القتل في الزمن الرقمي - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    الماسونية - نشأتها وخفاياها
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : Veronaoqr)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    القتل في الزمن الرقمي


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 17th March 2019, 04:30 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new القتل في الزمن الرقمي

    أنا : المستشار الصحفى








    • أتجنب دوماً مشاهدة تسجيلات مصوّرة لجرائم دموية لأسباب عديدة، أولها أن المُشاهَدة تعذيبٌ ذاتي عديمُ الجدوى، فلا هي تعيد الضحايا إلى الحياة، ولا هي تخفف وجعَ أحبائهم، وكل ما تفعله هو توسيعُ دائرةِ الألم، وتعميقُ حُرقة المرارة. وثانيها أن دمَ الإنسان واحد، وأن في الجريمة الأولى التي تشاهدها خلاصة لكل الجرائم، وأنه منذ أن قتل قابيلُ أخاه، لا جديد في مشهد الدم السائح على الأرض. كل جريمة قتلٍ هي، بمعنى ما، إعادة تمثيلٍ لجريمةٍ سابقة، وبعد أن تشاهدَ واحدةً فقد رأيت عملياً كل شيء. ولذلك ربما ورد النص الديني الشهير؛ أنه من قتل نفساً بغير حق، فكأنما قتل الناس جميعاً. الوقوف على الجرائم وتفاصيلها أمرٌ مهم في رسم موقف الإنسان مما يجري. لكن، ولسببٍ خاص بنا، نحن السلالة البشرية، يملك التصوير البصري وقعاً نفسياً لا يقف عند التضامن مع الضحية ومعاداة الجاني، فيتجاوزها صوب تشنجٍ عام، وشهوةٍ ثأريةٍ لا تخدم غالباً، وفي النهاية، إلا الجانيَ نفسَه.
    • على الرغم مما تقدّم، فقد فعلتُ ما فعله كثيرون صبيحة أول من أمس الجمعة، وشاهدتُ، بملء إرادتي، تصوير المذبحة التي حصلت بحقّ المصلين في نيوزيلندا. ما من سبب غلب تحفّظي المعهود هنا سوى أن في الأمر غرابةً، تتضمن تصوير المأساة على الهواء مباشرةً، وبترتيبٍ وتدبير من القاتل نفسِه. وقد استوقفتني عدة أمورٍ في هذه المشهدية المأساوية، وأعتذر سلفاً عما سيبدو في وصفها من تبلدٍ انفعالي، لكنه تبلدٌ شكلِيّ في حضرة تبلد دموي لمن قام بالفعل نفسه. أول ما لفتني في المذبحة الدموية أنها لم تكن دمويةً على الإطلاق؛ أن مشهد الدم يكاد يكون غائباً فيها. وثانيها أن التصوير رديء الجودة. وثالثها أن ملامح الضحايا كان من الصعب تمييزها. وما فعلته هذه العناصر مجتمعةً أنها زادت من برود الجريمة، وكانت بذلك توثيقاً لبشاعة الفاعل، وتصحّره الإنساني، أكثر من كونها شهادةً على فاجعة الضحية وألم لحظاتها الأخيرة.
    • لا جديد في دموية الإنسان ولا وحشيته، ولا مفاجأة في الطريقة التي يخلع فيها كائن بشري إزار بشريته، ويُطلق حيواناً مِن داخله، يفوق في حيوانيته مملكة الحيوان بأسرها. لا جديد في أيٍّ من هذا. الجديد هذه العروة الناشئة بين التقنية الرقمية وهمجية مخترِع التقنية. الجديد المدهش هو النحو الذي تستنهض فيه تقنية شديدة التقدم غرائز شديدة البدائية. إن تقديس الآلة، وترويجها بوصفها علامة تحضّرٍ كثيراً ما يُعمي الناس عن لعنة مختبئة فيها؛ أنها تمنح جبروتاً للإنسان، يضعه على حافّة إنسانيته، ويغريه طوال الوقت بالقفز. ثنائية السيد والعبد في علاقة الإنسان بالآلة أسهل الثنائيات انقلاباً، خصوصاً أنها تمنح الإنسان وهماً فادحاً بالقوة، وكل وهمٍ من هذا النوع إيذانٌ مستترٌ بكارثةٍ موشِكة. لقد أنفق الجاني، في هذا المثال، وقتاً سخياً في تجهيز نفسه تقنياً للجريمة. وصفٌ رقميٌ للدوافع والعقيدة. تحميلٌ لبيان المجزرة على شبكات التواصل. برمجيةٌ للتصوير. حسابٌ يسمح بالبث المباشر. والأهم من هذا كله ترتيب الجريمة نفسِها على النحو الذي يناسب التقنية، ويسمح باستخدامها بأقصى طاقاتها.
