هاجم قائد شرطة محافظة المهرة السابق، اللواء أحمد قحطان، السعوديةواتهمها بالعمل على تقويض الشرعية وسلطتها في المحافظة الواقعة أقصى شرق اليمن.
وقال اللواء قحطان في تصرح خاص لـ"عربي21" إن السعوديةوحلفاءها يعيثون فسادا في محافظة المهرة، سعيا في تقويض الشرعية وسلطتها التي يتمسكبها أبناء هذه المحافظة.
وأضاف أن محافظ المهرة المدعوم من الرياض، راجح باكريت، حاول القيامبما وصفها "مسرحية" بزعمه أن موكبه تعرض لإطلاق نار من قبل أفراد نقطة"اللبيب" التابعة للشرطة في مديرية شحن شمال شرق المهرة بهدف إيجاد مبررللسيطرة عليها.
وتابع قحطان: "ما حدث أن باكريت قدم إلى النقطة الأمنية دونأن يبلغ أفرادها بأن موكبه سيمر منها، لكن عندما حاول العناصر الأمنية بالنقطة إيقافرتل المركبات، تجاوزها المحافظ ولم يتوقف، وهو ما دفع بأحد أفراد الحاجز الأمني بإطلاقأعيرة نارية في الهواء، بهدف إيقاف الموكب".
مضيفا: "لكن ما حدث هو العكس، فبدل أن يوقف المحافظ المواليللسعودية موكبه، فتحت قوات الحماية التابعة له النار على الجنود في الحاجز الأمني".
واستغرب قائد شرطة المهرة السابق، من قيام حراسة المحافظ باكريتبإطلاق النار على القوة المكلفة بإدارة هذه الحاجز الأمني والتابعة للشرطة الحكومية.
وأردف قائلا: "تدخل طيران الاباتشي السعودي لاستهداف النقطةالأمنية، جاء بطلب من باكريت في إطار الاتفاق بينه وبين قائد القوات السعودية في مطارالغيظة. مؤكدا أن تدخل الطيران السعودي دليل على تخبط وعدم اتزان، كونها تحاول إظهارالقوة لتتمكن من الهيمنة على مدينتنا".
وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن طيران الاباتشي التابع للقوات السعوديةالمتواجدة في المهرة، قام باستهداف حاجز أمني الخميس، بعد يوم من حادثة تعرضها لإطلاقالنار من قبل موكب باكريت، رئيس السلطة المحلية بالمدينة.
وذكر قحطان أنه "ورغم هذا التصعيد من قبل محافظ المهرة المواليللرياض وقواتها، لإحكام قبضتها على النقطة الأمنية، بناء على تلك المسرحية، إلا أنهاباءت بالفشل". مبينا أن "قوات الشرطة مازالت في النقطة".
وأشار إلى أن "هذا التصرف ربما أتى بإيعاز من القوات السعوديةلتحقيق هدفين؛ الأول أن المملكة تهدف إلى السيطرة على جميع منافذ محافظة المهرة الداخليةوالخارجية بقصد فرض سيطرتها عليها والهيمنة عليها وتهميش السلطات الشرعية".
"أماالهدف الثاني فإن السعوديين والمحافظ باكريت، يبحثون عما يبرر لسفك دم المعارضين للوجودللقوات السعودية في المهرة" وفق قحطان.
وأكد قحطان أن "الوجود السعودي مرفوض من قبل قبائل المهرة ومجلسهاالعام". في إشارة إلى المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى الذي يتزعمه السلطانعبدالله آل عفرار، وهو نجل آخر سلاطين السلطنة العفرارية التي حكمت المدينة وجزيرةسقطرى الواقعة في المحيط الهندي قبالة السواحل اليمنية الجنوبية".
وأوضح اللواء قحطان أن سياسات وخطط السعودية وأعوانها، "باتتمكشوفة في المهرة، ذلك أنها تكرس جهودها في نشر الفوضى والاحتراب الداخلي".
"لكنهذا الأمر لن يتحقق، فأنباء هذه المدينة لحمة واحدة، يجمعهم موقف واحد وهو بقاء الدولةاليمنية ووحدة ترابها وسلطتها الشرعية" يقول قحطان.
ودعا المسؤول الأمني السابق الحكومةالشرعية، للاضطلاع بدورها التاريخي والوطني، وإيقاف ما وصفها بـ"التصرفات الهوجاءواللامسؤولة التي قد تجر المهرة إلى عدم الاستقرار".
وحمل قحطان، وهو عضو في مجلس الشورى، القوات السعودية وحليفها باكريتبالمسؤولية عما يجري من خلق لعدم الاستقرار.
وحول خياراتهم، قال "إننا مستمرون في الحراك السلمي إلى حينخروج القوات السعودية من المهرة...فنحن نتمتع بالصبر وطول نفس، ولا يمكن لأحد أن يكسرإرادتنا".
كما شدد على حرصهم على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، و"تفويتالفرصة على المغرضين الهادفين لشق صف المجتمع المهري من خلال إثارة الفتن وتمكين الأجنبيمنهم ومن مقدرات مدينتهم".
وزاد على ذلك بأن "حراك المهرة لن يسمح للسعودية وأعوانها بتهميشالمدينة، وجعل مواطنيها من الدرجة الثانية في بلادهم".
وتسود محافظة المهرة، التي توصف بـ"بوابة اليمن الشرقية"،أجواء احتقان شديدة، بين حراك شعبي عريض يطالب المملكة بإخلاء قواتها منها، وبين إصرارعلى الهيمنة على هذه المحافظة الاستراتيجية التي تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدربـ560 كلم على بحر العرب.
وتزداد المخاوف في هذه المحافظة التي تشترك بمنفذين بريين مع سلطنة عُمان، من احتمالحدوث مواجهة بين القوات السعودية وقبائل المهرة الرافضين لوجودها العسكري في مدينتهم،في ظل "اتهامهم المملكة بمحاولة جرهم إلى مربعات العنف والفوضى وخلق ذرائع لذلك"،وفقا لمصادر تحدثت لـ"عربي21" في وقت سابق من العام الجاري.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": مخطط سعودي لضرب تيار معارض لها باليمن
مزيد من التفاصيل