كشفت وسائل إعلام إسرائيلية في 10 من الشهر الجاريعن نتائج لافتة لاستطلاعات للرأي أجرتها مؤسسات أبحاث إسرائيلية، أظهرت نتائجهاإلى حد كبير تبني الجمهور الإسرائيلي لمشاعر العداء والكراهية في نظرتهم لكل ما هوغير يهودي، وتحديدا ما يتعلق بقبول فلسطينيي الداخل كجزء من التركيبة السكانيةوالديموغرافية في إسرائيل.
وقال المبادر للاستطلاع الصحفي البارز في القناةالعاشرة يارون لندن، إن اليهود العلمانيين يبدون مواقف متسامحة أكثر حيال الآخرالمختلف، بينما اليهود الأورثوذوكس (الحريديم) هم الأكثر تشددا وتطرفا.
نتائج البحث واستطلاعات الرأي رصدتها"عربي21" في هذا التقرير والتي أجراها كلا من مركز غوتمان لدراسات الرأيالعام، ومعهد إسرائيل للديموقراطية، وجاءت نتائجها على النحو التالي.
نتائج لافتة
40 بالمئة من الجمهورالإسرائيلي أبدوا قلقهم من ارتفاع نسبة الأطباء والممرضين العرب في المستشفياتالإسرائيلية، في حين عبر 15 بالمئة عن قلقهم من وجود لاعبين عرب في المنتخبالإسرائيلي لكرة القدم، وعارض 27 بالمئة من الجمهور لترأس القاضي العربي جورج قرالطاقم قضاة المحاكم الإسرائيلية.
كما قال 43 بالمئة من المستطلعة آرائهم أن سماعهملمحادثة باللغة العربية في مكان عام تزعجهم أو تزعجهم جدا، وتستذكر القناة العاشرةأن معارضة الزواج المختلط هو أمر شائع ومنتشر حيث تسود أجواء العنصرية واللاسامية.
اقرأ أيضا: مشروع قانون إسرائيلي لطرد عائلات منفذي العمليات بالضفة
كما يعتبر 51 بالمئة من اليهود أن بناء علاقاتاجتماعية وثيقة بين أبنائهم وبين نظرائهم العرب هو أمر مزعج، ويعارض 76 من الأبوينإقامة أي نوع من الصداقة بين أبنائهم وبين بنت عربية، وترتفع النسبة إلى 80 بالمئةفيما يخص إنشاء صداقة بين ابنتهم اليهودية والشاب العربي.
كما يرى نصف اليهود بأن إقامة مواطن عربي في حيهمالذي يقطنون فيه يعتبر مصدر إزعاج بالنسبة لهم، في حين يرى 41 بالمئة من المواطنيناليهود بأنهم يستحقون امتيازات أكثر من المواطنين العرب، وقال 54 بالمئة إنهميفضلون الفصل بين اليهود والعرب من أجل صيانة الهوية اليهودية.
سياسات متطرفة
وفي تعليقه على هذه النتائج، قال النائب العربي فيالكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، إن "تبني الشارع اليهودي لمواقف متطرفةوعنصرية تجاه فلسطيني الداخل، هي تعبير حقيقي عن سياسات الحكومات الإسرائيليةاليمينية، التي ترفض القبول بالفلسطينيين وتعتبرهم بمثابة قنبلة موقوتة تهددنسيجهم وهويتهم اليهودية، وهذا ما ترجم على أرض الواقع من خلال سن الكنيستالإسرائيلي لما يزيد عن 100 قانون عنصري ضد الفلسطينيين منذ إنشاء دولة إسرائيلقبل 70 عاما".
وأضاف الطيبي في حديث لـ"عربي21""كما يتعرض فلسطينيو الداخل لأشكال متعددة من الاضطهاد والتمييز فيما يخصقبولهم في الوظائف الحكومية حيث أن معدل البطالة في الوسط العربي أعلى بثلاث أضعافمقارنة باليهود، كما ترفض الحكومة الإسرائيلية منح العرب لحقوقهم المدنيةوالسياسية ومساواتهم في هذه الحقوق كالمواطنين اليهود، أما جهاز القضاء فهو ينحاز بشكلجلي لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين".
وكشف الطيبي أن "الفلسطينيين في إسرائيل لايحظون بدرجة عالية من الأمان، فقد دعا بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية وعدة مؤسساتودوائر أكاديمية وثقافية في إسرائيل مرارا إلى ترحيل المواطنين العرب من خلالالترانسفير السكاني (مصطلح التهجير القسري)، لتكون غايتها النهائية تحقيق نقاءالدولة اليهودية، دون خجل أو محاسبة".
اقرأ أيضا: كتابات عنصرية لنجل نتنياهو ضد المسلمين.. و"فيسبوك" يتدخل
يشكل الفلسطينيين في إسرائيل 21 بالمئة من إجماليعدد السكان بواقع 1.6 مليون نسمة وهم يقيمون في خمس مناطق رئيسية وهي الجليل،والمثلث، والجولان، والقدس، وشمالي النقب.
وفي السياق ذاته، أشار أمين عام المبادرة الدوليةلحقوق الإنسان، شعوان جبارين، أن "عنصرية الشعب اليهودي تجاه الفلسطينيينليست ممارسة معزولة بذاتها وإنما هي مرتبطة بطبيعة الكيان الإسرائيلي الذي يسعىلإقصاء الأخر وطرده وتهجيره، وبالتالي الاستيلاء على الأرض والمكان".
وأكد حبارين لـ"عربي21" أن "موضوعالتمييز العنصري لا تتعلق بجانب واحد، بل تشمل كافة مناحي الحياة للإنسانالفلسطيني، والتي تتمثل بتغيير مناهج التعليم العربية وحذف المواد المتعلقةبالتاريخ الفلسطيني والإسلامي وإجبار فلسطيني الداخل على الالتزام بالمناهجالإسرائيلية، هذا عدا عن ممارسة العقلية العنصرية بحق البناء والتملك، وفرضالضرائب الباهظة على الفلسطينيين بنسبة أعلى من نظرائهم اليهود".
فيما اعتبر المستشار السياسي لوزارة الخارجيةالفلسطينية أحمد ديك، أن فلسطيني الدخل هم امتداد طبيعي للشعب الفلسطيني، رغم مايعانوه من اضطهاد وتمييز في دولة إسرائيل، ونحن نعتز بهم كجزء أصيل من الهويةالفلسطينية.
وأضاف الدبلوماسي الفلسطيني في حديثلـ"عربي21" أن الإجراءات العنصرية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلي ضدتجاه فلسطيني 48 لا تختلف في جوهرها عن السياسات التي تتخذها حكومة إسرائيل فيالضفة الغربية وقطاع غزة".
وأكد ديك أن الخارجية الفلسطينية على تواصل دائم مع كافةالشرائح السياسية والمدنية، لمتابعة أوضاعهم ومحاولة تدعيم صمودهم سياسيا ومالياومعنويا، كونهم يمثلون جزء من الشعب الفلسطيني.
مزيد من التفاصيل