لا تزال الصحف الإسرائيلية تسلط اهتمامها على بنود"صفقة القرن" الأمريكية، التي لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي حتى الآن،في ظل توقعات بالإعلان عنها رسميا من البيت الأبيض بعد انتهاء رئيس حكومة الاحتلالبنيامين نتنياهو من تشكيل حكومته الجديدة.
وكشفت صحيفة "إسرائيلية اليوم" في عددهاالصادر الثلاثاء، عن بنود مسربة لصفقة القرن، تمثلت في "توقيع اتفاق ثلاثيبين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس، لأجل قيام دولة فلسطينية يطلق عليها (فلسطينالجديدة) على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهوديةالقائمة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الأمريكية تنص على أن "الكتلالاستيطانية ستبقى كما هي بيد إسرائيل، وستنضم إليها المستوطنات المعزولة، وتمتدمساحة الكتل الاستيطانية لتصل إلى المستوطنات المعزولة"، منوهة إلى أن "القدسلن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة".
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "سيتم نقل السكانالعرب بالقدس ليصبحوا سكانا في فلسطين الجديدة، وستكون بلدية القدس شاملة ومسؤولةعن جميع أراضي القدس باستثناء التعليم الذي تتولاه فلسطين الجديدة، وستدفع الأخيرةلبلدية القدس اليهودية ضريبة الأرنونا والمياه".
اقرأ أيضا: أردوغان: صفقة القرن مشروع مزعزع للشرق الأوسط
وبحسب ما أورته الصحيفة "لن يمسح لليهود بشراءالمنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية، ولن يتم ضم مناطق إضافيةإلى القدس، وستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم".
وفيما يتعلق بقطاع غزة، تقترح الخطة الأمريكية أنتقوم مصر بمنح أراض جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاريوالزراعة، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها، وسيكون حجم الأراضي وثمنها متفقعليه بين الأطراف بواسطة الدولة المؤيدة.
وأوضحت أن "الدولة المؤيدة هي التي وافقت علىالمساعدة في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديا وهي الولايات المتحدة والاتحادالأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط"، لافتة إلى أن الخطة "تضمن أن يكونهناك طريق بين غزة والضفة الغربية، ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراضيبين غزة والضفة".
وذكرت الصحيفة أنه "تم رصد مبلغ 30 مليار دولارعلى مدى خمس سنوات لمشاريع تخص فلسطين الجديدة، ثمن ضم المستوطنات لإسرائيل، وبينهاالمستوطنات المعزولة تتكفل بها إسرائيل"، مبينة أن مساهمة الدول الدعمة تتمثلفي 20 بالمئة من أمريكا و10 بالمئة من الاتحاد الأوروبي و70 بالمئة من الدولالخليجية المنتجة للنفط تتوزع بين الدول العربية حسب إمكانياتها.
وأكدت أن الخطة الأمريكية تمنع فلسطين الجديدة أنيكون لها جيش وسلاح، والوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة، مشيرة إلى أنه "سيتمتوقيع اتفاقي بين إسرائيل وفلسطين الجديدة على أن تتولى إسرائيل الدفاع عن فلسطينالجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذهالحماية ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيشالإسرائيلي ثمنا للحماية".
اقرأ أيضا: خبراء: صفقة القرن تهدد استقرار الأردن.. والملك بمعضلة
وفيما يتعلق بالجداول الزمنية ومراحل التنفيذ، تنصالخطة على أنه "عند توقيع الاتفاقية، تقوم حركة حماس بتفكيك جميع أسلحتهاوتسلحها، ويشمل ذلك السلاح الفردي والشخصي لقادة حماس، ويتم تسليمه للمصريين، مقابلرواتب شهرية من الدول العربية، وتفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية من خلالالمعابر الإسرائيلية والمصرية، وكذلك يفتح سوق غزة مع الضفة الغربية وكذلك عن طريقالبحر".
وأوضحت أنه "بعد عام من الاتفاق تقام انتخاباتديمقراطية لحكومة فلسطيني الجديدة وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشحللانتخابات، وبعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجيا لمدةثلاث سنوات، وفي غضون خمس سنوات سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة،وحتى ذلك الحين يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانئ إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أن "الحدود بين فلسطين الجديدةوإسرائيل تبقى مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع الدولالصديقة"، مؤكدة أن "إسرائيل رفضت تعريف أي حدود لها".
ونوهت إلى أنه "يقام جسر معلق ويرتفع عن سطحالأرض 30 مترا ويربط بين غزة والضفة، وتوكل المهمة لشركة من الصين وتشارك فيتكلفته الصين بنسبة 50 بالمئة واليابان 10 بالمئة وكوريا الجنوبية 10 بالمئةوأستراليا 10 بالمئة وكندا 10 بالمئة وأمريكا والاتحاد الأوروبي مع بعضهما 10بالمئة".
وبشأن غور الأردن، قالت الخطة الأمريكية إنه "سيظلفي أيدي إسرائيل كما هو اليوم، وسيتحول الطريق 90 إلى طريق ذو أربعة مساراتوإسرائيل تشرف على شق طريق 90"، بينما سيكون مسلكين من الطريق للفلسطينيينلربط فلسطين الجديدة مع الأردن، ويكون الطريق تحت إشراف الفلسطينيين.
وختمت الصحيفة الإسرائيلية تسريباتها بالإشارة إلىالعقوبات في حال رفض الخطة الأمريكية، بالقول إنه "في حال رفضت حماس ومنظمةالتحرير الصفقة، فإن أمريكا سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدةلمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: مصر والسعودية لن تستطيعا فرض صفقة القرن على الفلسطينيين
وتابعت: "إذا وافقت منظمة التحرير على شروط هذاالاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي أيمواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس ستدعم واشنطن إسرائيل، لإلحاق الأذى شخصيا بقيادةحماس والجهاد الإسلامي، وأمريكا لن تتقبل أن يتحكم عشرات فقط بمصير ملايينالبشر"، على حد تعبير الصحيفة الإسرائيلية.
واستدركت بقولها: "في حال رفضت إسرائيل الصفقة،فإن الدعم الاقتصادي لإسرائيل سوف يتوقف"، منوهة إلى أن "هذه مسودةالاتفاق وبعد شهر يجري نشر الصفقة بشكل رسمي".
ولاقت البنود المسربة الجديدة لصفقة القرن ردود فعلرافضة من النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وترصد"عربي21" أبرز هذه الردود.
مزيد من التفاصيل