نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريراتحدث فيه عن إمكانية اختفاء السحب بسبب تغيير المناخ وتنامي نسبة ثاني أكسيدالكربون.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته"عربي21"، إنه بحسب تجارب العلماء، قد يدمر 1200 جزء في المليون من ثانيأكسيد الكربون تشكيل السحب الطبقية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الاحترار بمقدار10 درجات.
وتغطي الطبقات السحابية المنخفضة نسبة تفوق 20بالمائة من المناطق شبه الاستوائية وتعكس حوالي 30 بالمائة من ضوء الشمس، مما يجعلدرجة حرارة كوكب الأرض أكثر برودة. في المقابل، من المفترض أن تكون درجات الحرارةأشد حرارة مع غياب هذا النوع من السحب.
لكن، من المتوقع أن تعطل زيادة تركيز ثاني أكسيدالكربون في الغلاف الجوي تشكيل الركام الطبقي (الإسم العلمي لهذا النوع منالسحاب)، مما قد يؤدي إلى زيادة حادة في درجة حرارة سطح الأرض.
وأضاف الموقع أنه بحسب الخبير وجويل اخنباخ، فإن الغيوم تلعب دورا مهما في تشكيل المناخ.وبناء على هذا، يتحكم موقع السحب في السماء ونوعيتها وكميتها، في الحفاظ على درجاتالحرارة أو العكس.
وأفاد الموقع بأن الباحثين قرروا تبسيط المسألة منخلال صنع نماذج على سحب عملاقة في منطقة تبلغ مساحتها خمسة كيلومترات فوق المحيطفي كاليفورنيا. وفي هذه التجربة، عمد العلماء إلى زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربونفي هذا النموذج، فلاحظوا تأثيرا مذهلا. وفي مستويات تصل إلى أكثر من 1200 جزء فيالمليون من ثاني أكسيد الكربون، لم تكن السحب الركامية قادرة على التشكل في شكلطبقات وإنما زادت كثافة الغيوم.
وتجدر الإشارة إلى أنه من أجل الحفاظ على شكلالسحب الركامية، يجب أن تتوفر الحرارة في الغلاف الجوي العلوي باستمرار. ولكن، إذاارتفعت درجة حرارة الهواء بشكل كبير، يصبح الحفاظ على شكل السحب الركامية أمرا غيرممكن.
وأوضح الموقع أنه في الوقت الحالي، تبلغ مستوياتثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم 410 جزءا في المليون، بينما كانت قبل الثورةالصناعية تقدر بحوالي 280 جزءا في المليون. وعلى العموم، من الواضح أن تجاوز 1200جزء في المليون في الوقت الراهن أمر غير محتمل، إلا أن المناخ يتطور نحو هذاالاتجاه.
وأضاف الموقع أن العلماء الأمريكيين يعتقدون أنهبعد حوالي قرن من الزمن، سيزيد معدل تلوث الهواء؛ مما يعني أنه سيزيد معدل ثانيأكسيد الكربون. لكن، يعتقد أحد الموظفين المهمين في مختبر الدفع النفاث في معهدكاليفورنيا للتكنولوجيا أن التغيير التكنولوجي سيؤدي إلى تباطؤ انبعاث الكربون،لذا من المستبعد أن ترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير. لكن، في الوقت نفسه،تكشف بعض المظاهر المناخية على تغييرات خطيرة في المناخ.
وأوضح الموقع أن الوصول إلى نسبة 1200 جزء فيالمليون لتغطية السحب هي نسبة تقريبية. ونظرا لأن العديد من عناصر النموذج المناخيالذي استخدام في التجربة هو مثال مبسط، يعتقد ماثيو هوبر، عالم المناخ القديم فيجامعة بوردو، أنه من الصعب التأكد من دقة نتائج نموذج السحابة. بينما يعتقد أندروأكرمان، أن الآلية الرئيسية المقدمة في النموذج منطقية ومقنعة تماما.
وأفاد الموقع بأنه في حال كان نموذج التجربةالمذكورة، آنفا، صائبا فإن كوكب الأرض قد مر بفترة غريبة قبل حوالي 55 مليون سنة،أي في فترة ما يسمى بالعصر الباليوسيني الحراري. في ذلك الوقت، اشتدت حرارةالعالم، لدرجة أن جليد القطب الشمالي ذاب، ليصبح القطب الشمالي موطنا مناسباللتماسيح.
وبناء على هذا، تشير النماذج المناخية الحديثة إلىأن حدوث مثل هذه التغييرات المناخية تتطلب وصول مستويات ثاني أكسيد الكربون إلىحدود أربعة آلاف جزء في المليون. والمثير للاهتمام أن زيادة نسبة ثاني أكسيدالكربون قد تؤدي إلى فقدان الغيوم الطبقية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجاتالحرارة.
وفي الختام، أكد الموقع أن كل شيء يبدو مخيفا فيمايتعلق بتغييرات المناخ، خاصة ظاهرة الاحتباس الحراري وتهديدات الاحترار المناخيوتبعاته على الكوكب. لكن يجب التساؤل حول مدى الوثوق في هذه الدراسات في هذا الصددوإلى أي مدى يمكن اعتبارها مقنعة وقادرة على تحفيز البشرية على اتخاذ خطوات ملموسةتهدف إلى الحفاظ على النظام البيئي على كوكب الأرض.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مزيد من التفاصيل