رأيتُ في عينيه - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    رأيتُ في عينيه


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 6th June 2019, 08:18 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new رأيتُ في عينيه

    أنا : المستشار الصحفى




    العيون هي أبواب الرؤية.
    عندما نفتحها نرى العالم كلّه،
    والبنية المهتزّة في حياتنا.
    وعندما نُغلقها نجد أنفسنا حتماً
    في العالم الدنيوي، عالم الظلّ.

    في ذلك المساء، خرجتُ للنزهة في الحديقة... هناك تحت ظلال الأشجار التي تمتدّ على مسافة طويلة. أردت أن أَنسى، وأن أُنسى... أن أقضي بعض الوقت مستمتعةً بمنظر جديد، بعيداً عن صخب المدينة، عن ازدحامها وتجاوزاتها. فقط بهذه الطريقة، كنتُ أشعر أنني أستطيع أن أحيا وقتي بالشكل الذي يحلو لي.

    رأيتُه من بعيد وهو يستند بظهره إلى شجرة الأوكاليبتوس المعمّرة التي تقف بشموخ بين أشجار الصنوبر، هناك بجوار النهر الصغير الذي كانت مياهه تجري فقط بعد هطول الأمطار الغزيرة. من الواضح أن الأمطار قد هطلت مؤخّراً، لأن النهر كان يتدفّق بسرعة كما لو كان يريد أن يكون طوق نجاة للحدائق المحيطة به، بينما في رأسي كانت تدفق أفكار أُخرى.

    كانت يداه تعبثان بشيء لم أستطع تحديده. فكّرتُ أنه من الممكن أن يكون هاتفه، إحدى ضروريات العصر الحديث التي بدونها نشعر بالنقص. انعكاسات متداخلة لأشعّة الشمس تُشبه أجنحة طاحونة الهواء، كانت تسقط على أوراق شجر الأوكاليبتوس الكثيفة وحولها، راسمةً بذلك لوحة فسيفساء متعدّدة الألوان، كإبداعات فصل الربيع، غير أنها تظهر في فصل الشتاء.

    سِرتُ نحوه، التفتَ برأسه نحوى، ومن ثمّ عانقتني عيناه، شعرتُ وكأن تياراً كهربائياً يخترق جسدي، كِدت أفقد الوعي، أشحتُ ببصري في اتجاه آخر كي أسترد وعيي.

    تذكّرتُ جدّتي التي كانت تقول لنا إنه عندما يُولَد شخص في وقت العاصفة، فإن أحد أشعة البرق يحيد عن الطريق، ويتشكّل كقطعة مغناطيس، ثم يخترق عينيه، ولهذا تشعر بوميض في نظراته. تُرى هل حدث لي شيء كهذا؟

    أكملتُ طريقي نحو الميناء، وجلستُ على أحد المقاعد المُغطّاة بغطاء يتداخل فيه اللون الأخضر والأصفر بسبب وجود الكثير من بقايا التوت، وأيضاً نبات القصب - جاء وجلس بجواري - شعرتُ بأنفاسه تغمرني - مدَّ يده وأمسك بيدي - لم نتحدّث، كنّا ننظر فقط إلى أيدينا المتشابكة، ونقارن لونيهما، وكذلك حجم الأظافر، وطول الأصابع.

    كانت لديَّ رغبةٌ شديدة في النظر إليه مرّةً ثانية، وأن أتأمّل عينيه ذات اللون الأزرق والأخضر، لمعرفة سبب اختلاف لونيهما. تُرى ماذا تحملان بداخلهما؟ التفتُّ إليه بشكل حاسم، لكن تياراً دافئاً اخترق جميع خلايا جسدي وظلّ يواصل طريقه في أعماقها، حتى مرَّ تيار شتاء باردٌ من بيننا فخفّف من توتُّري.

    عندئذ، شاهدت سرباً من الكلمات يخرج من عينيه. كانت كلمات توحي بالألم، لكنّها في الوقت نفسها، كانت جريئة وجامحة. ذكّرتني تلك الكلمات بأيامنا المدرسية، وبثورات الشباب. لقد تخيّلته شاباً يمتطي درّاجته، يحاول عبور الطرق والأنهار التي تؤدّي إلى أحد المخابئ الشبابية.

    رأيت - في عينيه - إحدى القُرى الواقعة على واد بين الجبال، وبعض الكنائس والطرق الصغيرة التي تتقاطع مع بساتين الزيتون، والبرتقال، والماندرين، وأيضاً البرغموت.

