تؤدي الإصابة بهشاشة العظام لضعفها، بالتالي يمكن أنيسبب السقوط أو أي ضغط خفيف مثل الانحناء حدوث كسر في العظام، الذي غالبا ما يحدثفي الورك والرسغ والعمود الفقري.
أسباب هشاشة العظام
وبحسب أخصائي جراحة العظام والمفاصل عبد الله سلام، يُعدّ مرض هشاشة العظام مرضا صامتا، ويُكتشف عادة إذا حصلت كسور أو تقوس في الظهر.
وتابع سلام في حديث لـ"عربي21" بأن مرض هشاشةالعظام ينقسم لنوعين "أولي وثانوي"، الثانوي يأتي نتيجة لأمراض معينة مثلالكلى والكبد أو الروماتيزم أو مرض التصلب اللويحي أو نقص فيتامين "سي"أو أمراض الغدة الدرقية، أو التعرض للكرتيزون أو الكحول أو التدخين أو سوءالامتصاص من الأمعاء.
أما النوع الأولي، فيحدث عند النساء بعد انقطاع الطمث، وتحديدا من سن 50-55 سنة، حيث تبدأ كثافة العظم تقل نتيجة للاختلال الهرموني الذي يحدثعندهن. أما عند الرجال، فيبدأ من سن 70، حيث يبدأ الرجل بخسارة العظم بدلا من بنائه.
وأشار سلام إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشةالعظام من الرجال بنسبة 4 إلى 1، والسبب هو انقطاع الدورة الشهرية والاختلاف الهرمونيالذي يحدث فجأة بعد انقطاع الطمث فيؤدي لحدوث هشاشة عظام تدريجية، حيث يتوقف بناءالعظام عندهن.
التشخيص
وأوضح سلام أن تشخيص المرض يتم عن عبر النظر للسيرة المرضيةللمريض، ومعرفة ما إذا كان هناك أحد في عائلته مصاب بالمرض ذاته، أو إذا أخذ هو أدوية معينة، أو أنه مصاب بالأمراض المسببة لهشاشة العظام.
أما النساء، فيتم تشخيص المرض عندهن عبر معرفة متى بدأت دورتهنالشهرية وهن صغيرات، ومتى انقطعت، فهذه الأمور تساعد في تشخيص المرض، إضافة للفحص السريري،حيث يمكن أن يكون عند المريض تقوس بالظهر أو كسور معينة، مثلا كسر عمق الفخذ أو كسرأسفل عظمة الكعبرة أو كسر فقرات الظهر.
وأشار سلام إلى أن هذه الأمور تُعدّ مؤشرا بأن المريض عندههشاشة عظام، وأيضا يمكن الكشف عنه عبر صورة الشعاع العادية، التي إذا أظهرت بأن كثافةالعظام قليلة بمناطق معينة فيدل ذلك على وجود مرض هشاشة العظام.
الوقاية
وحول طرق الوقاية، قال سلام: "نقوم أولا بإعطاءالرجال والنساء بعد سن 40-50، الذين لديهم ما يسمى لين عظام أو هشاشة مبكرة،نعطيهم كالسيوم وفيتامين د، مع الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، هذا يمكن أن يقيهممن هذا المرض".
وأضاف: "أيضا يجب الحفاظ على كتلة العظام قبل سن 35،ويبدأ ذلك من الطفولة، وكلما بدأنا ببناء العظام في مرحلة الطفولة والشباب، ساعد ذلك في منع هشاشة العظم".
وأوضح سلام أن "المحافظة على كتلة العظم يتم عبرالغذاء الصحي المتوازن، الذي يشمل الكالسيوم وفيتامين د والبروتينات الجيدة،إضافة لبعض العناصر الغذائية التي تساعد في حماية صحة العظام بشكل أساسي".
وأكد أن أهم عامل وقاية ضد هذا المرض هو "ممارسةالرياضة بانتظام منذ الطفولة حتى سن الأربعين، حتى يتم تكوين كتلة عظم جيدة، بحيث إذاحصل هدم في العظم تساعدنا هذه الكتلة في عدم الوصول لمرحلة هشاشة العظم".
وأكمل: "تساعد الرياضة ببناء كتلة العظم، حيث تعمل علىبناء الكلس وكتلة العظم بشكل جيد، فتجدها أقوى وأكثر عند الشخص الرياضي من الشخص غيرالرياضي".
ونصح سلام المرأة حينما تصل لسن 40-45، الذي يتوقف فيهنمو العظام، بأخذ مكملات الكالسيوم وفيتامين د، وأيضا التركيز على ممارسة الرياضة، والمشي، وعدم ممارسة الرياضات العنيفة.
نظام غذائي متوازن
من جهتها، أشارت اختصاصية التغذية نجوى حمد إلى "ضرورةاتباع نظام صحي ومتوازن، ويحتوي على عنصرين مهمين لنمو وبناء العظام، وهماالكالسيوم وفيتامين د"، بحسب قولها.
وتابعت نجوى في حديث لـ"عربي21": "الحصولعلى قدر كاف من الكالسيوم يساعد على بناء العظام، ويحافظ على قوتها، وهو موجود فيالحليب ومشتقات الألبان وأسماك السردين والسلمون والبروكلي والخضار والورقية، والأطعمةالمدعمة بالكالسيوم كعصير البرتقال والخبز وحبوب الإفطار المدعمة، والبذور مثل السمسموبذور الشيا".
وأكدت على ضرورة استشارة اختصاصي التغذية؛ لمعرفة الكميةالأنسب من هذه الأطعمة التي يحتاجها الإنسان يوميا، مضيفة: "لو لم يتم أخذ الاحتياجاتاليومية سيؤدي ذلك لنقص في مستويات كالسيوم الدم، وبالتالي سيقل أيضا من العظام، وتقلكثافة النسيج العظمي وكتلته، ويسبب الهشاشة".
ونصحت من يعانون من "عدم تحمل اللاكتوز"بأن يستبدلوا بالحليب الحيواني حليب الصويا، إضافة لتناول التين المجفف والمكسرات مثلاللوز.
وأردفت: "يجب أن يأخذ الإنسان الكمية المناسبة منفيتامين د، فهو مسؤول عن ربط الكالسيوم والفسفور في العظم، ونقصه قد يؤدي لهشاشةالعظام".
وأشارت إلى "ضرورة تناول المواد التي تحتوي على هذاالفيتامين، وهي: المأكولات البحرية مثل السلمون والتونة والروبيان والرنجة والسردينوزيت كبد الحوت، وصفار البيض، والمشروم، والحليب البقري وحليب الصويا المدعم بفيتاميند، والشوفان المدعم بفيتامين د".
وحذرت من الإفراط في "شرب المشروبات الغازية، فهيتجعل الجسم حمضيا، وحين يحاول الجسم أن يعود قاعديا يؤدي ذلك لخروج الكالسيوم منالعظم، وأيضا تحتوي المشروبات الغازية على الكافيين الذي يزيد من كمية الكالسيوم المطروحفي البول، بالتالي يتسبب بخسارة العظام لعنصر مهم جدا لعملية بنائها"، بحسبقولها.


مزيد من التفاصيل