السودان.. ثورة شعب وصورة طاغية - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    السودان.. ثورة شعب وصورة طاغية


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 23rd June 2019, 12:28 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new السودان.. ثورة شعب وصورة طاغية

    أنا : المستشار الصحفى





    (1)
    بعد السادس من إبريل/ نيسان 2019، لم يرَ الثوّار السودانيون رئيس بلادهم يخرج إلى العلن، حتى يوم إسقاطه في 11 إبريل، بما بدا للناظرين أن جيش السودان قد انحاز مدافعاً وحامياً لثورة شعبية، اقتلعت الطاغية عمر البشير من كرسيّ رئاسة جمهورية السودان. أعلنت اللجنة الأمنية، في ذلك اليوم، أنها "اقتلعت النظام"، واحتفظت برأسه في "مكانٍ آمن". بُهت ثوار السودان ممّا جاء من عوض بن عوف، فهو نائب الطاغية وإن قامت الثورة لإسقاط النظام، فإن سيف الإسقاط ينبغي أن ينال من جميع أزلامه، وأنه لا يستقيم أن يختفي رئيس العصابة والعصابة جالسة في كامل أبّهتها وسلطانها. إن ذهب الطاغية، فإن ذهاب شبكة الطغيان حتمي، وذلك هو منطق الثورات الشعبية. ما فعلته الثورة الفرنسية، بعد إسقاط النظام الإمبراطوري، ليس فقط إعدام الإمبراطور لويس الرابع عشر وزوجته الحالمة ماري أنطوانيت، بل أنشئتْ المحاكم لمحاسبة المفسدين، ونصبت المشانق، وأعدّت المقاصل لمعاقبتهم. وسالت دماء الفرنسيين أنهاراً في تلك الثورة.
    (2)
    تلكم هي الثورات الحقيقية. ولكن ليس مطلوباً من كل ثورة أن تقتدي بذلك المثال الصارخ الذي قدّم دروساً حفظها التاريخ عن إشعال الثورات، ورفع إرادة الشعوب عالياً، وراياتها شامخة تتطلع إلى سماء الحرية والعدالة والمساواة. ليس لنا أن نخترع مساراً للثورات على هدي النموذج الفرنسي، ولكن الشعوب الراشدة تستوعب الدروس، فتستلهم من جيناتها طريقاً، تعبّر عبره عن إرادتها وتطلعاتها. ليس من الضرورة التاريخية أن ننشئ المشانق، أو ننصب المقاصل. وقد ميّزت ثورة السودانيين نفسها بأنها سلمية، فكان ذلك الشعار النبيل هو تميمة الثورة الذي حمى زخمها، حتى بعد أن سقط الشهداء وسالت الدماء في شوارع الخرطوم، يوم غدر بهم جندرمة القمع في فجر 3 يونيو/ حزيران الحالي. على الرغم من تعقيدات الخيارات الأخرى، فقد تمسّكوا بشعار السلمية. إن سقط، فنموذج ليبيا واليمن وسورية هو البديل، وهو بداية انهيار شعب وموت أمة.
    (3)
    أنشأت ثورة شباب السودان ربيعاً سودانياً لا يشبه أياً من مواسم الربيع التي عرفها العالم العربي. متفرّد تفرّد هوية السودان التي تتمدّد عميقاً في أفريقانيتها وعربانيتها، غير أنّ هذا التفرّد قد تمثل حتى في أسلوب معاملة الطغاة الذين أسقطوهم، وذهبوا إلى مزبلة التاريخ، كما يقول أكثر المؤرّخين حين يحدثونا عن إسقاط الطغاة. ثمّة شعوبٌ سحلت طغاتها، وآخرون تواطأوا مع غرباء لإذلال حكامهم الطغاة، لينتقموا نيابة عنهم، ويعلقوهم على المشانق. ذلك ما سمعناه عن طغاة العراق، وفي تاريخهم قبل نحو ألف عام طاغية قضّ مضاجعهم، اسمه الحجاج بن يوسف الثقفي. في أيامنا هذه، عصف ربيع عربي بطاغية اسمه حسني مبارك في مصر، وحين أحالوه على المحاكمة ادّعى المرض، حتى ينقل للمحكمة في سيارة إسعاف، فلا يرى المصريون مظاهر إذلاله بأمِّ أعينهم. بقي الرجل، في ادّعائه الكذوب، في سرير المرض، حتى وهو وراء القضبان في محكمة تنظر في مخالفاته السياسية، وهو ينظر إلى القاضي بعينين أخفاهما وراء نظارات سوداء.
    (4)
