نشر موقع "ميديابار" الفرنسي تقريراسلط فيه الضوء على الخلافات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمدبن زايد، خاصة على خلفية الملف اليمني وقضية اغتيال جمال خاشقجي.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته"عربي21"، إنه خلف محمد بن سلمان، يقف محمد بن زايد، الرجل القوي فيالإمارات كداعم له. لكن، بدأ هذا الثنائي، الذي يرغب في إعادة تشكيل المنطقةبأكملها، يعاني جراء عدد من الخلافات بسبب قضايا ساخنة في المنطقة.
ومنذ فترة طويلة، حتى قبل اغتيال جمال خاشقجيوعملية احتجاز الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون، عُرف محمد بن سلمان، وليعهد المملكة العربية السعودية، "بالشرس". في المقابل، لم يتم إطلاق أيلقب على ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وهو ما يكشف أنه ينشط في الخفاء.
وأوضح الموقع أنه في حال تعيّن إطلاق لقب علىولي عهد الإمارات العربية المتحدة، فقد يتمثل في "محرك الدمى"، نظرا لأنالأخصائيين في شؤون شبه الجزيرة العربية يعتبرونه "ناصح" أو"مدرب" محمد بن سلمان. تجدر الإشارة إلى أنهما متورطان في النزاعاليمني، وفي الحرب الاقتصادية ضد قطر وفي قمع أي معارضة في بلديهما.
وبين الموقع أنه مع ذلك، لدى الرجلين، اللذينلا ينتميان إلى الجيل ذاته، شخصيتان مختلفتان. ففي الوقت الذي يبدو فيه محمد بنسلمان سريع الانفعال، وخارجا عن السيطرة وفي بحث مستمر عن الظهور في وسائل الإعلام،يبتعد محمد بن زايد عن الأضواء، ولا يظهر سوى في الصور والتجمعات العلنية،ولا يلقي إلا عددا قليلا من الخطابات لدرجة أن أحد الباحثين وصفه "بالجانبالمظلم من القمر".
ويكرس الهجوم المشترك على اليمن في آذار/ مارس2015، التحالف بين ابن زايد وابن سلمان. لكن، لم يكن اتفاقهما خاليا من المشاكل. وفيهذا السياق، بيّن دافيد ريغولي روز، الأستاذ المختص في شؤون الخليج ومدير مجلة"أوريون ستراتيجيك"، أنه "فيما يتعلق بالقضية اليمنية، ظهرتاختلافات هامة بين المسؤوليْن، أولها بسبب عدم مواجهتهما الخصوم ذاتهم. فبالنسبةلابن زايد، يتمثل العدو الرئيسي في اليمن وفي مناطق أخرى، في الإخوان المسلمينالمتهمين بأسوأ الأعمال الدنيئة. أما ابن سلمان، فيعادي المتمردين الحوثيين بسببالدعم الذي من المفترض أنهم يحصلون عليه من إيران".
إقرأ أيضا: موقع أمريكي: ابن زايد رفض مجددا وساطة أمير الكويت
ونقل الموقع عن الباحث أن هذا الثنائي "لايحمل الأجندة ذاتها في اليمن، حيث يسعى ولي عهد أبو ظبي للتأكد من السيطرة علىجنوب البلاد ومضيق باب المندب لمتابعة وتطوير استراتيجية "إشهار القوة"في سبيل ضمان تواجد مباشر على الممرات البحرية من الخليج إلى حدود البحر الأحمرمرورا بالساحل اليمني".
وفي الحقيقة، لطالما كانت هذه استراتيجيةالإمارات على المدى الطويل. ووفقا لريغولي روز، "تعتبر هذه الاستراتيجيةمختلفة جدا عما تقوم به المملكة العربية السعودية على الساحة اليمنية".
وكشف الموقع أن القضية اليمنية أصبحت الآن مصدرتوتر بين السعودية والإمارات. وأشار باحث، رفض الكشف عن هويته، إلى أنه "فيحربها ضد الحوثيين، تواصلت الرياض مع التجمع اليمني للإصلاح، الأمر الذي اعتبرتهأبو ظبي تجاوزا للخطوط الحمراء".
وخلافا لذلك، وبسبب هوس "مكافحة الإخوانالمسلمين"، دخل الجيش الإماراتي في تحالفات خاصة مع مجموعات أخرى أكثر تطرفاوجماعات سلفية أو جهادية، الأمر الذي يعد غير مقبول في نظر النظام السعودي".
وأردف الموقع أن هناك سببين آخرين للاستياء الذيخلق نوعا من المسافة بين ابن زايد وابن سلمان، والمتمثلان في قضية سعد الحريري، حيثدفع رجل أبو ظبي ماكرون للتدخل لصالح رئيس الوزراء اللبناني والذهاب إلى الرياض فيشهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 لتحريره، فضلا عن اغتيال جمال خاشقجي. وقد تضرر وليالعهد الإماراتي، باعتباره ناصح ولي العهد السعودي، من تصفية خاشقجي الدامية.
كما فسر الباحث دافيد ريغولي روز أن"السياق الخليجي قد تضرر من 'قضية خاشقجي'، فقد حاول ابن زايد الحفاظ على أكبرقدر ممكن من المسافة بينه وبين العاصفة الدولية التي أثارتها هذه القضية. وقد توقعبعض الأشخاص المزيد من الدعم من جهته".
وأشارت إلى أنه ومع ذلك، لم يبذل ابن زايد المجهود الكافيواكتفى بإظهار تضامن ودعم شفوي بسيط لابن سلمان، الأمر الذي ربما اعتبره ولي العهدالسعودي خطوة متواضعة جدا. وتابع ريغولي روز قائلا: "في الواقع، إما أن ابن سلمان لم يوافق على الترحيب شخصياً بمحمد بن زايد للتعبير عن عدم رضاه، أو أن ابن زايد لم يرغب في ترحيب ابن سلمان به، قبل لقاء الملك سلمان وجهاً لوجه".
ورأى أنه من دون ناصحه، من المتوقع أن يكون وليالعهد السعودي وحيدا إلى حد كبير، بسبب حالة الفراغ التي أحدثها من حوله، علما وأنهناك اختلافا بين القائدين.
مزيد من التفاصيل