أثار إفطار تطبيعي أقامته شخصيات من الخليل، جنوب الضفة الغربية، ضم فلسطينيين ومستوطنين بمدينة الخليل، يوم أمس الثلاثاء، غضب الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى ضرورة محاسبة المتورطين في هذا الإفطار الذي وصفوه بـ"إفطار الخيانة"، في وقت لم يعقب أي مصدر رسمي على ما جرى.
الإفطار بدا واضحاً من خلال ما تداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن من أقامه شخص من الخليل يدعى أشرف الجعبري بحضور شخصيات من المستوطنين، فيما عقب عليه مؤسس تجمع "شباب ضد الاستيطان" عيسى عمرو على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "عائلة الجعبري في الخليل، عائلة مناضله قدمت الشهداء والأسرى، وتضحي حتى الآن وتحمي الهوية الفلسطينية في محيط مستوطنة (كريات أربع)، وكبارها ووجهاؤها معروفون بصدقهم ورفضهم لأي علاقة مع المستوطنين. من يحاول استغلال اسم عائلته لإرضاء المستوطنين وضيوفهم لا يمثل أحداً في فلسطين، إفطار اليوم يجب إدانته من الجميع، غلاة المستوطنين المتطرفين يفطرون في منزل في الخليل".
أما المدرس صامد صنوبر، فقد وجه نداءً إلى الأمن الفلسطيني في منشور على حسابه في موقع "فيسبوك": "الإخوة في الأمن الفلسطيني، بعد التحية، هل شاهدتم صور وليمة المستوطنين في الخليل وكيف أنّ البعض ضرب بعرض الحائط كل القيم الوطنية الأصيلة لشعبنا؟! هل ننتظر منكم اعتقال القائمين على هذا الأمر أم أنّ الموضوع لا يعنيكم؟!".
وتابع "بصراحة انتظرتُ أن أرى خبر اعتقاله على صفحاتكم، ومعه بيان هوليوودي كالذي رأيناه لتبرير اعتقال فتاة من داخل مسجد. أيعقل أنّ فتاة تشكل خطراً مخيفاً ومهيباً كما وصفتموها في بيانكم وهؤلاء لا يشكلون خطراً؟! أيعقل أنكم استشعرتم وتستشعرون خطر كل الحراكات الاجتماعية والنقابية وتغريدات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ولم تستشعروا خطر هذا الفعل الشنيع؟!.. ننتظر منكم الإجابة".
في حين قال صنوبر "أما أهلنا في الخليل فتاريخهم الوطني أسمى من هذه التصرفات، لكن ينبغي أن نرى وقفة جماهيرية وعشائرية قوية بحجم هذا الحدث الخارج عن عرفنا الوطني الأصيل".
بدوره، أشار حكيم غنام، في منشور نشره على حسابه في موقع "فيسبوك"، إلى أن هذا الإفطار تطبيعي بإطار ديني من شخص ينادي باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال ساخراً "خذ نفس، إفطار جماعي تطبيع وتكريس للاحتلال بغطاء ديني، أشرف الجعبري ينادي باحتلال الضفة وغزة وفرض السيطرة الإسرائيلية عليهما لأجل الأمن والسلام، الجعبري يقول: نريد في إسرائيل رجلاً قوياً كمناحم بيغن. أدعو نتنياهو إلى التحرك بسرعة لاحتلال الضفة، اللعب على المكشوف".
أما جلال شريم، فقد وصف الإفطار بأنه "إفطار الخيانة"، وعلق على حسابه في "فيسبوك": "#إفطار_الخيانة. إفطار جماعي يضم مجموعة من المستوطنين الصهاينة ومجموعة عملاء من الخليل بتنظيم من المدعو أشرف الجعبري!! والمدعوون الصهاينة هم من مستوطنة (كريات أربع)، البؤرة التي خرجت أكثر المستوطنين تطرفاً وإجراماً وعداوة للفلسطينيين". وتابع "المعروف أيضاً أن عائلة الجعبري عائلة وطنية فلسطينية قدمت التضحيات عبر عشرات الشهداء والأسرى، لكن أشرف الجعبري (45 عاماً)، غاص في وحول الخيانة طمعاً في منصب مستقبلي. والجعبري هذا رجل أعمال فلسطيني من الخليل مقرب من فريق ترامب، وقد أسس حزباً سياسياً تحت اسم (الإصلاح والتنمية)، يهدف من خلاله أن يكون مدخلاً لتطبيق الحل الاقتصادي ضمن الرؤية الأميركية، يصفه السفير الأميركي ديفيد فريدمان بأنه صاحب رؤية قوية وعملية، اجتمع مع مسؤولين صهاينة وأميركان مؤخراً وشارك في مؤتمرات للطرفين. وتتحدث مصادر متقاطعة أنه يتم تحضيره لوراثة سلطة محمود عبر إعادة إحياء ما يسمى بـ(الإدارة المدنية)".
الكاتب والمحلل السياسي عبد الغني سلامة، عقب على الإفطار قائلاً "من وجهة نظري، النكبة هذه السنة تتمثل في قيام مجموعة خارجة عن الصف الوطني، من الخليل، باستضافة غلاة المستوطنين على مائدة الإفطار. المصيبة أنّ هذه الخيانة العلنية والوقحة لم تجابه بردة فعل كما ينبغي. لم تعتقلهم السلطة!! لم تتبرأ منهم عشائرهم!! بل إن عشائر الخليل، والتي ثارت سابقاً على أسباب أقل أهمية، لم تصدر حتى بياناً!! الفصائل الوطنية والإسلامية لم تحرك ساكنا!! حتى ثوار الفيسبوك لم يعترضوا. حتى كلاب الحي لم تنبح!!! أدعو الله في هذه الساعة المباركة أن تتحول كل لقمة أكلوها إلى سم سيانيد مركز. يعني سم الهاري. قولوا آمين".
في حين قال الصحافي خالد معالي في حسابه على موقع "فيسبوك": "في الصورة أشرف الجعبري الذي أقام حفل إفطار مع مستوطنين، وعائلة الجعبري بالخليل تتبرأ منه وتقول: إنه نصاب كبير هارب، وتستخدمه إسرائيل وبعدها تلقيه للمزابل".
بينما دعا الناشط في المقاومة الشعبية منذر عميرة في حسابه على موقع "فيسبوك" إلى تحديد موقف من العلاقة مع المستوطنين، قائلاً "مطلوب موقف من فصائل العمل الوطني ومؤسسات الخليل من العلاقة مع القتلة المستوطنين في الخليل. إفطار جماعي يضم مجموعة من المستوطنين وجماعة من الخليل".
مزيد من التفاصيل