أنهتالكتل الطلابية في جامعة بيرزيت استعداداتها لخوض انتخابات مجلس الطلبة في الجامعةالمقرر إجراؤها في 17 من الشهر الجاري.
وتتنافسخمس كتل طلابية على مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة البالغ عددها 51 مقعدا، وهي كتلة الوفاءالإسلامية التي تمثل حركة حماس، وكتلة الشهيد ياسر عرفات ممثلة بحركة فتح، إضافة إلىمنافسة من كتل حزب الشعب والجبهتين الشعبية والديمقراطية.
ومنالمقرر أن تجرى الدعاية الانتخابية للكتل المتنافسة يوم الإثنين حيث تعرض الكتل الطلابيةبرامجها الانتخابية للطلبة، على أن تجرى المناظرة الطلابية الثلاثاء القادم، والتيعادة ما تحظى بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية.
كماتحظى انتخابات جامعة بيرزيت باهتمام رسمي وشعبي، نظرا لما تمثله الجامعة من رمزية علىمستوى الجامعات الفلسطينية، فهي من جهة تقع بالقرب من مدينة رام الله معقل السلطة الفلسطينيةوهو ما ساهم في تحويلها لمركز جذب للطلبة عن بقية مناطق الضفة الغربية والقدس.
وتشيرالوقائع الحالية إلى اهتمام واضح من قبل الأطراف المتنافسة خصوصا من حركتي حماس وفتحبالفوز بمقاعد المجلس الحالي، فمن جهة تسعى حماس للفوز بانتخابات الجامعة للعام الخامسعلى التوالي والثانية عشر في تاريخ مشاركتها، وهذا ما بدا جليا في تخصيص نائب رئيسالمكتب السياسي للحركة صالح العاروري كلمة خاصة في مهرجان مصغر عقدته الكتلة الإسلاميةفي الجامعة قبل أيام.
أماحركة فتح من جانبها فتسعى لكسر هيمنة حماس على مجلس طلبة الجامعة، خصوصا وأنها اكتسحتقبل أيام انتخابات جامعة الخليل بالفوز بـ30 مقعدا مقابل 11 للكتلة الإسلامية.
"ملاحقةأمنية"
وللتعرفعلى الاستعدادات الجارية للانتخابات الحالية، يشير المنسق السابق للكتلة الإسلاميةفي جامعة بيرزيت، إبراهيم جاك، أن "أنصار الكتلة الإسلامية رغم كل المعيقات وحملاتالاعتقال التي تواجههم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة، إلا أن صوتهمما زال مسموعا في أوساط الطلبة"، مؤكدا أن "مثل هذه الحوادث لم تثن طلبةالجامعة من انتخاب من يرون برنامجه الانتخابي هو الأفضل".
وأضافجاك لـ"عربي21": "تنبع قوة الكتلة الإسلامية في الجامعة إلى إيمان الطلبةبفكرة ورسالة الكتلة، لأننا نقف في صف واحد أمام كل القوى ولا نفرق بين أحد بناء علىانتمائهم السياسي أو الديني، وهذا ما بدا جليا في تصويت الكثير من الطلبة المسيحيينللكتلة في الدورات السابقة".
تعتبرجامعة بيرزيت ذات رمزية خاصة بالنسبة للفلسطينيين، فهي أقدم مؤسسة أكاديمية فلسطينيةتأسست كمدرسة في العام 1924، ثم ارتقت إلى كلية، وأخيرا إلى جامعة في العام 1961، ويبلغعدد طلبتها 12 ألف طالب وطالبة.
مؤشرلرأي الشارع
وبذلكيرى محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، غسان الخطيب، أن "سر الاهتمام الكبيرفي انتخابات الجامعة يكمن في كونها المؤسسة الوحيدة في فلسطين التي تجرى فيها انتخاباتديمقراطية يشارك بها الجميع في كل عام، وهذه الميزة قلما تجدها في جامعات أخرى".
ويضيفالخطيب لـ"عربي21": "لذلك ينظر لانتخابات الجامعة كمؤشر على موازينالقوى السياسية في فلسطين"؛ ويستدرك ولكن "هذا الافتراض قد لا يكون دقيقابنسبة كاملة، لأن العينة التي تختار ممثليهم هم من فئة الشباب التي تتراوح أعمارهمبين 20 إلى 30، وهذا لا ينطبق بشكل كامل على باقي أفراد المجتمع بسبب اختلاف توجهاتهمونظرتهم للواقع".
في حينيشير الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم إلى أن "انتخابات جامعة بيرزيت تمثللحماس ميزانا حقيقيا لشعبيتها في الضفة الغربية، خصوصا وأنها المكان الوحيد التي ترفعفيه أعلام الحركة، وهذا يحسب للجامعة كونها توفر أجواء من الديمقراطية قد تكون معدومةفي مناطق أخرى".
وأضافقاسم لـ"عربي21" أن هذه الانتخابات "تعكس رأي الشارع تجاه سياسات السلطةوحركة فتح، وهذا ما بدا جليا في خسارتها لأربع دورات متتالية، خصوصا عندما تقترن هذهالخسارة بنتائج مشابهة لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر ارتفاع نقمة الشارع علىسياسات السلطة وحركة فتح".
مزيد من التفاصيل