تواصل مسيرات العودة فعاليتها في الجمعةالرابعة والستين، في ظل غضب ورفض فلسطيني لـ"ورشة البحرين"، لكافةالمؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وتراجع "إسرائيل" عنإجراءات تخفيف حصار قطاع غزة.
تصفية القضية
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودةوكسر الحصار على اليوم، جمعة "فليسقط مؤتمر البحرين"، وذلك في إطار"مواجهة كل المخططات الرامية لتصفية القضية وتثبيت الدولة اليهودية على أرضفلسطين، ورفض عقد ومخرجات ورشة البحرين".
وأكدت في بيان لها وصل إلى "عربي21"نسخة عنه، على استمرار مسيرات العودة "بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية؛كأداة كفاحية بيد شعبنا لحماية ثوابته وحقه في العودة وكسر الحصار الاجرامي عنالقطاع".
وتعهدت الهيئة الشعب الفلسطيني، بالعمل على"ملاحقة تجار السياسة و سماسرة الأوطان"، مشددة على أن "فلسطينليست للبيع، ومقدساتنا وقف مقدس لا تنازل عنه".
وأوضحت أن "الحصار المفروض على شعبنا منذ13 عاما، وتقطيع أوصال الضفة المحتلة والتهويد الممنهج للقدس، كل ذلك من أجلالتمهيد لمشروع تصفية القضية التي تقوده أمريكا والمعروف بصفقة القرن"، داعيةالشعب الفلسطيني إلى "النفير العام"، للمشاركة في فعاليات اليوم شرق قطاع غزة.
بدوره، أوضح عضو الهيئة الوطنية لمسيراتالعودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن جمعة اليوم "تعبرعن رفض الشعب الفلسطيني لانعقاد الورشة وما سيتمخض عنها، ورفض تصريحات ووزيرخارجية البحرين (خالد بن أحمد آل خليفة)، بأن لدولة الاحتلال (إسرائيل) حق الدفاععن نفسها، وأن لا مانع لديه من نسج علاقات مع الاحتلال".
أيام ساخنة
وأكد في تصريح خاص لـ"عريي21"، أن"ما صدر عن آل خليفة، هي خطوة مستغربة تتناقض مع كافة قرارات القممالعربية"، لافتا أن رسالة هذه الجمعة للإدارة الأمريكية، أنكم "فشلتم فيتدشين أصوات لتمرير حل سياسي تحت عنوان اقتصادي، فلا ازدهار في وجود الاحتلال".
ونوه أبو ظريفة، أن "الموقف الوطنيالفلسطيني يجمع على رفض أي نتائج لهذه الورشة، وشبعنا لا يقبل بكل أموال الدنيا المقايضةعلى حقوقه الوطنية"، موضحا أن "معيار أي ورشة أو مؤتمر اقتصادي أوسياسي، هو في تمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،وعودة اللاجئين".
ولفت إلى أن "استمرار مسيرات العودةوالفعاليات؛ تندرج في إطار الفعل الكفاحي الرافض لصفقة القرن وللتطبيع ولأي خطواتيمكن أن تقدم عليها بعض الدول العربية لتمرير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،وجعل أراضيها منصات لتنفيذ مثل هذه الصفقات".
وبشأن تراجع الاحتلال عن تفاهمات كسر الحصار عنقطاع غزة، ذكر عضو الهيئة الوطنية، أن "هذه الأيام ساخنة بفعل تراجع الاحتلالعن معظم موجبات تخفيف الحصار؛ من وقف إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، والتلاعبفي مساحة الصيد، واستمرار قوات الاحتلال استهداف الصيادين بالبحر والمزارعين شرقغزة بالرصاص الحي ومع إدخال العديد من المواد إلى القطاع".
ونبه إلى أن "تراجع الاحتلال سابقة خطيرة،وهو ما يعني انهيار هذه الالتزامات (التفاهمات)"، مطالبا مصر والأطرافالإقليمية والدولية بـ"سرعة التحرك من أجل إلزام الاحتلال بإجراءات تخفيفالحصار والإيفاء بالالتزامات التي عليه، والتي إذا ما انهارت سيتحمل الاحتلال كاملالنتائج، لأنه هو من المسؤول عن هذا الانهيار".
خيارات مفتوحة
وفي ظل هذا الوضع، قال القيادي: "سنحافظفي هذه الجمعة على سلمية المسيرة، لمنح الأطراف مساحة من الوقت للتدخل ولجمالاحتلال ودفعه لتنفيذ الالتزامات، وفي حال إدارة الاحتلال ظهره لموجبات تخفيفالحصار، ستكون كافة الخيارات مفتوحة أمامنا للضغط على الاحتلال".
وحول إمكانية عودة "الإرباك الليلي"،ذكر أبو ظريفة أن "كل الأشكال النضالية بما فيها تسخين المسيرات وتوسيعاستخدام أدوات المقاومة الشعبية، كلها خيارات مفتوحة أمام شعبنا المحاصر".
وحول أهمية استمرار هذه المسيرات الشعبية في ظلمحاولات تمرير لخطط ومشاريع لتصفية لقضية الفلسطينية، أوضح أستاذ العلوم السياسيةهاني البسوس، أن "مسيرات العودة شكلت أحد أهم وسائل مقاومة الاحتلال وصدرتصورة حقيقية عن حق العودة، وهي أيضا بمثابة وسيلة تذكير للعالم بالحقوق الفلسطينيةوحقيقة الاحتلال الإسرائيلي".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن"هذه المسيرات هي وسيلة للضغط على الاحتلال لتخفيف الحصار والتعاطي معالمطالب الحياتية اليومية لأكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في غزة المحاصرة،كم أنها وسيلة ضغط على المستوطنين في غلاف غزة، لمحاولة جعلهم يعيشوا المعاناةاليومية كما هو الحال بالنسبة للفلسطينيين".
وذكر البسوس، أن "مسيرات العودة، تمثلكذلك أحد خطوط الدفاع عن فلسطين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل وبعض الدول العربية تطبيق صفقة القرن".
وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين فيمسيرات العودة شرف غزة، إلى استشهاد 306 مواطن فلسطيني، وإصابة أكثر من 31 ألفابجراح مختلفة، بحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة أشرف القدرة.
مزيد من التفاصيل