تقف تركيا إلى جانبحكومة فائق السراج، المعترف بها دوليا في ليبيا، فيما تميل روسيا إلى دعم الندالأكبر لحكومة الوفاق، اللواء المنشق خليفة حفتر، ما يضيف ربما ملفا جديدا على طاولةالخلافات الروسية التركية في المنطقة العربية.
وفي حين أعلن الكرملينالروسي الحياد في الموقف من الأزمة الليبية، ودعا جميع الأطراف لتفادي إراقةالدماء، إلا أن الميل الروسي نحو حفتر واضح، بحسب المراقبين.
ونفى الكرملين أن تكونروسيا "تقدم المساعدة لقوات حفتر في زحفها تجاه العاصمة طرابلس، وإنه يؤيدالتوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض، بما يتفادى أي إراقة للدماء.
وذكر المتحدث باسمالكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين: "نتابع عن كثب الوضع في ليبيا، ونعتبر قطعاأن أهم شيء هو ألا تؤدي العمليات هناك إلى إراقة دماء. يجب حل الوضع سلميا".
اقرأ أيضا: الصحة العالمية: 400 قتيل في طرابلس خلال شهر من هجوم حفتر
أما الدعم التركيلحكومة الوفاق، فكان أكثر صراحة، إذ قال الرئيس رجب طيب أردوغان، في اتصال معالسراج، إن بلاده "ستفشل مساعي البعض لتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة، كون ليبياأصبحت واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها".
وأكد الناطق باسمحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، مهند يونس، الخميس الماضي، أن طرابلس فعّلتاتفاقيات قديمة مع أنقرة حول التعاون العسكري بينهما.
وتناقلت حسابات علىمواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة، لا تستطيع "عربي21" التأكد منها،لعربات تركية مدرعة تصل إلى قوات حكومة الوفاق.
ليس أولوية
الباحث في العلاقاتالدولية، علي باكير، قال لـ"عربي21" إن الملف الليبي نظريا ليس أولويةفي العلاقات الروسية التركية، وإن هنالك أولويات أكبر لدى الطرفين، مثل الملفالسوري، والعقوبات على إيران.
وأشار إلى أنه مهمللجانب التركي والدولة التركية أن عبرت عن موقفها من الملف الليبي صراحة، رغم أنهربما يناقض الموقف الروسي الذي يدعم حفتر.
وأشار باكير إلى إن اختلافالمواقف من الملف الليبي لن يؤثر على العلاقات بشكله الحالي، لكن ربما يصبح لاحقاله وزن أكبر إذا ما حصلت خلافات روسية تركية بالملف السوري على سبيل المثال.
وعن الاستعداد التركيلدعم حكومة الوفاق، قال باكير إن الدعم العسكري الذي تتحدث عن بعض المصادر لم يعلنبعد، ولا شيء رسميا حتى الآن، وإن حصل فسيكون المبرر التركي هو دعم الحكومةالشرعية المعترف بها دوليا.
اقرأ أيضا: بعد انفراد "عربي21".. تأكيد استخدام حفتر طائرات صينية إماراتية
ونفى باكير أن يكونحفتر رجل روسيا بالمطلق، قائلا إنه شخصية انتهازية، يستثمر في كل من يمكن أن يقدمله دعما، لكن حصوله على السلاح الروسي لا يعني الدعم المباشر من روسيا، إذ إنالسلاح الروسي موجود في السوق، ويمكن أن يحصل عليه بشكل غير مباشر.
وزار مدير مكتب حفتر، خيريالتميمي، روسيا في نيسان/ أبريل الماضي، بالتزامن مع العملية العسكرية التي تشنهاقواته على العاصمة طرابلس.
وشارك التميمي فيمؤتمر "الأمن الدولي" الذي نظمه الجيش الروسي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، زار حفتر روسيا والتقى وزير دفاعها، سيرغي شويغو، على رأس وفد رفيعالمستوى.
خلاف تركي عربي
الخبير بالشؤون الروسية، تيمور دويدار، قاللـ"عربي21" إن الملف الليبي ليس ملفا خلافيا بين البلدين بمعنى الكلمة،بقدر ما هو بحث عن المصالح للدول.
وأشار إلى أن الموقف الرسمي الروسي الصادر عنالكرملين محايد، رغم وجود الميل الروسي لحفتر لكونه من ضمن المجموعة العربية التيتقف روسيا إلى جانبها في إطار "مكافحة الإرهاب" والقضاء على "المجموعاتالمسلحة المتأسلمة"، على حد تعبيره، ويتمثل بمصر والسعودية والإمارات.
وأشار إلى أن الخلاف إن صح وصفه فهو خلاف (عربيتركي) وليس (تركيا روسيا)؛ إذ إن تركيا تعارض كل ما هو مدعوم من الكتلة سابقةالذكر.
وأشار إلى أن وجود سلاح تركي على الأراضيالليبية، إن صحت الأنباء، لن يغير شيئا، فتركيا مثل باقي الدول تنتج السلاح وتبيعه.
ولفت دويدار إلى أن روسيا خسرت مشاريعبالمليارات في ليبيا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي، معمر القذافي، في مجالاتالاتصالات، والطرق، ومشاريع أخرى، وبالنسبة لها لا يهمها من سيتابع معها تلكالمشاريع بعد استقرار الدولة في ليبيا.
وختم بأن الموقف الروسي هو دعم المحور الذيتقوده مصر في المنطقة للقضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن روسيا تبيع السلاحللمصريين، وإن كان من يدفع ثمنه ربما السعوديون.
وقالت الرئاسة الروسية، نهاية نيسان/ أبريل، إن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي، تناولا فيه التطوراتفي ليبيا.
وبحسب بيان صادر عن الكرملين، فإن بوتينوأردوغان دعيا خلال الاتصال إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، واستئناف العمليةالسياسية برعاية الأمم المتحدة.
مزيد من التفاصيل