تجمّع آلاف المتظاهرين، اليوم الجمعة، في وسط العاصمة الجزائرية، رافعين شعارات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وفق ما أفادت "فرانس برس".
واستمر، عند ظهر اليوم، وصول رجال ونساء رافعين العلم الجزائري أو ملتحفين به إلى ساحة البريد في قلب العاصمة، تلبية لدعوة قادة الحراك الشعبي إلى تظاهرات تحت شعار "يوم الكرامة"، والتي يُتوقع أن تكون الكبرى منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير/ شباط الماضي.
في غضون ذلك، أوقفت السلطات الجزائرية، اليوم الجمعة، رحلات قطارات العاصمة إلى جانب خدمات الترام ومترو الأنفاق، تزامناً مع التظاهرات، بحسب ما ذكرت "الأناضول".
ويأتي وقف رحلات القطارات وخدمة الترام ومترو الأنفاق بعد دعوات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو لانضمام المتظاهرين من محافظات أخرى إلى مسيرات الجزائر العاصمة.
وتعيش الجزائر منذ 22 فبراير/ شباط الماضي على وقع حراك شعبي رافض لترشح بوتفليقة (81 عاماً) الذي يحكم الجزائر منذ 1999، لولاية رئاسية خامسة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 إبريل/ نيسان المقبل.
وتوقفت خدمة مترو أنفاق الجزائر الذي يشتمل على خطين اثنين من ساحة الشهداء بوسط المدينة نحو الحراش شرقاً وعين النعجة جنوبي العاصمة.
كذ لك أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية وقف رحلات قطارات ضواحي العاصمة. وأوقفت رحلات القطار البعيدة كذلك نحو محافظات غرب وشرق البلاد.
وعكس المرات السابقة تم، يوم الخميس، تداول دعوات لحث المواطنين على القدوم من محافظات محيطة بالعاصمة للمشاركة في المظاهرات عبر شوارعها، وسط نداءات أخرى من ناشطين ببقاء كل المتظاهرين في ولاياتهم.
من جهتها، حذّرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الجزائر رعاياها من مظاهرات محتملة، اليوم الجمعة، في جل محافظات البلاد.
ودعت سفارة واشنطن، في تغريدة على حسابها الرسمي في "تويتر"، "الرعايا الأميركيين للحد من تنقلاتهم غير الضرورية وتجنّب المشاركة في المظاهرات وتفادي الحشود".
واستبَقت السلطة الجزائرية المسيرات المقررة، اليوم الجمعة، بإشهار سلاح التحذير من "الفوضى" و"الفتنة" والتدخل الخارجي، بالتوازي مع مساعٍ لتدعيم كتلتها ومنع المزيد من الانهيارات في صفوفها، وتحديداً في حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم.
ونشرت السلطة، أمس الخميس، رسالة منسوبة إلى الرئيس الجزائري، وقرأتها وزيرة الاتصالات هدى إيمان فرعون، تفيد بأنّ بوتفليقة يدعو إلى الحذر والحيطة من "اختراق هذا التعبير السلمي من قِبل أي فئة غادرةٍ داخلية أو أجنبية التي، لا سمح الله، قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، يرقد بوتفليقة بالمستشفى الجامعي في جنيف السويسرية لإجراء "فحوصات طبية روتينية"، كما قالت الرئاسة سابقاً في بيان، وسط معلومات عن تدهور وضعه الصحي اعتبرها مدير حملته عبد الغني زعلان "غير صحيحة".
وتطالب مجمل أحزاب المعارضة بتفعيل المادة 102 من الدستور التي تنص على نقل صلاحيات الرئيس إلى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لمدة 45 يوماً يليه إجراء انتخابات رئاسية مقبلة في غضون 90 يوماً.
وبعدما وجّه أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، رسالة، يوم الثلاثاء، بدت كأنها مسعى لتثبيت النظام بقوله إنّ "الجيش سيبقى ممسكاً بزمام ومقاليد إرساء" الأمن والاستقرار، عاد في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع، يوم الأربعاء، لإعلان التزام المؤسسة العسكرية "بتمكين شعبنا من ممارسة حقه وأداء واجبه الانتخابي في كنف الأمن والاستقرار"، في موقف يؤكد إصرار قائد الجيش على تأمين الاستحقاق الانتخابي الذي يُتوقع أن يوصل بوتفليقة مجدداً إلى السلطة في حال حصوله.
مزيد من التفاصيل