أصدرالجنرال غادي آيزنكوت رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جملة تصريحات خلال مشاركتهفي مؤتمر الجيش والمجتمع الإسرائيلي استحوذت على تغطية الصحافة الإسرائيلية.
فقدنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن آيزنكوت أن "الانسحاب الأمريكي من الأراضيالسورية قرار هام، لكن لا يجب أن يثير الفزع في صفوفنا، لأن إسرائيل تتصدى للجبهةالشمالية خلال عشرات السنين بصورة وحيدة، وخلال كل تلك المراحل تعامل الجيش الإسرائيليلوحده، وبصورة مستقلة، وفي السنوات الأخيرة يعمل لحماية المصالح العليا لدولة إسرائيل".
وأضاففي تقرير ترجمته "عربي21" أن "القرارالأمريكي الخاص بسوريا تم اتخاذه في ظل ما تشهده العلاقات الإيجابية بين الجيشينالأمريكي والإسرائيلي، حيث وصلت ذروتها".
وأشارأن "التواجد الروسي في سوريا منذ أواخر العام 2015 أوجد أمام إسرائيل وضعاجديدا، تطلب منها إجراء حوار دائم وإقامة منظومة لمنع أي احتكاك مع الروس، وطوالتلك السنوات الثلاث شعرت أن مستوى التنسيق بيننا وبين الروس يمنح إسرائيل حرية الحركة".
آيزنكوتتحدث عن التهديد الايراني قائلا إن "منع إقامة قواعد عسكرية إيرانية في سورياشكل الجزء الأكبر من الجهد العسكري والعملياتي الذي انشغل به الجيش الاإسرائيليخلال السنوات الأربع الماضية، وفرنا لذلك مقدرات وإمكانيات، وأنفقنا جهودا كبيرة،لا يعلم عنها معظم الإسرائيليين".
وأضافأننا "خلال هذه السنوات قمنا بتنفيذ مئات الطلعات الجوية والهجمات الإسرائيليةالمفيدة داخل سوريا، ورأينا أنه من المناسب عدم الكشف عنها".
وأشارأن "النوايا الإيرانية تذهب باتجاه إقامة قوة عسكرية تقدر بمائة ألف مقاتلتتضمن قوات برية وبحرية واستخبارية، ولديها مواقع متقدمة في هضبة الجولان، ومقابلذلك أعددنا سلسلة عمليات أقرتها الحكومة الإسرائيلية والمستوى السياسي، وخلالالسنتين الأخيرتين عملنا بصورة مكثفة وحثيثة أمام هذه القدرات المعادية، ونجحنا بإحباطهامن خلال عمليات إسرائيلية خالصة مستقلة كليا أمام جملة من اللاعبين في تلك الجبهة".
وأوضحأن "الهجوم الإيراني الأخير باتجاه هضبة الجولان في مايو الماضي تضمن إطلاقأكثر من ستين صاروخا باتجاه إسرائيل، وعملنا بصورة موفقة، وأحبطنا نصف هذا العددمن القذائف، وتصدينا لها، لكننا حتى الآن لم ننجح كليا في وقف التوجه الإيراني لإقامةقواعد عسكرية إقليمية في سوريا".
آيزنكوتانتقل للحديث عن القدرات الصاروخية لحزب الله قائلا إن "الحزب يسعى لحيازةقدرات صاروخية دقيقة، الأمر الذي تطلب منها بذل جهود كبيرة في السنوات الأخيرةلمنع وصول هذه القدرات إليه، فقد نفذنا العديد من الهجمات الجوية لمنع وصول هذهالصواريخ من سوريا إلى لبنان، كما استهدفنا مصانع لإنتاج هذه الصواريخ".
وعنعملية درع الشمال، قال آيزنكوت إن "الحزب لديه نوايا قتالية في أي مواجهةعسكرية قادمة باحتلال تجمعات استيطانية في الشمال الإسرائيلي، فقد وضعوا قوات فيالأمكنة التي تم اكتشاف أنفاق فيها في الأيام الأخيرة، ليس صعبا أن نتخيل ماذا كانسيحصل في المستقبل في حال تدهور الوضع الأمني حين يدخل المئات من مقاتلي الحزب إلىإسرائيل، وينفذون فيها عمليات هجومية".
