يمارس علماء الإلحاد الجديد New atheism خدعة علمية لإيهام متابعيهم و متبعيهم بأنهم يحاربون الخرافات و الأساطير الدينية من خلال تطبيق المنهج العلمي التجريبي Empirical Science وهو أحد منتجات تطور الفكر الفلسفي الغربي في القرن العشرين و أحد منتجات ما يعرف بالوضعية المنطقية Logical Positivism
و لذلك فهم يرفضون (فرضية ) وجود الخالق بدعوى عدم إمكانية اختبارها وفقا للمنهج العلمي المتبع ، فهي تندرج في مباحث الغيبيات ****physics مع أن فكرة و جود الخالق فكرة علمية بالأساس وتتفق مع المسلمات والمعطيات العلمية التي تقر بأن التغيير لا يحدث دون مؤثر أو سبب و أن الطاقة لا تتولد من العدم كما يمكن اختبار وجود الخالق باختبار ما ينسب إليه من كلام ( القرآن ) فإذا ثبتت صحة ما قاله في القضايا الكونية الكبرى ، فإن النتيجة العلمية المنطقية هي الإقرار بوجوده ، ولذلك فالإيمان ليس قضية (قلبية ) فقط بل هو على رأس القضايا ؟( العلمية ) خلافا لما يروجه البعض . و من الأمور المثيرة للعجب أن الملاحدة باسم العلم يقعون في تناقض علمي عجيب يجعل ما يقولونه نوعا من الدجل و الشعوذة العلمية وهي ليست بعلمية على الإطلاق . فهم مثلا يؤيدون نظرية داروين عن أصل الأنواع Origin of Species بل و يعتبرونها حقيقة علمية ، ويدللون عليها بفكرة التشابه الجيني Genes Similarities في الحامض النووي DNA بين الكائنات الحية ويعلنون في مجلاتهم و كتبهم و أبحاثهم أن جميع الكائنات الحية مجرد descent with modification ..وحين تعلن لهم أن كل هذه الظواهر متفق عليها ..لكن النتائج التي تصلون إليها نتائج غير علمية تتمثل في رفض (نظرية) الخلق Intelligent Design أو Creationism و أن هذا التشابه معروف منذ القدم ..لكنه لم يؤد إلى تلك النتائج الإلحادية .. وقد تحدث السابقون عن فكرة التطور هذه قبل داروين بمئات السنين كما أن القرآن أشار إليها إشارات لطيفة و أكد على فكرة التشابه في قوله تعالى : وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ، كما أن فكرة المسخ ( وجعل منهم القردة و الخنازير ) هي فكرة لها علاقة واضحة بنظرية التطور و لكن بمنظور مخالف أو مختلف ..و حين تطالبهم بالاختبار العلمي التجريبي الذي يحاربون به الأديان فإنهم يحيلوننا إلى ما يسمى بالسجل الحفري Fossil record ، وهي لعبة الهروب من الواقع إلى التاريخ (الغيبي) كما أن ذلك السجل الحفري لا يملك دليلا ملموسا concrete evidence على ذلك الادعاء و أن هذا المنهج الاستقرائي inductive method يفتقر إلى التجربة و الاختبار العلمي . و مع ذلك فهم يمارسون نوعا الدعائية من خلال الهندسة الوراثية و التعديل الجيني .. و المطلوب منهم عملية سهلة و هي إجراء اختبار علمي واحد مادمتم تمتلكون مفاتيح الحياة ... نريد منكم فقط خلق ذبابة لا إنسان من خلال تكوين تلك القواعد النيتروجينية الشريطية في DNA بدلا من الصيحات المزيفة . إن ادعاء ظهور الإنسان على الأرض نتيجة لتطور جيني حدث منذ بلايين السنين هي فكرة أسطورية قائمة على الشعوذة (باسم العلم ) و هو نوع من الإيمان بالغيب الذي يحاربون به أصحاب الأديان .. وهي فكرة تتعارض مع العلم التجريبي empirical science الذي يدعوننا إليه . . إن العلم الغربي الآن يصل إلى طريق مسدود في مختلف تخصصاته حتى إن علم الفيزياء الذي يقوم على التجربة يعاني مما يعرف بـ Unsolved problems جعلت هاري كليف الذي يعمل بمختبر سيرن يعلن نهاية علم الفيزياء end of physics . ولا أشك في أن السنوات المقبلة هي سنوات العودة للإيمان حتى وإن تعالت صيحات الملحدين الذين يؤمنون بالغيب (العلمي).
مزيد من التفاصيل