تحدث جنرال إسرائيلي بارز الثلاثاء، عن جولة العدوانالإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة، وكيف بدت الأهداف الإسرائيلية"مغلوطة"، مؤكدا أن "المشكلة الجذرية" التي تعاني منها"تل أبيب" لم تعالج.
وأوضح رئيس معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيليوالرئيس السابق لشعبة الاستخبارات، جنرال احتياط عاموس يدلين، أن "ميزانالمعركة الأخيرة بين إسرائيل وحماس مختلط، فالمشكلة الجذرية لم تعالج، وأهدافإسرائيل مغلوطة".
وأضاف أنه "بدلا من ترميم الردع ومعالجة تعاظمقوة حماس في المدى المتوسط، وإضعافها واستبدالها في المدى البعيد، تتبنى تل أبيب استراتيجية(المال مقابل الهدوء)، والتي تثبت حماس وتضمن أياما قتالية أخرى، إن لم تكن حرببحجم كامل".
وأشاد الجنرال في مقال له بصحيفة "يديعوتأحرنوت" العبرية، بما أسماها "الجوانب الإيجابية؛ من استخدم الجيشالاسرائيلي هذه المرة العنف بشكل أكثر من المواجهات السابقة، حيث عاد إلىالإحباطات المركزة"، زاعما أنه "أصاب مصانع الإنتاج والمخازن واعترضخلايا النار وهاجم أهدافا عسكرية في مبان متعددة الطوابق".
و"في نظرة إلى الأمام للمدى القصير، ضمن على مايبدو الهدوء في يوم الذكرى ويوم الاستقلال، ومهرجان الأغنية الأوربية، وكل سيعقدكما كان مخططا له، إضافة الى ذلك، فقد وقفت الأسرة الدولية إلى جانب إسرائيل،ووجهت سهام الاتهام إلى حماس"، بحسب يدلين الذي لفت إلى "الجوانبالسلبية أيضا".
اقرأ أيضا: السلطة وحماس ترحبان بالدعم المالي القطري للضفة وغزة
وأكد أن "النتائج الحقيقية والقاسية هي قتل 4إسرائيليين وجرح العشرات وتشويش جديد لنمط الحياة، وفي المستوى الأعمق، فإن حماسمرة أخرى تملي توقيت أيام القتال وموعد وشكل إنهائه".
ونوه إلى أن "الجمهور الإسرائيلي يدخل فيالمواجهة بينما لا يعرف ما هي معايير التسوية المنشودة، ويخرج منها دون أن يعرف ماالذي اتفق عليه"، مضيفا أن "ما نعرفه نحن حقا؛ أن اسرائيل تواصل الدفعللفصائل وترفض الحديث مع الجهة التي تعترف بها الأسرة الدولية كصاحبة السيادة وهيالسلطة الفلسطينية، والرسالة للفلسطينيين؛ أن من يستخدم العنف ضد إسرائيل يحققأهدافه أكثر ممن يمنعه".
وذلك في تلميح من الجنرال الإسرائيلي الذي طالب فيوقت سابق بإبادة غزة، بالجهد الكبير الذي تبذله السلطة عبر التنسيق الأمني لمنعوقوع عمليات ضد جنود الاحتلال.
ومن بين النتائج القاسية على الاحتلال، بحسب يدلينهو "تآكل الردع الإسرائيلي، فأيام قتالية آنية لم تعد تردع حماس، أماالمواجهة الأوسع فلا تزال تردع، ولكن بالشكل التدريجي الذي تتطور فيه الأمور يقترباليوم الذي يتبدد فيه حتى الردع من حرب شاملة".
وقدر الجنرال الإسرائيلي أن ما أطلق عليها"استراتيجية "الهدوء يستجاب بالهدوء" أو "الهدوء مقابلالمال" استنفدت نفسها، وحفظ حماس كعنوان هو خطأ، مشددا على ضرورة"الانتقال لسياسة ترميم الردع في ظل المس الشديد بالذراع العسكري لحماس، معإحباطات (اغتيالات) مركزة للمسؤولين وخطوات مفاجئة".
ورأى أن "الكلمة الأساس هي المبادرة، بدلا منالانجرار الذي يميز الجولات الأخيرة"، مضيفا أن "من ليس مستعدا لأن يسقطخصمه لا يوجد له احتمال بأن يردعه".
أما على المدى البعيد، نبه إلى أهمية العمل على"إعادة حكم شرعي لغزة، من خلال خطوات سياسية ونهج يميز بين حماس والسلطةالفلسطينية"، مؤكدا أن "نموذج استبدال سياسة العزل التقليدية المتمثلةبتعزيز السلطة في الضفة وإضعاف حماس في غزة يسحق الردع، لا يردع حماس بما يكفيويجبي أثمانا باهظة".
والأسوأ من ذلك، بحسب الجنرال إنه في حال"استمر الوضع فحتى النموذج الناجح في الضفة الغربية كفيل بأن ينهار، بثمنأعلى بكثير".
مزيد من التفاصيل