لا تزال الأزمة في فنزويلا تتصاعد بعدالانقسام الدولي حول تنصيب زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد بدعمأمريكي وتأييد من بعض الدول الأوروبية، في حين يتمسك الرئيس الفنزويلي نيكولاسمادورو بسلطته كونه الرئيس الشرعي في نظر الجيش الفنزويلي وكذلك روسيا وعدد من دولالعالم.
وظهر الانقسام الدولي تجاه الأزمةالفنزويلية بشكل واضح في جلسة مجلس الأمن السبت الماضي، وبدأ هذا الجدل بينالدبلوماسيين في مجلس الأمن عندما توجه السفير الألماني بالكلام إلى نظيره الروسيمعتبرا أن اجتماع مجلس الأمن حول فنزويلا لم تطلبه الولايات المتحدة وحدها، بلأيضا البيرو وجمهورية الدومينيكان، وهما بلدان عضوان غير دائمين في مجلس الأمن.
وقال السفير الألماني وهو يتطلع مباشرةإلى نظيره الروسي: "في فنزويلا هناك تهديد محتمل للسلام"، لذلك لا بد مناللجوء "إلى الدبلوماسية الوقائية"، فرد عليه السفير الروسي قائلا:"الدبلوماسية الوقائية شيء جميل جدا (..)، ماذا تقول لو طلبت روسيا مناقشةالوضع في فرنسا في مجلس الأمن، مسألة السترات الصفراء الذين نزلوا إلى الشوارعبالآلاف؟".
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة ترفض الانحياز لأي جانب بأزمة فنزويلا.. هكذا علقت
ولاحقا، أعلنت روسيا استعدادها لتقديمالمساهمة اللازمة من أجل إيجاد تفاهم بين القوى السياسية في فنزويلا، محذرة من أن"الأحداث الجارية في فنزويلا تثير قلقا متزايدا".
وأمام هذا كله، يتبادر تساؤل مهم حولالخيارات التي يملكها "مادورو" في ظل تصاعد الأزمة والدعم المتزايدلزعيم المعارضة الفنزويلية.
الباحث السياسي مالك الحافظ، رأى أن"الأزمة مرشحة للتوسع والتأزم أكثر بوجه مادورو"، مستدركا بقوله:"لكنه يمتلك دعما داخليا وخارجيا ليس بالهين، فالجيش الفنزويلي لم تستطع القوىالمناهضة لرئاسة مادورو أن تستميل كبار قادته، وهذا عامل مهم لتثيبت استمرار حكممادورو المعتبر بالرئيس الشرعي دستوريا، وعلى هذا لن يحتاج للعمل العسكري بمواجهةخصمة غوايدو".
وأوضح الحافظ في حديث خاصلـ"عربي21" أن "الصعوبة في أزمة فنزويلا بالنسبة لرئيسها مادوروتتمثل في احتمال توسع نطاقها، لتكون بمثابة أزمة عالمية وبمواجهة الولايات المتحدةلروسيا، فنحن أمام سيناريو شبيه بأزمة خليج الخنازير عام 1961 في كوبا بين الاتحادالسوفييتي والولايات المتحدة".
اقرأ أيضا: إعلان اجتماع إقليمي طارئ في كندا حول فنزويلا بهذا الموعد
وذكر أن "الدعم العسكري ذوتأثير مهم جدا في عملية استمرار رئاسة مادورو، وممكن أن يستفيد منه خلال الفترةالمقبلة من أجل اعتقال غوايدو لا أكثر من ذلك"، معتبرا أن "الاعتقال منالممكن أن يتم تشريعه قانونيا على اعتبار أن غوايدو انقلب على سلطة الحكم".
وتابع: "أما قتله فسينقل الأزمة فيإطار نطاقها الداخلي إلى مستوى أخطر وأصعب بوجه مادورو، وقد نرى تدخلا عسكريا خارجيا مستغلين في ذلك قتل أو اغتيال زعيم المعارضة"، متوقعا أن "الاعتقال خلالالفترة المقبلة سيتم بكل تأكيد إذا لم يغادر رئيس المعارضة هاربا من البلاد، بعدمضي بعض الوقت واستمرار الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة التي تتولى معسكرالإطاحة بمادورو وروسيا الداعم الاستراتيجي له".
وأكد أن "موقف مادورو هو الأقوىوليس بحاجة لارتكاب أخطاء من قبيل الاغتيال لزعيم المعارضة أو التلويح بأي أعمالعدائية ضد واشنطن أو أي دولة مجاورة معادية لحكمه، وهذا ما تعول عليه واشنطن لكسبذريعة يتيح لها التدخل المضمون بعزل مادورو"، بحسب تقديره.
وختم الحافظ قائلا: "الدعم الروسيغير محدود لمادورو وهذا يقع ضمن تحالف استراتيجي، وربما هذا ما أزعج واشنطن مؤخرابعد مساعي الجانبين لتعزيز التعاون العسكري بإنشاء قاعدة عسكرية روسية بفنزويلا،وهذا التوجه يدفع واشنطن للتخوف من خلق تواجد عسكري طويل الأمد لروسيا في أمريكاالجنوبية".
وفي الإطار ذاته، قال موقع"ويللا" العبري في تقرير ترجمته "عربي21" إن "مادوروتلقى إنذاره الأخير من الاتحاد الأوروبي للإعلان عن انتخابات جديدة"، متوقعاأن "يحاول الطرفان التوصل إلى اتفاق لاستبدال السفارات بمكاتب مصالح في غضون30 يوما، بما يشبه الطريقة التي حكمت العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولاياتالمتحدة المستمرة منذ عقود".
اقرأ أيضا: المكسيك عن أزمة فنزويلا: علينا احترام استقلال الشعوب
وأكد الموقع الإسرائيلي أنه "دونالاتفاق، فإن بقية الموظفين الدبلوماسيين سيغادرون فنزويلا، وسيتم إغلاق البعثاتالدبلوماسية في واشنطن وكراكاس"، لافتا إلى خيارات مادورو التي قال فيها إنهسيحافظ على مكاتب المصالح مثلما حدث في كوبا".
وأشار إلى أن مادورو شدد في خطاباتهالجماهيرية على أن بلاده لن تكون مستعمرة في أمريكا الشمالية، إلى جانب تأكيده أنهلن يستسلم للضغوط لإجراء انتخابات جديدة.
مزيد من التفاصيل