نشرت صحيفة"لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن مرشحي الانتخابات الرئاسية فيالجزائر الذين وجدوا أنفسهم في خضم الاحتجاجات التي تردد صداها على شبكات التواصلالاجتماعي.
وقالتالصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المعارضة الجزائرية فيعهد عبد العزيز بوتفليقة، غالبا ما تواجه خلال كل انتخابات رئاسية معضلتين؛ إمامقاطعة الانتخابات أو العمل على تصدّرها. وعلى الرغم من وطأة الحركة الاحتجاجية،إلا أن ذلك لن يغير من واقع المعارضة شيئا نظرا لأن النظام يحكم قبضته على هذهالانتخابات أيضا.
وأكدت الصحيفةأن أبرز وجوه المعارضة في الجزائر رحبوا بهذا الحراك العفوي، ولكن فضل أغلبهم عدمالخروج للشارع لمشاركة الجزائريين في الاحتجاج. ويعزى ذلك أساسا إلى أن المعارضةتنتابها مخاوف من أن يتم اتهامها بالركوب على الحدث واستغلال الحركة الاحتجاجية،أو تتعرض لاستهجان الشباب الغاضب أو لسياط النظام.
ونقلت الصحيفةعن أحد المراقبين، الذي خيّر عدم الإفصاح عن اسمه، أن "جميع المعارضين ينتظرون أخبارا عن صحة بوتفليقة، وعنردة فعل الجيش. لهذا السبب، تشبه الانتخابات الرئاسية حاليا، إلى حد كبير، سباقدراجات هوائية يقف فيه الدراجون بلا حراك".
اقرأ أيضا: علماء المسلمين بالجزائر: على الحاكم الإصغاء لمطالب الشعب
وأشارتالصحيفة إلى أن رشيد نكاز هو المرشح الوحيد الذي تشجع للخروج إلى الشارع وعقدلقاءات مع محتجين. ويدير نكاز شركة جزائرية فرنسية، وهو نشيط كثيرا على شبكاتالتواصل الاجتماعي. ولكن أسلوب خطابه الموجه للشباب لا يرضي قوات الأمن الجزائري،التي أمرته بالمكوث في منزله.
وذكرت الصحيفةأن سفيان جيلالي، الذي يترأس حزب "جيل جديد"، هو منسق حركة"مواطنة"، التي تقف وراء الدعوات إلى التظاهر ضد ولاية بوتفليقة الخامسةيوم الأحد 24 شباط/ فبراير، ولكنها لم تنجح آنذاك سوى في جمع بضع مئات من المحتجينفي مركز العاصمة.
وأوردتالصحيفة أن المعارضة لويزة حنون، التي تشغل منصب الأمينة العامة لحزب العمالالجزائري، والتي رشحت نفسها للمرة الرابعة لمزاحمة بوتفليقة على رئاسة البلاد، قدتحدثت عن "مناخ ما قبل الثورة" مشيرة إلى الاحتجاجات الحالية. وقد خيرتكل من جبهة القوى الاشتراكية وحزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"العلماني، عدم تقديم مرشّحين للسباق الرئاسي، تعبيرا عن مقاطعة الانتخابات.
وفي بيان لها،أكدت جبهة القوى الاشتراكية أن "الانتخابات ليست أولوية بالنسبة للحزب"،داعية أتباعها إلى المشاركة في الاحتجاجات رافعين شعار "تغيير النظام يمر منخلال انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية".
وتحدثتالصحيفة عن علي بن فليس، أبرز خصوم عبد العزيز بوتفليقة، الذي حصد خلال الانتخاباتالرئاسية لسنة 2004 نحو 6.4 بالمائة من الأصوات، و12.3 بالمائة سنة 2014. وقد شغلبن فليس منصب أمين عام جبهة التحرير الوطني ورئاسة الحكومة. ومع ذلك، مازال بنفليس يحافظ على مصداقيته بصفته معارضا.
وفي حوار لهمع مجلة "جون أفريك" الفرنسية، ذكر علي بن فليس أن "الولايةالخامسة ليست لبوتفليقة، بل للقوى غير الدستورية". كما دعا هذا المعارضالجزائري إلى ضرورة وضع مخطط عاجل من أجل الخروج من هذا "المأزق السياسي".
وفي الختام،أشارت الصحيفة إلى أن الجنرال المتقاعد علي غديري رشح نفسه للانتخابات القادمة،ويحظى ترشحه بدعم بعض الشخصيات التي تتمتع بثقلها في الجزائر. واستنكر غديري مؤخرا"الفساد" الذي استفحل في الدولة القائم على المحسوبية. وقد تسبب تصريحهفي دخوله في صراع علني مع رئيس الأركان أحمد قايد صالح. ويتمثل المشكل الذي يواجههغديري أساسا في تحديد أسلوب الحوار الذي سيخاطب به شبابا مغرما بشبكات التواصلالاجتماعي.
مزيد من التفاصيل