تخوض قبائل حجور فيبلدة كشر القريبة من الحدود مع السعودية (شمال غربي اليمن) قتالا شرسا معمسلحي جماعة الحوثي منذ نحو شهر تقريبا، وسط أسئلة عدة حول مدى قدرة هذهالقبائل، الموالية للحكومة الشرعية، على الصمود أكثر في وجه الجماعة فرضت حصاراعلى تلك البلدة من جميع الجهات.
وتتعالى الأصواتالمطالبة بإسناد قبائل حجور من قبل القوات الحكومية المرابطة على بعد 20 كلمتقريبا من بلدة "كشر" التابعة لمحافظة حجة، في الوقت الذي يدفعالحوثيون بكل ثقلهم نحو حسم المواجهات، وإلحاق الهزيمة بقبائل حجور؛ حتى لاتتكرر انتفاضات قبلية جديدة في وجه الجماعة.
وتعد قبائل حجورواحدة من القبائل اليمنية المؤيدة للحكومة الشرعية، حيث ينخرط كثير من أبنائهافي صفوف الجيش الخامس، الذي ينتشر في مناطق محيطة وقريبة من منطقة العبيسةالتي تتبع بلدة كشر، حيث مسرح المواجهات مع الحوثي.
ورغم النداءات لكسرالحصار الذي يفرضه الحوثيون على البلدة الاستراتيجية، ما يزال الدعم الذييقدمه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والمتحكم بالعمليات العسكريةللقوات الحكومية، مقتصرا على ضربات جوية محدودة للتعزيزات الحوثية، حيث لم تمنعالضربات الجماعة من فتح جبهات إضافية لاستنزاف القبائل.
"مرهونةبالدعم"
وفي هذا السياق،يرى الخبير الاستراتيجي اليمني، علي الذهب، أن فرص الصمود لقبائل حجور مرهونة بالدعم الذي قد تتلقاه من التحالف، والتحام قوات الجيشمعها، بحيث تأخذ المعركة بعدا استراتيجيا.
وقال في حديث لـ"عربي21"إن غير ذلك "مجرد عبث؛ لأن الحوثيين الآن دولة بكل مقدراتها، عداالطيران، فضلا عن أن المحيط القبلي موال للجماعة لأسباب مختلفة، أهمها الخوفمن العواقب، وخذلان الشرعية التي لم تقدم موقفا مشجعا لدعم من يناوئ الحوثيين،والأمثلة كثيرة".
وحسب الخبير الذهب، فإنه إذا كان هنالك من فرص فإن "فتح جبهات أخرى يمثل عامل تخفيف على هذهالقبائل".
"القبائلتناشد"
من جهتها، ناشدتقبائل حجور التي تقاتل الحوثيين، القيادة اليمنية والتحالف الذي تقوده الرياض فك الحصار عن أهالي هذه المنطقة.
وقال البيان الصادرالاثنين، المرفوع إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه وقيادة التحالف، إنه "منحجور وإنه باسم الله الرحمن الرحيم، نناشدكم بحق الدم والأخوة، وبحق اليمنعليكم، أن تفكوا الحصار عن إخوانكم وأبنائكم وآبائكم وبناتكم وأمهاتكم فيها".
وطالبت القبائلبإسناد مهمة كسر الحصار عنهم لأبنائهم المتواجدين في المنطقة العسكريةالخامسة ومحور حرض التابع لها.
ودعا البيان إلىفتح جبهة من جهة مديرية مستبأ، التي لديهم الخبرة والدرايةبجغرافية المنطقة وتضاريسها، ونقاط القوة والضعف فيها. حسبما ورد فيالبيان.
"عوامل الصمود"
من جانبه، قالالصحفي والكاتب اليمني، أمجد خشافة، إن ما هو واضح أن هناك عوامل عدة ساعدتقبائل حجور على الصمود حتى الآن أمام زحف الحوثيين، أبرزها "تماسكهذه القبائل وترابطها فيما بينها، ما جعلها كتلة صلبة أمام محاولات الحوثيين فيتفكيكها، كما فعلت مع كل المناطق القبلية منذ أربعة أعوام".
وأضاف في حديثلـ"عربي21" أن العامل الجغرافي مهم، حيث مكن القبائل من الصمود في الحرب، ذلك أن منطقة كشر التي تتواجد فيها القبائل تقع على مرتفعاتجبلية، شكلت سياجا أمنيا لها من التمدد السهل للحوثيين.
كما أشار إلى أنهسبق لقبائل حجور أن خاضت حربا سابقة مع الحوثيين، حيث شهد العام 2012 قتالا شرسا، ألحق بالحوثيين خسائر كبيرة.
لكنه استدركبالقول: معركة قبائل حجور اليوم مع الحوثيين مختلفة، إذ إن مسلحي الجماعةيقاتلون بثقل دولة صارت كل مواردها وقواتها وسلاحها بأيديهم.
وحول فرص الصمود،ذكر الصحفي خشافة أن "ما يجري حاليا ليس في صالح قبائل حجوربعدما فرض الحوثيون حصارا على منطقة كشر من الشرق والجنوب والشمال".لافتا إلى أن سيناريو "حصار دماج" في صعدة -بين عامي (2013و 2014)- ربما هو الأقرب لما قد تتعرض له قبائل حجور، تزامنا مع قصف بالأسلحةالثقيلة، حتى تنتهي المعركة بإخضاعها، وهذا مؤشر عسكري يبدو ساريا.
ووفقا للمتحدثذاته، فإنه "من الممكن قلب هذه المعادلة العسكرية، في حال التنسيقالمشترك ودعم التحالف للقبائل، وتحريك الجيش للسيطرة على منطقة عاهم المجاورةلمناطق قبائل حجور، ما سيعزز الصمود أكثر، وضمان فتح خط لإمداد القبائل".
وتكمن أهميةمديرية" كشر" نظرا لموقعها، الواقع على خط الإمدادات التابعةللحوثيين إلى جبهات عدة بينها في الساحل الغربي على البحر الأحمر، حيث تسعىالجماعة لتأمينها مع تمركز قوات الجيش الوطني على بعد 20 كلم من ساحةالمواجهات الحوثية القبلية.
مزيد من التفاصيل