    • كثيرون رأوا في ما جرى محاكاةً لألعاب الحاسوب الشهيرة، والتي يُعطَى فيها اللاعب ذخيرةً برمجيةً متوهّمة، وسلاحاً حاسوبياً مخترَعاً ليَقتل وحوشاً مرسومة، ويُبيدَ آلافاً من الناس الذين ليسوا ناساً، لأنهم فريةٌ من خيال المبرمِج. لكن الأمر في الواقع مخيفٌ أكثر من ذلك، لأن ما جرى لم يكن محاولةً لتقليد خيالٍ حاسوبي وحسب، بل كان عكسَ ذلك أيضاً؛ حيث الخيال البرمجي كان نبوءةً عن الواقع، وكأن كل تلك الألعاب المحوسبة القديمة التي تكون فيه جودة الصورة رديئةً، ولا ترى فيها من القاتل إلا سلاحه، ولا تسمع فيها إلا صياح الموتى، كانت كلها تَرجُمُ بزمنٍ قادمٍ سيجعلُ منها حقيقةً. وما هو لافتٌ في النحو الذي تحققت فيه هذه النبوءة الدموية أنها لم تتحقق على الأرض مباشرةً، وإنما مهّدت لنفسها عبر تحويل الشاشات والحواسيب نوافذ موحّدة للبشر على عالمهم، لتستطيع، في النهاية، أن تُخرِج لهم الصورة بالنحو البارد والمريعِ الذي تريد. لم يكن القاتل مضطراً لأن يكون مهووساً بهذه الألعاب الرقمية، أو مدمناً عليها. التقنية القائمة اليوم، بذاتها ومن تلقاء نفسها، ترسم ملامح الجريمة الممكنة، وتطبعها بدمغتها.
    • تنبأ كُتّابٌ كثرٌ في الماضي بخطورة زمنٍ تقني كزماننا، وكُتبت في الأمر رواياتٌ ودراسات، اقترب بعضها مما انتهينا إليه، وبعضها ابتعد، لكن المؤكد أن ما نراه اليوم من ولعٍ بتصوير الجريمة، وتوثيقٍ رقميٍّ للهمجية، ليس مجرد ابتزازٍ وسوء استخدام لتقنية مسالِمةٍ بطبعها. هناك كابوسٌ كامنٌ في هذه الماكينة التقنية الهائلة، ويبدو أن الصعود المتسارع لليمين الكارهِ كلِّ ما سِواه في العالم، وتقاطعه مع التقنية المتاحة في هذا المفصل الزمني، بدأ يشدّ الكابوسَ من مهجعه، ويُخرجُ أسوأ ما في الإنسان والآلة سوياً.









    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : القتل في الزمن الرقمي     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة جديدة للشؤون... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 25th April 2024 06:45 PM
    3 أسباب وراء العودة القوية لنادي مولودية الجزائر... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 25th April 2024 06:45 PM
    روسيا: بوتين يؤكد خفض سعر الفائدة... والمركزي... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 25th April 2024 06:45 PM
    اكتشاف قنبلة من الحرب العالمية الثانية قرب ملعب... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 25th April 2024 06:45 PM
    "الإدارة الذاتية" تسلّم عائلات من "داعش" إلى... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 25th April 2024 06:45 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)



    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]