    شاهدت، أيضاً، إحدى الأُمّهات داخل دار رعاية... بيت النسيان كما كان يُسمَّى. كان الجميع هناك ينسى شيئاً فشيئاً أين هو، ولماذا يوجد هناك، ومن كان يزورهم. فقط والدته هي التي ما زالت تحتفظ بعقلها، كانت تنتظره كل سبت، وبجوارها بعض العجائز اللاتي كن ينتظرن الموز.

    وسط الأجسام الصامتة، لم يكن هناك سوى أنفاس السُّجناء المضطربة... أجساد المسنّين الصامتة، ودموعهم الجافّة. وأماكن العبادة أصبحت مليئة بالتوتُّر والاضطراب. البعض هجرها إلى الأبد، والبعض الآخر ظلّ هناك رغم أن روحه لم تعد متعلّقة بالمكان.

    ذكريات فارغة كانت تنسجها معظم النسوة كلّ يوم وهن يغزلن بعض السجّادات أو الأغطية، دون أن يعرفن لمن سيكون هذا السجاد أو ذاك الغطاء. لم تكن والدته بحاجة إلى الوقت، بل إلى الموت، الذي لم يأت بعد كي يأخذها. على الرغم من هذا، ظلّت تتنبّأ، مستعينةً ببعض القصص والترانيم، بالأيام القاسية من حياتها. كما أنها تقبّلت كل الأشياء الغريبة، كلّ الأشياء السيئة واللاإنسانية من حولها. وبما أنها كانت تعيش معهن، لم تستطع فعل شيء آخر، كما أنه لم يكن لديها خيار آخر.

    رأيت - أيضاً في عينيه - أحد الآباء الذي عاش حتى شاهد الحرب العالمية الثانية. كان رجلاً شجاعاً ووسيماً - لقد نجا من الحرب، ومن الجوع، ومن الحرب الأهلية، لكنه مات من جرّاء حفره في صخور الجبل (بحثاً عن الكنوز). كانت سنوات صعبة وقاسية مثل الحديد، وكان الناس في فاقة شديدة، لكن الأرض غضبت على هؤلاء الذين سعوا وراء تلك الرغبة، وظلّوا ليل نهار يعبثون بأحشائها.

    رأيت - في عينيه - الماضي والحاضر والمستقبل، وأنا أشاهد كل ذلك من الخارج، والحياة التي أراها من مكاني تسبّب الألم والخوف.

    عندها لاحظتُ في جفن عينيه دمعتين تنتظران شيئاً ذا أهمية. كانت قزحية عينيه تلمع كظلال البحر العميقة وقت إشراق الشمس.

    قال: "عندما نكون صغاراً، نعيش بلا مبالاة. ولكن بمرور الوقت، كلّما تقدّمنا في السن، نرتكب وهْمَ العيش كما لو كنا محاطين بالخلود".

    عندما بدأ الشفق يمتدّ فوق الحديقة، كانت أزهار الليل على ضفاف النهر لم تزل أوراقها مُغلقة، وعندما تفتّحت، كانت رائحتها توحي بالكآبة.

    في صباح اليوم التالي، سمعتُ أن والدته رحلت بهدوء... مثل غروب الشمس.


    * Lily Michaelides شاعرة وكاتبة يونانية من مواليد مدينة نيقوسيا، حيث تعيش وتعمل اليوم. صدرت لها ثلاث مجموعات شعرية عن "منشورات غفوستيس" في أثينا؛ هي: "كيمياء الزمن" (2001)، و"أشكال وطرق في الإغاثة" (2003)، و"ذكرى الفجر" (2004)، والتي صدرت باللغتين اليونانية والإنكليزية. ومن كتاباتها النثرية: "المدينة لا تحتاج لتوصيات" (2011)، و"قطرات من شعب الماساي" (2017).

    ** ترجمة عن اليونانية محمد عبد العزيز







    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : رأيتُ في عينيه     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    ترامب يدخل التاريخ كأول رئيس يُحاكم بتهم جنائية..... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 05:05 AM
    نتنياهو يطلب بنك أهداف في إيران.. "هجوم سيبراني... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 05:05 AM
    المنطقة تغيرت بالكامل صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 05:05 AM
    كيف ساهم استخدام الاحتلال للذكاء الاصطناعي... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 05:05 AM
    شجار بين لاعبي نادي تشيلسي على تنفيذ ركلة جزاء..... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 05:05 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]