    وماذا عن البشير الذي أزيح من قصره الرئاسي في الخرطوم، فجر 11 إبريل/ نيسان 2019؟ لم يرَ الثوار طاغيتهم ذليلاً وقد تكسرت عصاه التي ظلّ يلوّح بها متراقصاً خلال ثلاثين عاماً من حكمه البغيض. أحجم المجلس العسكري الانتقالي، وقد زعم أنه جاء لحماية الثورة والثوار، أحجم لا فقط عن إظهار الرجل ذليلاً أمام أجهزة الإعلام، بل أخفى حتى المكان الذي وضعوه فيه. ترك الأمر عُرضةً لتخرّصات وشائعات. ثمّة من زعم أن الرجل محتجزٌ في بيت للضيافة حكومي، ومنهم من زعم أنه في بيته داخل قيادة الجيش، وآخرون زعموا أن سودانيين شاهدوه معتمراً في مكة، وقليلون من ظنوا أنه نزيل سجن كوبر في مدينة الخرطوم بحري.
    هكذا تضاربت المزاعم واختلط المتخيّل بالواقع، فطالب الثوار بأن يروا الطاغية إن كان في السجن، أو أن المجلس العسكري يتعمّد إخفاء مكان احتجازه، فيثير ذلك الريب أنّ للمجلس يداً في ترتيب مسرحية "حماية الثورة"، بما هو في الحقيقة انقلاب قصر داخلي، تم عبره اختطاف ثورة السودانيين. قد يخرج الطاغية من جديد وفي الوقت المناسب، أو قد يتم، في أحسن الحالات، استنساخ طاغية عسكري جديد يجلس على سدة الحكم، فلا ثورة ولا يحزنون. سيناريو الذين يفرحون يبدأ من إخفاء مكان الطاغية.
    (5)
    غير أن ثمّة من بين أعضاء المجلس العسكري من مال إلى تجنب أيٍّ من هذه السيناريوهات، فأظهر للناس صورة الطاغية منقولاً إلى لجنة لتحقق معه في مخالفاته. يوم الأحد 16 يونيو/ حزيران الحالي، عرضت قناة التلفزيون السودانية الرسمية لقطات له، وهو يخرج من مكان ما، قطعاً ليس من سجن أو مكان احتجاز، ومحاطاً برتب عسكرية كبيرة. ثمّة من تعرّف إلى الحراس من حول الطاغية، وأكد أنهم من طاقم حراسته المعتاد. ظهر الرجل في زيٍّ سوداني أبيض، وعمامة محكمة حول رأسه، أنيقاً مرتباً، وبدت شواربه ولحيته بلون داكن، وبالمظهر الذي تعوّد الناس أن يروه عليه. قبل أن يدلف إلى السيارة البيضاء الفخمة، والعصا بيده اليمنى، أرسل ابتسامته الكذوب على من حوله، وهم كثيرون، يصل عددهم إلى العشرة أو العشرين، وكأنه يشكرهم على حسن المعاملة.
    (6)
    لم تكن تلك هيئة طاغية يخرج من سجنه، ويُرسل إلى محكمة، لتحقق معه وتفصل في جرائمه التي ارتكبها خلال الثلاثين عاماً التي حكم فيها السودان. وتكفي جرائم الإبادة التي أقر بارتكابها في دارفور وحدها. لم يخطر ببال السلطة الجديدة التي تدير أحوال السودان الآن أن تقترح نقله، مثلما فعل المصريون، بسيارة إسعاف، ويترك على سرير مرض يدعيه، فذلك أدعى من إعفاء المجلس العسكري من شبهة الاتفاق مع الطاغية، ليحفظ على قول نائبه الجنرال ابن عوف، "في مكان آمن".
    ثورة السودانيين وربيعهم في مفترق المواسم: ربيع صامد أو طاغية جديد.







    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : السودان.. ثورة شعب وصورة طاغية     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    ملاعب غزّة مراكز إيواء.. رئيس نادٍ يطهو الطعام... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 10:12 AM
    "كتابة خلف الخطوط" 2: شهود على الإبادة صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 10:12 AM
    مارتن سكورسيزي يقدم مسلسلاً عن القديسين على شبكة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 10:12 AM
    "سرايا القدس": قصفنا في عملية مع "كتائب القسام"... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 10:12 AM
    هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير: الاحتلال... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 10:12 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]