وأكدأن "هذه الخطط العسكرية للحزب تم اكتشافها من قبل الجيش الإسرائيلي قبل أربعسنوات، وقد أعددنا وجهزنا خططا مضادة لإحباط هذه النوايا العدوانية دون التدهور إلىاندلاع حرب شاملة، ولحسن الحظ فقد نجح الجيش حتى الآن في وضع يده على معظم الممراتالأرضية التي تجد طريقها باتجاه إسرائيل، وأفترض أننا في الفترة القريبة القادمةسننجح في إحباط كامل الخطة العسكرية للحزب".
صحيفةهآرتس نقلت مقتطفات من تصريحات آيزنكوت، ترجمتها "عربي21"، الخاصة بالملف الفلسطيني.
أوضحآيزنكوت أن "موجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية تفيد بأن توجهنا بتوفير الشعورالأمني للإسرائيليين يتصدر الاهتمام الشعبي والإعلامي، الجيش يسعى لتوفير هذا الشعوربالأمن، ويمنح المستوى السياسي القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة، نحن نحبطالعديد من الهجمات الفلسطينية قبل خروجها إلى حيز التنفيذ على الأرض، نعتقل سنوياقرابة ثلاثة آلاف فلسطيني، وننقذ حياة مئات الإسرائيليين".
وحولالوضع في قطاع غزة، قال آيزنكوت إن "الوضع هناك أكثر تعقيدا، فليس في القطاعجندي إسرائيلي واحد، وبعد حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 تم استهداف القدراتالعسكرية لحماس والجهاد الإسلامي، لكننا لن نستطيع ردع الدول والمنظمات القتاليةمن حيازة قدرات تقليدية، هنا لدينا واقع مختلف في غزة، ونسعى لمنع حيازة حماس للمزيدمن القدرات القتالية والوسائل العسكرية".
وأشارأننا "مسسنا أحيانا كثيرة بصورة جوهرية بهذه القدرات، ضربنا مئات الأهدافوالمواقع العسكرية في غزة، لكن لدينا هناك حماس، وهي تنظيم مسلح بأيديولوجيةمعادية تدعو للقضاء على إسرائيل، ومسؤولة عن مليوني إنسان، وهي مردوعة نسبيا، فيمارس الماضي دخلت حماس أزمة كبيرة بعد سلسلة العقوبات التي بدأتها السلطةالفلسطينية، وحشرتها في الزاوية، مما دفعها للبدء بمسيرات جماهيرية على الحدود،هدفها إزالة الحصار عن غزة، والحصول على شرعية دولية، ونقل التوتر إلى الضفةالغربية".
وأوضحأن "قطاع غزة يحصل على تمويل بقيمة 15 مليون دولار من قطر لأغراض إداريةومعيشية، وهي لخدمة المصالح المشتركة للعديد من الأطراف، أنا أعترف أننا لم نحققالشعور بالأمن الكافي في السنوات الثلاثة الماضية أمام هذا الواقع الأمني الصعب فيغزة، هذا الشعور الأمني أصابته بعض الأضرار بسبب الأنماط القتالية البدائية التيابتدعها الفلسطينيون على الجدار".
وأشارأنه "في الواقع الذي تحياه غزة يطرح السؤال: هل نذهب لعملية عسكرية واسعة ضدحماس في غزة، أو الأفضل أن نبحث عن نموذج آخر للرد، مع أننا قد نبدأ بإعداد خطةعسكرية واسعة، ومن جهة أخرى نعد القوات لتنفيذ عملية أخرى، نحن اخترنا الطريق الذييحقق لنا الإنجازات، يجب أن نسأل أنفسنا ما الأمر الصحيح الذي يمكننا فعله؟".
وأكدأن "المسألة تتجاوز الخشية من استخدام القوة العسكرية، وإنما تشغيلها بطريقةذكية تحقق لنا إنجازات، السؤال الأهم يكمن في اليوم التالي من انتهاء تفعيل القوةفي غزة، التي تطرح أسئلة على الطاولة حول مصيرها في اليوم التالي، خاصة من جهة إعادةاعمارها، لذلك يجب أن تكون القرارات عقلانية، وليست عاطفية".
وختمبالقول أن "الردع الإسرائيلي في أواخر العام 2018 يبدو أفضل مما كان عليهسابقا، سواء في الجبهتين السورية أو اللبنانية، التي ما زلنا نعمل فيهما، لكنالتحدي الأكبر هو الاستمرار في حالة الردع هذه من خلال مبادرة قوية تمنع اندلاعالحرب".
مزيد من التفاصيل