طرحت الأحداث الأمنية الأخيرة في المناطق التابعة للنظامالسوري، بعد وقوع تفجيرات في اللاذقية ومناطق بالعاصمة دمشق، تساؤلات بشأن احتماليةوجود تصفيات داخلية، بين أطراف في النظام، في معركة صراع على النفوذ، بدفع منروسيا وإيران.
وكان آخر الأحداث ما أشار إليه نشطاء سوريون من اغتيالالعقيد طيار في سلاح جو النظام معن مخلوف في حي المجتهد بالعاصمة دمشق والتييسيطر عليها النظام.
تصفية العقيد الطيار معن مخلوف -من القرداحه- العامل في مطار المزة العسكري، قنصاً في منطقة المجتهد أمام منزله من قبل مخابرات عصابته
— المحامي محمد الحسين (@mhmd_1965) January 30, 2019
اغتيال العقيد معن مخلوف قنصا في منطقة المجتهد وهو من مرتب مطار المزة
— بسام علولو (@bassam_allulu) January 29, 2019
وعلى الرغم من عدم استبعاد محللين عسكريين وسياسيين،لوجود تحركات بشكل سري ومحدود، في مناطق النظام وتنفيذ عمليات اغتيال للضباط الذيشاركوا في قمع الثورة السورية، إلا أنهم أكدوا وجود خلافات عميقة بين الضباطالموالين لإيران وروسيا، في صراع على مواقع السيطرة.
وخلال الأسبوعالماضي وقعت في دمشق 3 تفجيرات أحدها قرب مقر السفارة الروسية، ولم تعلن أي جهةحتى الآن مسؤوليتها عن التفجيرات.
حصاد الأرباح
الباحث والمحلل السياسي الدكتور ياسر النجار قال: "إنهناك خلفيات وراء الأحداث الأمنية في المواقع التي يسيطر عليها النظام وتخلو منتواجد المعارضة".
وأوضح النجار لـ"عربي21" أن هناك تنافسا "بينمعسكرين يريد كل منهما جني أرباح الحرب على السوريين خلال السنوات الماضية وهماالروس والإيرانيون الذين شعروا بالغبن في الآونة الأخيرة".
وأشار إلى أن روسيا تسعى لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا"رعاية لمصالحها ولتثبيت نفسها على الأرض وبالمقابل الإيرانيون يرون أن هناكضغطا دوليا متزايدا عليهم، الأمر الذي حوّل مليشياتها في سوريا إلى مرتزقة حقيقيينومافيات، بسبب مشاكل التمويل التي تعاني منها، جراء الأزمة الاقتصادية فيطهران".
إقرأ أيضا: ما حقيقة تشكيل عسكري جديد مدعوم روسيا بالجنوب السوري؟
ورغم أن النجار لم يستبعد وجود عناصر للمعارضة تنفذعمليات "عالية المستوى والنوعية" ضد أهداف النظام، إلا أنه اعتبر الصراعالإيراني الروسي، العامل الرئيس وراء الأحداث الأمنية، في العاصمة وغيرها.
ورأى أن حدة التنافس بين الطرفين ستدفع الوضع الأمني، فيمناطق نفوذ الطرفين إلى "مزيد من التدهور والتصعيد" ولفت إلى أن حلبشهدت اقتتالا في فترة ماضية بين مليشيات داخلية، والعناصر التي قدمت من قريتيكفريا والفوعة.
وعلى صعيد النظام قال النجار إنه "يقف موقف المتفرجبسبب ضعفه، وبانتظار رؤية الطرف الأقوى، لضمان البقاء على الكرسي"، وأضاف: "الروس يمتلكون زمام المبادرة السياسية والعلاقات الدولية مع الغرب وأمريكا،لكن في المقابل إيران متغلغلة في الدولة خاصة الأجهزة العسكرية، وأي تحرك بعيد عنهايمكن أن يصل لمرحلة التصفيات".
وتابع: "الإيرانيون يعلمون أن الجهة القادرة علىتأهيل الأسد دوليا هي إسرائيل، وهناك خشية في طهران، من تقديم النظام خرائط أمنيةخاصة بمواقعهم في سوريا، بالنظر إلى دقة الضربات الأخيرة، التي طالت مخازن فيتحيطها السرية العالية لتخزين السلاح".
تصفيات ليست جديدة
من جانبه قال العقيد أحمد الحمادي إن سوريا، اليوم تعيشمرحلة "حصاد المكاسب للأطراف التي شاركت في الحرب، وهذا بالتالي سيخلق نزاعاتجديدة".
وقال الحمادي لـ"عربي21": هناك "نزاعحقيقي بين الروس والإيرانيين للسيطرة على الجيش والمواقع السياسية في سوريا، وظهرهذا في العديد من الحوادث خلال الفترة الماضية".
ولفت إلى وجود انقسامات كبيرة بين "ضباط ما تبقى منجيش النظام، بين من يرى أن روسيا دولة عظمى والسير في ركابها أفضل بسبب علاقاتهاالدولية، وقدرتها على تأهيل النظام مجددا باستغلال علاقاتها".
وتابع الحمادي: "وهناك من يرى أن إيران أيضا أنقذتالنظام من السقوط، وقدمت فاتورة دماء كبيرة، وهذا بدا جليا في القطع العسكرية خاصةالفرقة الرابعة الحرس الجمهوري، التي يقودها ماهر الأسد، والمحسوبة علىالإيرانيين".
إقرأ أيضا: إيران ونظام الأسد يتفقان على إنشاء بنك مشترك بدمشق
وأشار إلى أن التصفيات الداخلية في النظام "مسألةليست بالجديدة، وسبق أن وقعت في العديد من الأحداث"، ولفت إلى الاشتباكاتالأخيرة بين الفرقة الرابعة والفيلق الخامس التابع لسهيل الحسن الملقب بالنمروالذي يتبع الروس بشكل علني.
وشدد الحمادي علىأن هناك "حربا خفية بين الروس والإيرانيين في سوريا، خاصة مع توقيع طهرانالعديد من الاتفاقيات العسكرية، والتي تصعب خروجها من سوريا، وبالمقابل الروسبراغماتيون معنيون بتثبيت مكاسبهم ولا يهمهم إيران وما فعلته بسوريا".
مزيد من التفاصيل