مازالت المتابعة الإسرائيلية الحثيثة لتطورات السلوك السعودي في المنطقة، وتأثيرهاعليها، خاصة عقب تورط الرياض في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
فقدقال جنرال إسرائيلي إن "السعودية تواصل دفع ضريبة قتل خاشقجي، بعد إعلانالرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نجاحه في إقناع السعودية في المساعدة بتمويل إعادةإعمار سوريا بعد سنوات الحرب الطويلة، بحيث لا يتوقف ترامب عن مفاجأة العالمبأخباره وتصريحاته التي تظهر أحيانا كما لو كانت لرجل أعمال، وليس رئيس القوة الأولىفي العالم".
وأضاففيساح ملوبيني في مقاله بالمجلة العسكرية يسرائيل ديفينس، وترجمته "عربي21" أن "كل قرارات ترامب تنطلقوتنتهي بنظرة تجارية اقتصادية بحتة، وما هي العوائد المالية التي يمكن أن تعودعليه منها، فبعد إعلانه القرار المفاجئ بسحب قوات بلاده من سوريا البالغ عددهمألفي جندي فقط، لأنهم انتهوا من مهمتهم بمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، ها هو يعلناليوم عن إقناع السعودية بتمويل إعادة إعمار سوريا".
وأكدملوبيني، الذي عمل في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" في مهام مختلفة كجمعالمعلومات والبحث الأمني، أن "الذي يقف وراء هذا القرار هو ولي العهد السعوديالأمير محمد بن سلمان، الذي يعتبر الرجل المهيمن في المملكة، لأنه يتصدر قضية مقتلخاشقجي، مما تسبب بتوجيه سهام انتقادات قوية من الإعلام الغربي، بما فيه الأمريكي،ووضع صعوبات أمام تطور علاقاته مع إدارة ترامب".
وأشارالكاتب الذي يعمل اليوم في مجال دراسة الجيوش العربية، أنه "في ضوء الجهودالتي يبذلها ابن سلمان من أجل تطهير اسمه، والتنصل من أي علاقة له بهذه القضيةالمخجلة التي كشفتها تركيا وزعيمها رجب طيب أردوغان، فقد وافق ابن سلمان أن يدفع ماطلبه ترامب لإعادة تمويل إعمار سوريا ومدنها المدمرة في أعقاب الحرب المستمرة التياندلعت في 2011".
وأوضحأنه "سبق للسعودية أن دعمت المعارضة السورية، وقامت بتمويلها وتسليحها، واليومها هي السعودية ذاتها توافق على إعادة إعمار سوريا تحت قيادة عدوها الإيراني، معالعلم أن السنة الأخيرة شهدت جهود عدد من الدول في إعادة تصميم مستقبل سوريا بعدهذه الحرب وهي: روسيا وإيران وتركيا، وعملت على تجنيد دول العالم للمساهمة في إعمار سوريا دون نجاحات كبيرة".
وأكدالكاتب مؤلف كتاب "حروب العصر الحديث" عن جيش العراق، وكتاب "من الشمالتأتي البشرى السيئة" عن الجيش السوري، أن "ترامب يعلن اليوم فجأة عننجاحه بإقناع السعوديين للقيام بذلك، ويبدو أن إعلانه مرتبط بقرار سحب القوات الأمريكيةمن سوريا، وهكذا يبدو ترامب، رجل الأعمال في إبرام صفقة تجارية مثيرة من خلالهاينجح في إعادة جنود بلاده لبيوتهم، كما قام بذلك في أفغانستان، مما يمنحه نقاطا إضافيةفي الحملة الانتخابية القادمة".
وأوضحأن "ترامب بانتزاعه موافقة السعودية على تمويل إعادة إعمار سوريا يصطاد عدةعصافير بحجر واحد، فهو ينجح بمنح "عمولة" لتركيا من جهة، وفي الوقت ذاتهتسويق ابن سلمان لنفسه في الغرب من خلال التكفير عن جريمته من خلال الأموال من جهةثانية، وإعادة السعوديين للساحة السورية بعد فشلهم أمام الإيرانيين على السيطرةعلى هذه الدولة من جهة ثالثة".
وأضافأن "العصفور الرابع الذي اصطاده ترامب بإقناعه ابن سلمان بدفع هذه الأموال، يتمثلفي إظهار نجاحه أمام الرأي العام الأمريكي في إيجابيات إخراج القوات الأمريكية،وعدم تمويل دول أخرى مثل "الناتو"، كما كان يفعل سابقوه في البيت الأبيض".
وختمبالقول إن "ترامب أظهر نفسه أمام زعيم روسيا فلاديمير بوتين والإيرانيين بأنه مستمرفي تأثيره على التطورات السورية من خلال السعودية، رغم إخراج قواته منها، لمواجهة النفوذينالإيراني والروسي فيها، هذا هو رجل الأعمال الحقيقي في عالم السياسة".
وأوضحأنه "من جهة إسرائيل، فإن السؤال المركزي هو: هل أن هذا التدخل السعوديالاقتصادي في سوريا، وإعادة إعمارها، سيساهم في إخراج القوات الإيرانية منها، أمالعكس ستعبد الطريق أمام بقائهم فيها؟".
اقرأ أيضا: إندبندنت: 2018 انتهى الربيع العربي والسكاكين تحاصر ابن سلمان
مزيد من التفاصيل