اتخذت هزيمة قواتاللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، في مدينة غريان، منحى مختلفا لتتجه تهديداتمليشيات حفتر بعدها إلى تركيا ومصالحها في ليبيا.
وبعد يومين من سيطرةحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، وتدعمها تركيا، على مدينة غريان، هددتمليشيات حفتر بضرب أي طائرات من تركيا إلى طرابلس، أو أي سفن تركية في المنطقة.
وقال المتحدث باسمقوات حفتر، أحمد المسماري، إن المليشيات ستحظر أي رحلات تجارية من ليبيا إلى تركيا،وستتعامل مع أي طائرة وافدة من تركيا إلى طرابلس على اعتبار أنها معادية.
وهددت تركيا بالرد علىأي مس بمصالحها في ليبيا، وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن أنقرة سترد علىأي هجوم وسيكون الثمن باهظا جدا.
وكشفت وزارةالخارجية التركية عن احتجاز قوات حفتر ستة بحارة أتراك، وهددت بأن تصبح قوات حفترأهدافا مشروعة لتركيا، قبل أن تفرج عنهم مليشيات حفتر الاثنين.
في وقت سابق، اتهمرئيس البرلمان الليبي في طبرق، عقيلة صالح، قطر وتركيا بتأخير حسم المعارك فيالعاصمة طرابلس، في إشارة إلى دعمهما للقوات التابعة لرئيس الحكومة المعترف بهافائز السراج.
المحلل السياسي التركي،أوكتاي يلماز، صرح لـ"عربي21" بأن تركيا تتعامل مع قوات حفتر على أنهاقوات متمردة، وتدعم بنفس الوقت الحكومة المعترف بها في طرابلس.
وأشار يلماز إلى أنالرد التركي بعد تهديدات حفتر كان قويا، ودليل ذلك الإفراج الفوري عن المواطنينالأتراك، معتبرا أن ما جرى معهم هو عين الإرهاب الذي تقوم به مليشيات حفتر.
وتابع: "هممجموعات إرهابية، وتركيا لديها الخبرة الكافية للتعامل معها إذا استمر تهديدالمصالح التركية في ليبيا".
اقرأ أيضا: مدرعات "تركية" لدعم "الوفاق".. هل تحسم المعركة ضد "حفتر"؟
ولفت إلى أن الردالتركي ربما يكون مباشرا إذ إن تركيا تملك الإمكانات لذلك، أو غير مباشر، كونتركيا تدعم الحكومة الشرعية في البلاد.
في سياق متصل، قال آمرالقوات الجوية التابعة لقوات حفتر، محمد المنفور، مساء الأحد، إنه تم استهدافطائرة مسيرة تركية في مطار معيتيقة كانت ستتحرك لقصف قواته في المحاور.
وأشار إلى أنالمقاتلات استهدفت طائرة تركية من طراز "بيرقدار" أثناء إقلاعها،ودمرتها بمهبط القسم العسكري بقاعدة معيتيقة العسكرية.
وأكد الناطق الرسمي باسم قوات حفتر، أحمدالمسماري، نبأ استهداف الطائرة التركية المسيرة، فيما لم تعلق تركيا رسميا على هذهالأنباء.
وفي أيار/ مايو الماضي،قال تحالف من قوات موالية لحكومة الوفاق إنه تلقى شحنة من مركبات مدرعة وأسلحة،السبت، في إطار سعيه لصد هجوم حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وقال التحالف بصفحته على"فيسبوك": "حكومة الوفاق الوطني تمد قواتها المدافعة عن طرابلسبمدرعات وذخائر وأسلحة نوعية"، دون مزيد من التفاصيل عن مصدر العتاد العسكري.
وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرها التحالفعلى صفحته وصول عشرات المركبات المدرعة من طراز (بي.إم.سي كيربي) تركية الصنع إلىميناء طرابلس، فيما لم تعلق تركيا على أنباء إمدادها قوات الحكومة بالمدرعات.
وكان متحدث باسم حكومةطرابلس قال هذا الشهر إن الحكومة تتواصل مع تركيا للحصول على "أي شيء يلزملوقف الهجوم"، بما في ذلك الدعم العسكري والمدني.
الكاتب والمحللالسياسي التركي، برهان كور أوغلو، توقع أن يزيد الموقف الأخير الصادر من مليشياتحفتر من حدة التعامل التركي مستقبلا.
وفي حديثلـ"عربي21" تابع كور أوغلو بأن الموقف التركي من ليبيا مبدئي، وأساسهدعم المسار الديمقراطي والحكومة الشرعية في طرابلس.
وتابع بأن حفتر يحاولالنفاذ إلى العملية السياسية في ليبيا عبر السلاح، وإن ما قامت به مليشياته مناختطاف لمواطنين أتراك هو حدث إرهابي.
وأكد كور أوغلو أن "حفتر التقط الرسالة التركية، وإن تركيا ربما ترد عليه مستقبلا دون أي تحذيراتمسبقة إذا مس بالمصالح التركية في ليبيا"، كما أنه توقع دعما أكبر لحكومة الوفاق منالجانب التركي.
مزيد من التفاصيل