البعض ينظر إلى من يقترفون عظائم الذنوب بشماته وسخريه وربما هو أولى بها منهم حيث تلازمه معصيه ولا يلتفت إليها لصغرها عنده.
حتى تهوي به وهولا يدري!! كغفلة القلب عن اليتامى ومعه ما يُطعمهم ويكفلهم وكغفلة قلبه بركونه للظالمين وغفلة قلبه عن صلة الأرحام وغفلة قلبه عن حقيقة الصيام،فهناك"صيام القلب قبل صيام الجوارح"يقول الشيخ الغزالي.يرحمه الله.جاءنئ شاب يبكي لشربة الخمر وتفريطه في جنب الله ويتعين بي على تقريبها. قلت قد يكون حالي مثل هذا الرجل بل أسوأ.
فأنا لا ابكي من خمر الغفلة.قد نكون مخدوعين بأنفسنا !حين اختارك الله لطريق هدايته، ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك، بل هي رحمة منه شملتك، قد ينزعها منك في أي لحظة ، لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ، ولا تنظر باستصغار لمن ضلّ عن سبيله ، فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه.إياك أن تظن أن الثبات على الاستقامة أحد إنجازاتك الشخصية .فإن الله قال لسيد البشر"ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" إ.هــ
أعيدوا قراءتها بتأنٍ? ولولا أن ثبتناك) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فكيف بنا لنتذكر؟!إن إمرأةً كانت تصوم وتقوم لكنها دخلت النار(كانت تؤذي جيرانها!) فالثبات محض فضل من الله وهذا تنبيه لنا(وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)النحل، لننتبه بعد ثبوتها! لذا كان من دعاء صلى الله عليه وسلم (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
فلنبادر بالتوبه فكلنا نعصى! والمهم العودة وبسرعة قال تعالى(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَ?ئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ? وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)17 النساء، وقال سبحانه"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"الاعراف،والله يحب منا ذلك قال تعالى" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" البقره،ربما يظن المرء أنه لا يعصي فلا يتوب فأي غفلة هذه تصل به الى غفلة اخرى وأعظم!وهي أن لا يكون لدينا وازع المبادره والأخذ بايدي المذنبين والشفقة عليهم والإحسان إليهم لينعموا بحب الله والأنس به ، هذه إحدى الأخوات تقول.اتصلت بإبني فتاة في آخر الليل منذ فترة تريد محادثته زاعمة أنها تحبه وتراه من بعيد، ولم تستطع كتمان هواها فتحايلت حتى حصلت على رقم هاتفه،وطلبت منه أن يروي ظمأها بطول الحديث معها.فقال لها الشاب وكان فيه صلاح وتقوى والله يا أختي.ليس لي في هذه الأمورلكنني أعرف من يستمع إليك بالساعات بل ويحب ذلك منك دون كلل أو ملل،فقالت له:من! قال الله!جربي أن تخرّي ساجدة بين يديه،وتبوحي له بما في قلبك،ستجدينه أسمع لك مني، أغلق ثم دعى لها بالخير.وأغلقت وهي ملآي بالضيق والقهر منه.نام تاركا إياها وآخذا هو في النوم مرتاح البال.وبينما هو يستعد في الصباح للذهاب إلى جامعته هاتفته مرة أخرى وقالت له:جزاك الله خيرا على ما دللتني عليه.لقد أغلقت معك ليلا وبي من الضيق منك والحنق عليك ما الله به عليم. لكن هدأت نفسي فقمت وتوضأت وصليت.وما إن لامست جبهتي الأرض حتى وجدتني أبكي بكاء شديدا،وأكلم الله كلام حبيب لحبيبه حتى تمنيت ألا أرفع من سجودي.وما إن انتهيت من صلاتي حتى أذهب الله ما كان في نفسي من معصية.فاتصلت بك أشكرك أن دللتني على من هو أسمع وأقرب لي منك(الله).و أغلقت ولم تتصل به إلا بعد مدة لتدعوه لحضور حفل زواجها قائلة له:رغم أنه من العيب أن تدعو فتاة شابا ليحضر عرسها، لكني أحمد لك أن عصمني الله بك، فلولا ما دللتني عليه تلك الليلة ما سلكت درب العفاف. ا. هـ
ذاك الذي نريد قلب ذلك الشاب السليم المتصل بالله يحب الله ويحب خلقه ويحببهم إليه، وصدق ابن القيم حين قال "إن لذة المعصية تذهب ويبقى عقابها وإن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها ".
بادر فهناك ضيف خفيف أوشك على المجيئ(شهر رمضان) بالتوبه قبل ان تُبادر فيأتيك ضيف أخير حين تأتي ساعة الصفر التي ساذوقها أنا وأنت وحينئذ لا ينفع الندم تب فالله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ومن منا لا يعصي؟
مهما كان منا! الله يقبل التوبة قال تعالى{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} وقال تعالى(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ? وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء)- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان قال:وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب :وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروني. فلا تيأس من روح الله .وقف على الباب واطرق ولا تمل الطرق يوشك أن يفتح لك،لنتب جميعا فالتوبة طريق الفلاح قال تعالى ?وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ?[ 31سورة النور، وإلا نكون مع الظالمين قال تعالى ?وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )، فالأمة جسد واحد تتداعى إذا مرض احد اعضائها، وأي مرض بعد مرض القلوب بحب المعصيه؟!هذا سيدنا موسى معه 70 ألف جندي كادوا أن يهلكوا جميعا لامتناع القطر من السماء لأن فيهم رجل يعصي الله منذ أربعين عاما ولمَّا تاب وحين تاب نجوا جميعا..لنتب لأن معصيتك أخي يصل أثرها إلي وكذلك معصيتي.
إن خير أعداد لشهر الصوم هو ان نعد قلب سليم قبل البدن السليم. سليم من الرياء والغل والحسد والإثم والنفاق والركون للظالمين لنبحث عن هذا القلب قبل الموت فأن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا و سيتخطى غيرنا إلينا (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).حينئذ ينفع صاحبه. فمن مات قلبه قبل جسده فقد هلك
رأيت الذنوب تميت القلوب * وقد يورث الذلَ إدمانها.وترك الذنوب حياة القلوب * وخيرٌ لنفسك عصيانُها
قلوبنا تحتاج الى توبه كجوارحنا قبل رمضان. #صيام_قلب.
مزيد من التفاصيل