حفلتثورة 1919 في مصر بالعديد من المظاهر الجديدة غير المسبوقة في التاريخ العربي المعاصر،من بينها خروج المرأة المصرية للمرة الأولى في مظاهرات للشوارع.
وشاركتالنساء للمرة الأولى بشكل كبير في الاحتجاجات التي اندلعت في العديد من المدن المصرية؛للمطالبة بالاستقلال عن بريطانيا.
وكانللمرأة المصرية دور مهم في تظاهرات ثورة 1919، عندما خرجت رافعة اللافتات، وأطلقت الهتافاتضد الاحتلال الإنجليزي وسلوك جيشه العدواني ضد المصريين.
كانمن بينهن شخصيات بارزات، مثل صفية مصطفي فهمي، ولقبت بـ"أم المصريين " لنضالهاالوطني، وكانت أمًا لكل المصريين؛ حيث عملت على زيادة الحماس والجرأة لدى المرأة المصريةللنزول والمشاركة في الثورة.
قائداتوشهيدات
كمابرزت أسماء كبيرة مثل صفية زغلول، شقيقة سعد زغلول، وقادت المظاهرات النسائية، ونورالهدى محمد سلطان (هدى شعراوي)، وزينب محمد مراد، إحدى رائدات الحركة النسائية التيشاركت في تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية ضد الاحتلال الإنجليزي
كمادفعت بعضهن حياتها ثمنا لمناهضة الاحتلال، مثل حميدة خليل التي استشهدت برصاص الإنجليزأمام مسجد الإمام الحسين أثناء قيادتها مظاهرة نسائية من حي الجمالية في 16 آذار/ مارس1919.
وكذلكشفيقة محمد التي استشهدت برصاصات في صدرها وبطنها، أمام مقر المعتمد البريطاني آنذاك"ملن سيتهام"، وهي تحمل العلم المصري في يدها، وبيان الاحتجاج في اليد الأخرى.
نضالسابق على 1919
ترىالكاتبة الصحفية، فاطمة عبد الرؤوف أنه من المغالطات التاريخية القول بأن النضال السياسيللمرأة المصرية بدأ من مشاركتها في ثورة 1919، "فالحقيقة أنها شاركت في الدفاععن بلدها إبان الحملة الفرنسية؛ بإلقاء الماء والزيت المغلي من فوق أسطح البيوت علىجنود الاحتلال، وهو الأمر الذي تكرر مع حملة فريزر (البريطانية)" تقول عبدالرؤوف.
وتضيف في حديثها لـ"عربي21" أن المرأة المصرية "شاركت فيالجمعيات السرية التي كانت بمثابة التمهيد للثورة العرابية كجمعية حلوان، وحركة مصرالفتاة، حيث قامت النساء بتوزيع ما يقارب منعشرين ألف منشور، وتولين عملية نقل الأنباء بطريقة سرية، كما كان أول تواجد للنساءفي مظاهرة عامة في تلك المظاهرة التي قام بها الحزب الوطني في 22 كانون الثاني/ يناير1914".
وشددتأنه لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي قامت به المرأة المصرية إبان ثورة 1919 "والذيلم يكن حكرا على نساء الطبقة المخملية من زوجات الزعماء والبشوات، حيث أن أول شهيدةمصرية هي حميدة خليل، كانت إمرأة من عامة الشعب، وقامت طالبات مدرسة السنية بدور بالغالأهمية من خلال تلك الخطب الحماسية التي ألهبت مشاعر الجماهير بل إن معظم شهيدات ثورة1919 كن من الأقاليم".
وأردفت:"خرجت النساء في 16 آذار/ مارس بكل وقار، وكان عددهن يقارب الـ300 إمرأة، ولكنتأثريهن فاق هذا العدد بكثير؛ فلأول مرة تتواجد النساء في الشارع بشكل علني وبهذه الكثافة،ودون تواجد الرجال، وواجهن الجنود بشجاعة منقطعة النظير، وهو ما قامت به المرأة المصريةمرة أخرى إبان ثورة 25 يناير، وأثر تواجدها بشكل لا يمكن إغفاله، فهي الرقم الصعب والثقيلفي معادلة حرية بلدها واستقلاله".
امتدادنضال المرأة المصرية
ويعتقدرئيس الدائرة المصرية بمركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إسلام الغمري أنالتاريخ القديم والحديث سجل دورا بارزاً للمرأة المصرية، وقد برز ذلك جلياً في مشاركةالمرأة المصرية في ثورة،1919 فطالبت باستقلال البلاد، وقد دفع العديد منهم ثمن ذلكبأرواحهن لينلن بذلك شرف الشهادة.
ويضيفلـ"عربي21": "لم يقل دور المرأة عن دور الرجل في ثورة 25 يناير بدءاًمن اندلاعها في 2011 ومروراً بكل جولاتها قبل الانقلاب العسكري وبعده وحتى الآن، حيثشاركت في كل الميادين والساحات وقدمن ضريبة عالية؛ حيث ارتقت بعضهن شهداء واعتقل العديدمنهن ولايزال العشرات منهن يقبعن في سجون سلطة الثورة المضادة".
اقرأ ايضا: كيف ساهم المثقفون المصريون في إنجاح ثورة 1919 وإفشال 2011؟
مزيد من التفاصيل