نشر موقع "باور أوف بوزيتيفتي"الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن تبعات نشر الآباء لصور أطفالهم على مواقع التواصلالاجتماعي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته"عربي21"، إن هذا التصرف يمكن أن يعرض الأطفال للخطر. وقد كشف الباحثونعن أسباب خطورة نشر صور أطفالك على الإنترنت ولخصوها في سبع نقاط، لعل أهمها أنالمعلومات والصور التي تنشرها عن طفلك تجعله هدفا سهلا للمتربصين به.
وذكر الموقع، أولا، أنه بمجرد نشر محتوى علىالإنترنت فإنه سيبقى مخزنا فيها إلى الأبد حتى عندما تقوم بحذف بعض المنشورات أوجعلها خاصة، كما أن بعض الخوارزميات قادرة على إيجاد المشاركات التي قمت بحذفها.وعلى هذا النحور، سيعرف الشخص الذي يبحث عنها كيفية العثور عليها واستغلالها.
ويمكن أن يفسد افتقار الوالدين إلى حس المشاركةالواعية فرصا مهمة في مستقبل ابنهم. فعلى سبيل المثال، قد تحرم صورة لطفلك مثيرةللجدل من أن يتم قبوله في فريق رياضي أو تضيّع عليه فرصة عمل مهمة. وإذا أصبح طفلكمحط أنظار الناس في المستقبل، فإنه يمكن لصوره القديمة أن تكون بمثابة وصمة عار فيحياته.
وأفاد الموقع، ثانيا، بأن الصور المنشورة لطفلكيمكن أن تصبح أداة تخدم مصالح الناس الذين يتربصون به، لأنها توفر معلومات تعريفيةعنه. ويمكن لهؤلاء الأشخاص معرفة الطفل وكل ما يفضله وأسماء أفراد عائلته، ناهيكعن مكان المدرسة التي يزاولها. ويمكن لهؤلاء الأشخاص استخدام كل هذه المعلوماتلإغراء طفل بريء واختطافه.
وفي كتابها الذي يتمحور حول تربية الأطفال فيعصر متقدم تقنيًا، تطرقت الأستاذة في مجال التسويق الرقمي، بيكس لويس، من جامعةمانشستر متروبوليتان إلى ما يجب القيام به، ونصحت بمراقبة طبيعة المنشوراتالتي نشاركها، وعدم نشر صور الطفل بصورةروتينية، ناهيك عن الزي المدرسي، والمواقع التي يرتادها الطفل والأشياء المفضلةلديه، مؤكدة على ضرورة الانتباه أكثر لما ننشره عن أطفالنا.
وأورد الموقع، ثالثا، أن نشر صور لطفلك علىالإنترنت وأنت تسير في مظاهرة من شأنه أن يكون له طابع سياسي. فإذا كان الوالدانيملكان ميولات سياسية معينة وينشران صورا غير مرئية لطفلهما بجانب شعاراتإيديولوجية، فإن ذلك سيجعل الناس يفترضون أن ابنهما سيسير على خطاهما عندما يكبروهذا الأمر ليس عادلا بحقه.
وأوضح الموقع، رابعا، أن نشر الصور على مواقعالتواصل الاجتماعي يؤثر على الأمن المالي لأطفالك، وذلك وفقا لما أكده عدد كبير منأخصائيي البنوك. وباستطاعة الكثير من المجرمين استخدام مجرد صور عيد الميلاد منأجل تقصي الكثير من المعلومات والبيانات وتدبير مكائد إجرامية، على غرار سرقةالبطاقات الائتمانية والحصول على القروض الاحتيالية.
وأشار الموقع، خامسا، إلى أن مشاركة صورلأطفالك على المنصات الاجتماعية من المحتمل أن يجعلهم عرضة للمضايقات والتنابزبالألقاب مما سيسبب لهم المشاكل في المدرسة ويؤثر سلبا على نفسيتهم، خاصة بسبب صورة قديمة أو حتى حالية. وإذالم يرغب طفلك في نشر صورة أو شعر بالحرج منها، فامتثل لرغبته ولا تشاركها. ومن أجلالتقليل من إمكانية تعرضهم للتنمر قم بتصفية المحتوى الذي تنشره عبر الإنترنت.
وأفاد الموقع، سادسا، بأن طفلك يمكن أن يكونمعرضا لخطر الوقوع ضحية لسرقة هويته من قبل المختطفين الرقميين الذين يمكن أنيأخذوا صوره من الشبكات الاجتماعية وينشروها على حساباتهم الخاصة، ثم يدعون أنهينتمي لعائلتهم ويعطونه اسما جديدا ويؤلفون "قصص خيالية" عنه. والجديربالذكر أن العديد من الأمهات حول العالم يشتكين من مشكلة الاختطاف الرقمي. وهذا هوالسبب في أن نشر صور لأطفالك قد يكون أمرًا خطيرًا نظرا لأن هذه الصور تصبح لعبةفي يد أي شخص يمكنه الوصول إليها.
وذكر الموقع، سابعا، أن مشاركة صور طفلك علىمواقع التواصل الاجتماعي يمثل انتهاكا لخصوصيته. فهناك الكثير من القضاياالأخلاقية التي تنطوي على نشر صور لأطفالك على الإنترنت دون موافقتهم أو إدراكهملذلك. وابتداء من سن الخامسة، يبدأ الأطفال في تطوير شخصياتهم الفردية ويصبحونقلقين بشأن خصوصيتهم والقضايا المماثلة.
وفي هذا الإطار، أوضحت أستاذة علم النفسالاجتماعي سونيا ليفينغستون أن الكثير من الأطفال يرغبون لو يتم استئذانهم قبل نشرأي صور لهم. كما أن تجاهل دعوات الأطفال للتوقف عن نشر صورهم على مواقع التواصلالاجتماعي يجعلهم يشعرون بأنهم لا يملكون حقوقا على أجسادهم وصورهم.
وفي الختام، أكد الموقع أنه لا مانع من نشرصورة فردية للطفل في المناسبات الخاصة، أو عندما يكون مظهره مختلفا. وإذا كنت تريدنشرها بأمان، فاحرص على نشر صور طفلك بعد إخفاء وجهه.
مزيد من التفاصيل