أعلنت مصر تقدمها بطلب رسمي لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأفريقيةالمقبلة المقرر لها حزيران/ يونيو 2019، بعد أن كشف وزير الرياضة المغربي أن بلادهلم يسبق لها أن أعلنت نيتها التقدم بطلب لتنظيم البطولة القارية بعد سحبها منالكاميرون.
وكاناتحاد الكرة المصري أعلن ببيان رسمي، في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري،تعليقا على سحب تنظيم البطولة من الكاميرون، أن مصر لن تتقدم بشكل قاطع بطلبلتنظيم البطولة؛ حفاظا على العلاقات الأخوية التي تجمعها مع دولة المغرب التيأعلنت نيتها استضافتها.
وبررعضو مجلس اتحاد الكرة المصري، مجدي عبد الغني، في تصريحات إعلامية مصاحبة، بأنالأوضاع الأمنية والاقتصادية هي التي تقف حائلا أمام تنظيم مصر للبطولة، والتييخضع تنظيمها في الأساس لرغبة الدولة وليس لاتحاد الكرة.
إلا أن المسؤولين المغاربة فاجأوا الجميع قبل انتهاء الموعد المقررلتقديم طلبات استضافة البطولة بـ24 ساعة، بأنهم لم يفكروا من الأساس في التقدمبطلب لتنظيم النهائيات، ورفض وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي،ما ردده البعض برغبة المغرب في تنظيم البطولة، مؤكدا في تصريحات صحفية أن البعضردد أن بلاده تريد استضافة النهائيات القارية، وهو أمر لم يحدث ولم يسبق أن أعلنتعنه المغرب في أي مناسبة.
وكان المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري، أحمد مجاهد، قد استبق قراراتحاده الرسمي لاستضافة النهائيات، بتصريحات لإذاعة "أون سبورت"، أكدفيها أن هناك معوقات بيروقراطية هي التي تحول دون تنظيم مصر للبطولة، وأن الأمرليس متعلقا بالإمكانيات أو البنية التحتية.
ورفض مجاهد تحديد نوعية المعوقات التي تحدث عنها، ولكنه أشار إلىأنها متعلقة بحضور الجماهير، في تلميح للدور الأمني الذي يقف حائلا دون استضافةالبطولة بسبب الجماهير، إلا أنه عاد وأكد في تصريحات أخرى لقناة الأهلي بعد تقديمالطلب بشكل رسمي بأن البطولة سوف تشهد أكبر حضور جماهيري عرفته القارة الأفريقية.
وكان الاتحاد الأفريقي أعلن بداية الشهر الجاري سحب تنظيم البطولة منالكاميرون، لعدم جاهزية الملاعب والشكوك حول الوضع الأمني، خاصة أن البطولةالمقبلة تعد الأولى التي تضم 24 منتخبا، كما أنها تجري للمرة الأولى في فصل الصيف،عكس البطولات السابقة التي كانت تجري في الشتاء.
وفي تعليقه على تغير الموقف المصري تجاه استضافة البطولة القارية، يؤكدالناقد الرياضي محمود حلمي لـ"عربي21" أناتحاد الكرة المصري لم يكن يرغب في استضافتها منذ البداية، وهو الذي قدم تبريراتمتعلقة بالوضع الأمني تارة، والعلاقات مع المغرب تارة أخري، حتى فاجأته المغرببقرارها الذي كشف خداع المسؤولين المصريين.
ويوضح حلمي أن اتحاد الكرة ما زال متخوفا من حدوث أزمة بين الجماهيروالأمن إذا أقيمت النهائيات بمصر، حتى لا بدفع هو الثمن كاملا، ويتم فتح ملفاتفضيحة كأس العالم، وهو ما يبرر رفضه تنظيم البطولة ببيان رسمي، وحتى في التطوراتالأخيرة، فإن الرغبة في استضافة النهائيات كانت من خلال وزير الشباب الرياضة وليسمن خلال اتحاد الكرة.
ويضيف الناقد الرياضي أن الزفة الإعلامية التي صاحبت تقديم مصر لطلبالاستضافة، توحي بأن الاتحاد الأفريقي وافق على الطلب، بينما الحقيقة أن هناكمنافسة قوية مع جنوب أفريقيا التي تقدمت هي الأخرى بطلب لاستضافة البطولة، وفي هذهالحالة فإن الاتحاد الأفريقي قد يتجه نحو جوهانسبرج وليس القاهرة، بسبب المشاركةالجماهيرية التي يعتبرها مضمونة في جنوب أفريقيا، على عكس الوضع بمصر.
ويوضح حلمي أن الخطاب الذي أرسله اتحاد الكرة المصري كان مشمولابخطاب ضمان يفيد بالتزام الحكومة المصرية بدعم اتحاد الكرة في تنظيم البطولة، ولكنهذا لا يعني أن مصر تقدمت بملفها التنظيمي؛ لأن الملف يتطلب معلومات والتزاماتمحددة من كل أجهزة الدولة تشمل الملاعب والمطارات والفنادق المستشفيات وملاعبالتدريب والمواصلات وتأمين الفرق وتأمين الجماهير.
في إطار متصل، يؤكد الخبير الأمني حمدي الشعراوي لـ"عربي21" أن البطولة تمثل تحديداكبيرا للأمن المصري، خاصة أن التصريحات السابقة لمسؤولي اتحاد الكرة المتعلقةبررت عدم تقدمهم بطلب التنظيم لأسباب أمنية واقتصادية، وهو ما أحرج نظام السيسيبشكل كبير.
ووفقا للشعراوي، فإن نظام السيسي وجد الحل لدى القوات المسلحة، حيثتستضيف ملاعبها مباريات 15 فريقا من إجمالي 24 فريقا يشاركون بالبطولة، ويمثلونخمس مجموعات من إجمالي ثماني مجموعات، وهي ملاعب برج العرب بالإسكندرية والجيشبالسويس والكلية الحربية والسلام والدفاع الجوي بالقاهرة.
ويشير الخبير الأمني إلى أنه حتى استادات القاهرة الإسماعيلية والإسكندريةفإنها تخضع لتأمين كبير من القوات المسلحة لقربها من منشآت عسكرية حيوية بهذهالمحافظات، كما أن فنادق الجيش المنتشرة في هذه المحافظات ستكون مقر إقامةالمنتخبات، وبالتالي فإن البطولة سوف تكون تحت سيطرة وتحكم كامل من القوات المسلحة.
مزيد من التفاصيل