كشف قيادي بارز في الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، تفاصيل جديدة وعن آخر التطورات السياسية فيما يتعلق بتفاهمات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح القيادي الفلسطيني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "العديد من الوفود جاءت لغزة خلال الأيام الماضية، بغرض استكشاف الوضع العام في القطاع، ودراسة الاحتياجات التي يمكن أن تكون ذات أولوية لإنجازها الآن".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هذه الوفود اطلعت أيضا على عمق المأساة التي يعيشها قطاع غزة نتيجة الحصار وقطع رواتب أعداد كبيرة من الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية برام الله"، ووصل غزة خلال الأيام الماضية، الوفد المصري، ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، إضافة لوفد كبير من الاتحاد الأوروبي صل غزة أمس.
وأكد أن "الأزمات الخانقة التي تعصف بالقطاع المحاصر، لم تكن لتحرك العالم لولا مسيرات العودة وكسر الحصار، التي قرعت جدران الصمت وقضت مضاجع العالم وشكلت حالة ضغط كبيرة على مواقع صنع القرار".
وحول التفاهمات التي يجري التفاوض بشأنها مع الاحتلال عبر الوسطاء وخاصة الوفد المصري، نبه أن هذه "التفاهمات تتعلق بالجوانب الإنسانية في القطاع وهي ليست ذات بعد سياسي، ولن تكون على حساب المصالحة الفلسطينية ذات الأولوية، علما أن العمل على تحقيقها لن يتوقف"، منوها إلى أن الفصائل الفلسطينية بغزة "ذهبت لهذه التفاهمات في ظل دعم عربي تقوده مصر؛ وهي الفاعل الرئيسي لكل ما جرى".
وبين أن "هذه تفاهمات الضرورة، التي فرضت بسبب تأخر المصالحة وما اتخذته السلطة من عقوبات تسبب بتفاقم أزمات القطاع"، مضيفا: "فلا يعقل أن يموت الناس مرضا وجوعا وحصارا".
وبين أنه "يمكن حصر التفاهمات فيما يلي؛ توسيع مساحة الصيد، إعادة تشغيل قطاعي الصناعة والزراعة، مضاعفة حركة التجارة (الاستيراد والتصدير) من خلال تشغيل المعابر".
المشاريع
وتابع: "إضافة إلى إعادة تأهيل المناطق الصناعية والأراضي الزراعية، خلق فرص عمل جديدة للشباب في البلديات والصحة والتعليم، إقامة مشاريع خاصة بالبنية التحتية وحل مشكلة الكهرباء".
ونفى القيادي تأجيل بعض التفاهمات لما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وقال: "لا يوجد تفاهمات مؤجلة لما بعد الانتخابات، لكننا نتحدث عن برامج بعضها يتطلب وقتا زمنيا لإنجازها مثل؛ المناطق الصناعية وتشغيل المصانع وتأهيل الأراضي الزراعية وأيضا الصيد".
وأشار إلى أن "العديد من قوارب ومراكب الصيد الموجودة في القطاع غزة، ليست مؤهلة للعمل في مسافة الـ 15 ميل بحري، ولذلك هناك مشروعات تتطلب تأهيل معدات الصيادين".
اقرأ أيضا: حماس تكشف عن تعهدات دولية لإنشاء محطة لتحلية مياه البحر
ونوه إلى أن "الحديث فيما يخص التأهيل الصناعي والزراعي، فرض على الاحتلال إدخال المواد اللازمة لإعادة التأهيل، وهذا يعني كسر موانع فرضها الاحتلال على دخول العديد من المعدات بدعوى الاستخدام المزدوج".
ومن بين التفاهمات، "الإصرار على رفع القيود المفروضة على الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، كاشفا أن الفصائل الفلسطينية "تلقت وعودا مصرية بمتابعته"، بحسب عضو الهيئة.
وذكر أن "هناك العديد من الأمور ضمن التفاهمات، تتطلب دعم وتمويل من الجهات المانحة؛ سواء كانت عربية أو دولية،
ولهذا نحن ننظر بأمل كبير لأشقائنا العرب، أن يكون لهم دور فاعل في تمويل المشاريع الحيوية في القطاع، وخاصة في مجالات الزراعة والصناعة".
ونبه إلى أهمية إعادة تأهيل قطاعي الزراعة والصناعة، ولذلك "لإمكانية استيعابهم ما يزيد عن 50 ألف فرصة عمل، مما يساهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني"،
الضمانات
وبشأن وجود ضمانات دولية أو عربية لإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه، ذكر القيادي في حديثه لـ"عربي21"، أن "هناك ضمانات يقف على رأسها الشعب الفلسطيني، الذي يمكن أن يفاجئ العدو في أي لحظة يماطل فيها أو يتملص".
وأما "الضامن الثاني مصر، وهي دولة كبيرة لها وزنها وتأثيرها، ولن تسمح باستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، كما أكد ذلك رئيس وقادة جهاز المخابرات العامة المصرية الذين يتابعون سير عملية التنفيذ، إضافة إلى الأمم المتحدة أيضا، وهي ضامن للتنفيذ كونها تشرف على العديد من البرامج".
وردا على سؤال حول تواصل إطلاق البالونات الحارقة وفعاليات وحدة "الارباك الليلي"، أكد عضو الهيئة، أن "مسيرات العودة مستمرة ولن تتوقف، ومن الطبيعي أن المسيرات تتصاعد وتيرتها وتنخفض وفق سياسة تقررها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، في ضوء ما تراه يتناسب وتحقيق الأهداف المرحلية التي وضعتها لهذه المسيرات الشعبية".
وذكر أن "من بين الأهداف المرحلية، تخفيف المعاناة وإنهاء الحصار عن القطاع، ولذلك هناك قرار بتجميد بعض الأدوات التي جرى وصفها بـ"الأدوات الخشنة"، فيما ستستمر المسيرات بطابعها الشعبي السلمي".
اقرأ أيضا: قيادي بحماس يكشف عما حمله الوفد الأمني المصري لغزة
وبخصوص علاقة تلك التفاهمات بالخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي تهدف بحسب مراقبين، إلى تصفية القضية الفلسطينية، قال: "نحن لسنا خائفين من صفقة القرن، ولن تكون خطواتنا الهادفة لإنهاء الحصار قبولا بتلك الصفقة التي يرفضها المجموع الوطني".
و بشأن موعد دخول المنحة القطري، "هل ستدخل قبل الانتخابات الإسرائيلية أم بعدها؟"، أكد أن "قطر تواصل تقيم الدعم، وهي من أكثر الدول تفاعلا مع دعواتنا و مناشداتنا"، مضيفا: " الأخوة في دولة قطر يتحركون، وقد وعدوا بالقيام بأي جهد للتخفيف عن غزة".
ولفت أن "قطر ستتحمل أعباء كثيرة في تنفيذ مشاريع الكهرباء والإغاثة ودعم الأسر الفقيرة، وهذه مشاريع قائمة ومستمرة وغير مرهونة بسقف الانتخابات الصهيونية، ونحن نشكرهم على ما يؤدونه".
مزيد من التفاصيل