أكدت صحيفة إسرائيلية، أنه لا يمكن للجيش الإسرائيليالمجهز بأحدث التقنيات، أن ينتصر على حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة،مؤكدة أنه لا يوجد زعيم إسرائيلي حقيقي يمكن أن يعترف للجمهور الإسرائيلي بهذاالأمر.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فيمقال افتتاحي كتبه عوديد شالوم: "خسارة، إلى الآن وفي زمن الحملاتالانتخابية، لم ينهض أحد من المتنافسين ليقول الحقيقة، بأن حماس في غزة لا يمكنالانتصار عليها".
وأوضحت أن الحديث "يدور عن حركة تتخلف عنا فيكل مقياس عسكري، وبشكل عملي لا يوجد أي مجال للمقارنة على الإطلاق، فالجيشالاسرائيلي مزود بالتكنولوجيا الأكثر حداثة وتطورا، وقوات الجو والبر والبحر عندنايمكنها أن تمطر نارا دقيقة وفتاكة وتدمر حتى كل القطاع، ويمكن عمل ذلك من بعيد،بضغطة زر".
ومع هذا فإنه "ما زلنا، لا يمكننا الانتصار علىحماس، وهذه هي الحقيقة"، بحسب الصحيفة التي نوهت إلى أن "الفيتكونغ(حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت بين عامي 1954 و1976) انتظروا الأمريكان فيالأدغال بفيتنام، وعلى مدى السنين دفع البنتاغون بالمزيد والمزيد من القوات لميدانالمعركة، وهذا لم يجد نفعا للانتصار".
وأضافت أن "الفيتكونغ انغرسوا بين السكان،واستغلوا ظروف الأرض (الأنفاق) في صالحهم، ولكنهم أولا وقبل كل شيء قاتلوا في سبيلبيتهم وأيديولوجيتهم وفي سبيل حياتهم"، لافتا إلى أنه من الواجب على ساسةإسرائيل الذين يتحدثون عن غزة، أن يشاهدوا مسلسل "حرب فيتنام".
اقرأ أيضا: الوفد المصري يغادر غزة لاستلام "خرائط زمنية" من الاحتلال
ورأت "يديعوت"، أن "الدخول إلىالقطاع يشبه الدخول إلى أدغال فيتنام"، مؤكدة أن "تفوق الجيش الإسرائيليسيختفي في عقدة الأنفاق التي حفرتها حماس"، مضيفا أن "حماس لن ترفعالراية البيضاء، وقد تطلب وقفا للنار بعد فترة قصيرة، أما إسرائيل التي ستتعرضلهجمة صواريخ لا تنقطع، وخسائر في الأرواح والممتلكات، فستوافق".
ونوهت إلى أن "الانطباع يؤخذ بأن رئيس الحكومةبنيامين نتنياهو، الذي يتصرف بحذر باستخدام القوة في القطاع، يفهم هذا جيدا، ويقالفي صالحه أنه الوحيد من بين كل خصومه السياسيين الذي لا يعنى بسيناريوهات هاذيةعلى نمط: دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر".
وتابعت: "لكن من جهة أخرى، ليس لديه الشجاعةللقيام بعمل قيادي ويقول الحقيقة مثل أرئيل شارون (رئيس وزراء إسرائيلي أسبق) فيحينه، الذي وضع خطة فك الارتباط وجند بقيادته الرأي العام"، مضيفة أن "فكالارتباط كان في نهاية المطاف، خطة غير ناضجة دون أفق استراتيجي".
وذكرت أن "من الخير أننا خرجنا من القطاع،والخسارة أن هذه الخطوة تمت دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية"، منوهة إلى أنه"ينبغي على زعيم شجاع، أن ينهض ويقول للجمهور الإسرائيلي إنه لا يمكنالانتصار على غزة، ولا يمكن الانتصار على مطلقي البالونات والطائرات الورقية، ولايمكن الانتصار على مقاتلين يختبئون في متاهات الأنفاق".
وأكدت الصحيفة أن "حركة حماس تريد أنتحكم، ومعها يجب الحديث، لا بحقائب المالبل من خلال مصر ودول الخليج، وأن علينا أن نعطيها المجال للتنفس، والوصول إلىتوافق على تهدئة لفترة تمتد إلى سنين، ونسمح للقطاع بأن يبني نفسه، ببنى تحتية ومشاريعصناعية واقتصاد".
اقرأ أيضا: 5 شهداء في "مليونية الأرض" بغزة وسط حشود كبيرة (شاهد)
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "لم نصل إلى سلاممع حماس، ولكن يمكن أن نعيش إلى جانبها"، مبينة أن "ميزان الرعب سيكونمتبادلا مثلما مع حزب الله، وهذا هو مصيرنا في هذه الحارة، وإلى الأبد سنعيش علىحرابنا وجيشنا سيواصل التزود بالسلاح وبناء قوته، وهذه القبضة الساحقة لن تضعف،وهي إلى الأبد ستكون جاهزة لأن توجه ضربة موت لأعدائنا".
ولكن "غزة، كما يجب أن نقول باستقامة، لن ننتصرعليها، سنضربهم، نهدم، ندمر، نقتل، ولكننا لن نعود إلى أزقتهم"، بحسب الصحيفةالتي نبهت إلى أن "كل ذي عقل يفهم هذا، ولكن لا أحد يوجه نظره إلى الجمهور ويقولهذه الحقيقة البسيطة، لأنه في هذه اللحظة لا يبدو أن لدينا زعيما حقيقيا"،على حد قول الصحيفة.
مزيد من التفاصيل