وأكد العثماني أنه "يتابع باهتمام"حملة مقاطعة منتجات 3 شركات بالمغرب، والتي كانت قد انطلقت آنذاك منذ قرابة الشهر.
وشدد العثماني، بمجلس المستشارين (الغرفةالثانية للبرلمان)، أن "الحكومة لم ولن تكون ضد المواطنين، كما يروج لذلكالبعض، بل الحكومة واعية ومتشبثة بالدفاع عن مصلحة جميع المواطنين وبجميع فئاتهموأيضا بمصلحة الاقتصاد الوطني، بكل صراحة وشفافية، لأننا حكومة نابعة من الإرادةالشعبية".
وأشار إلى أن حكومته تستحضر دائما وتلتزمبالوفاء بمسؤوليتها في حماية المستهلك.
و في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، خرجهاشتاغ "خليه يقاقي" (اتركوه ينقنق)، لمقاطعة الدواجن في الأسواقالمغربية، ليجد تفاعلاً كبيراً بين المواطنين، على خلفية ارتفاع أسعار الدواجن.
ودفعت تلك الحملة الفدرالية المهنية لقطاعالدواجن، لتبرير ارتفاع الأسعار في بيان بالقول إن "الإضراب، الذي شنه أربابشاحنات نقل البضائع، تسبب في عواقب (خسائر) وخيمة على قطاع الدواجن، حيث ارتفعتنسبة نفوق الدواجن، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المغربية".
شهيدة "الحريك"
خلال أيلول/سبتمبر من العام الحالي، قالتالسلطات المغربية إن البحرية أطلقت النار على قارب مطاطي سريع كان متواجدا بـ"صفة مشبوهة" بالمياه المغربية، وكان يقل مواطنين يعتزمون الهجرة، بعدعدم امتثاله للتحذيرات الموجهة إليه، حسب بيان لمحافظة طنجة أقصى شمالي البلاد.
وخلف الحادث 3 إصابات ومقتل مهاجرة مغربية(حياة بلقاسم تبلغ من العمر 20 سنة).
وأطلق نشطاء منصات التواصل الاجتماعي هاشتاغ"بأي ذنب قتلت"، و"شهيدة الحريك (الهجرة غير النظامية)"،تضامنا مع "حياة بلقاسم".
كما أطلق رواد مغاربة بمنصات التواصل الاجتماعيحملة تدعو إلى استضافة المسنين المتخلى عنهم خلال أيام عيد الأضحى الماضي، ودشنواهاشتاغ باسم #جيبها_تعيد_معك.
" في بلادي ظلموني"
في تشرين الثاني/نوفمبر، تداول نشطاء مغاربةمقطع فيديو يظهر الآلاف من جماهير الرجاء البيضاوي المغربي لكرة القدم وهم يرددونبشكل جماعي أغنية بعنوان "في بلادي ظلموني"، يعبرون من خلالها عنمعاناتهم، ويطالبون بتحسين أوضاعهم، وتأمين حياة أفضل لهم.
وأطلق النشطاء وسما بنفس اسم الأغنية، التيرددتها جماهير الرجاء خلال إحدى مباريات الفريق في كأس الكونفيدرالية الإفريقية،ولقيت انتشارا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي تخطى حدود مشجعي"الرجاء" ليشمل مشجعي أندية مغربية أخرى.
وتبدأ كلمات الأغنية بالقول "أوه أوه أوه،لمن نشكي حالي، الشكوى للرب العالي، أوه أوه أوه، هو اللي داري".
وقال المشجعون أيضا: "فهاد (في هذه) البلادعايشين فغمامة، طالبين السلامة، انصرنا يا مولانا".
وتضيف: "صرفو علينا حشيش كتامة (صرفواعلينا القنب الهندي الذي يوجد بمدينة كتامة المعروفة بزارعة الحشيش) خلاونا كياليتامى نتحاسبو في القيامة (تركونا مثل اليتامى وسنتحاسب يوم القيامة)".
وتستطرد: " فلوس البلاد كع كليتوها (أكلتهمأموال البلاد) للبراني عطيتوها (أعطيتوها للأجانب)".
وخلال الفترة الأخيرة، شهدت مناطق في المغرب،وبينها منطقة الريف (شمال)، احتجاجات على نحو متقطع تطالب بالتنمية وفرص عمل، فيمانظمت فئات أخرى من موظفي القطاع العام مظاهرات للمطالبة بتحسين ظروف العمل ورفعالرواتب.
وتقول الحكومة المغربية إنها تبذل جهودامتواصلة لتنمية المناطق التي تشهد احتجاجات، وأنها خصصت بالفعل موارد إضافية لهاستسهم في توفير فرص عمل لقاطنيها.
وقال يحيى اليحياوي الخبير المغربي في مجالالتواصل، إن "لجوء مواطني بلاده إلى الهاشتاغ بمنصات التواصل الاجتماعي، يرجعإلى الندرة في الفضاءات العامة، وغياب النقاشات التي تهم المواطنين بالبرلمانومؤسسات الأحزاب والنقابات والإعلام".
وأضاف أن "تراجع دور الأحزاب خلف فراغا،بالإضافة إلى الإعلام المحتكر (في إشارة إلى عدم فتح القنوات أمام القطاع الخاص)،الذي لا يعبر عن احتياجات الناس، وهو مل جعل المواطنين يعبرون بحرية من خلال هذهمنصات التواصل".
وأوضح أن "هذه المنصات تتسم بالتفاعل،وإمكانية أن يعبر الجميع عما يؤمنون به".
وتابع "هناك مسألة الحاجة للتعبير عنالرأي، حيث إن المواطنين لم يجدوا النقاش الذي يهمهم في الوسائل التقليدية مثلالنقابات والأحزاب والمؤسسات، ما جعلهم يلجؤون إلى اعتماد الوسوم بالفيسبوك وتويتر".
ودلل على ذلك بأن أية نقابة مثلا "لا يمكنأن تدعو الى المقاطعة لأنها تدافع عن حقوق العمال، وفي ظل ارتفاع أسعار المنتوجاتلجأ المغاربة إلى منصات التواصل بعدما اقتنعو أن النقابة أو الجهات الأخرى لاتستطيع الدفاع عن مطلبهم بخفض الأسعار".
وقال اليحياوي إن "منصات التواصلالاجتماعي أصبحت تشكل قوة ضغط"، مضيفا أنها "ستبقى كذلك مستقبلاً".
وبخصوص محاولة تقنين هذا المجال، حيث تم يتممتابعة بعض النشطاء بسبب تدوينات وفق القانون المغربي، قال اليحياوي إن "محاولةالحكومة تقنين هذا المجال يهدف إلى التضييق عليه، ووضع خطوط حمراء وليس التقنين منأجل ضمان حرية التعبير والحرية".
وانتقد "اليحياوي" عدم مواكبة عدد منالمؤسسات الحكومية "للتطور الكبير على مستوى التكنولوجيا الحديثة، وثورةمنصات التواصل الاجتماعي".
مزيد من التفاصيل