طرحقصف قوات حكومة الوفاق الليبية لبعض التمركزات العسكرية التابعة لحفتر في مدينة"ترهونة" (غرب ليبيا) تكهنات بتحول المعركة من مرحلة الدفاع عن "طرابلس"إلى الهجوم على قوات الجنرال الليبي في عقر دارها، وسط توقعات بوصول "الوفاق"إلى شرق البلاد.
وقامسلاح الجو التابع لرئاسة أركان "الوفاق الليبية" باستهداف بعض التمركزاتلقوات حفتر في ترهونة (88 كلم جنوب شرق طرابلس) والتي تعتبر أحد المراكز الأساسية لعملياتحفتر العسكرية في الغرب الليبي.
"ضربة جديدة"
من جهته،أكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعيفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "قواتهم قامت بالفعل باستهداف غرفة العملياتالتابعة لحفتر في مدينة ترهونة وأنهم أصابوها إصابة مباشرة وأنها خلفت خسائر في الآليات".
وأوضحالمجعي أن "هناك أوامر عسكرية لقادة عملية بركان الغضب بأن تحرير ترهونة أمر معلنويجب تنفيذه وتخليص المدينة من أي تواجد للقوات المتمردة".
"طيران تركي"
من جهتهاقالت القوات التابعة لحفتر بأن "قصف المدينة تم بطائرات تركية بدون طيار، يتولىتشغيلها ضباط أتراك متواجدون حاليا في طرابلس".
لكنعملية "بركان الغضب" ومتحدثها الرسمي نفيا ذلك، مؤكدين أن القصف تم عبر سلاحالجو الليبي، وأنه استهدف عدة مراكز عسكرية تابعة لحفتر ولم يستهدف مدنيين".
"مطاردة"
وأعلنرئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري أن "عملية صد عدوان حفتر على العاصمة وصلتإلى مرحلة متقدمة باستعادة كافة الأماكن التي استولت عليها القوات الغاشمة"، موضحًاأن هذا الأمر لن ينتهي إلا بالقضاء على "التمرد والتمهيد لإقامة دولة مدنية".
وأكدالمشري أن هناك تواصل مع المنطقة الشرقية، وأن الجميع سيعرف حجم الرفض لحفتر هناك،فقبضته أصبحت مرتخية، وأن الأوضاع العسكرية تتجه في نهايتها إلى الرجمة (مقر حفتر)بعد الانتهاء من تحرير ترهونة"، وفق تقديره.
وتساءلمراقبون عن مصير حفتر وقواته بعد تحولت قوات "الوفاق" من مرحلة الدفاع إلىمرحلة الهجوم، ومطاردة الجنرال الليبي وقواته وصولا إلى عقر داره في الشرق؟
"زيادة الدعم"
بدورهتوقع الناشط السياسي الليبي محمد خليل أن "تكثف كل من الإمارات ومصر دعمهما لحفتر،وأنهما لن يتركاه يسقط بسهولة، فقد وضعوا كل بيضهم في سلته وراهنوا عليه، ما يجعلهميزيدون دعمهم له بعد خسائره الشنيعة، أما فرنسا فبدأت بالتفكير بعقلانية، وأيقنت أنحفتر شخص فاشل ولا يمكن التعويل عليه".
وبخصوصترهونة، قال خليل لـ"عربي21" إن "قوات "الوفاق لن توقف المعركةحتى يتم تحرير كامل المنطقة الغربية من حفتر، بما فيها معقل ترهونة".
"استماتة حفتر"
المدونمن الشرق الليبي فرج فركاش أوضح أن مدينة ترهونة تختلف عن غريان، "فترهونة معروفعنها كبر عدد سكانها (حوالي 24 ألف نسمة) ومنها ضباط من كتائب القذافي انضم أغلبهملقوات حفتر، كما أن المدينة تشكل الفارق بين الإبقاء على أمل الانتصار وضمان مكان رئيسيعلى طاولة المفاوضات أو الهزيمة الكاملة بالنسبة لحفتر حسب تصوره وتصور داعميه".
وأضاف:"كل هذه العوامل تعطي مؤشرات أنه ستكون هناك استماتة من قبل حفتر في الدفاع عنترهونة، ولن تسقط بسهولة إلا إذا نجحت الوفاق في استمالتها عبر المفاوضات وتحييدهاعن الصراع، وهذا حتى الآن صعب ومتعثر".
وتابعلـ"عربي21": "سنرى محاولات متكررة ولكن حفتر سيكثف من غاراته الجويةلمنع تكرار سيناريو غريان، وسنصل إلى نوع من الجمود ربما يعطي فرصة للبعثة بدعم الأطرافالدولية لإجبار الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات بعد إدراك استحالة الحل العسكري".
"الشرق يحددمصيره"
واستبعدتالناشطة الليبية في المجتمع المدني، هدى الكوافي أن "تتحرك قوات حكومة الوفاقإلى الشرق الليبي الذي يسيطر عليه حفتر"، مؤكدة أن "المنطقة الشرقية وأهلهاهم من يحددون مصيرهم وما يريدون".
واستدركتفي تصريح لـ"عربي21" أنه "من الصعب أن يربط أحد مصيره بضعيف أو مهزوم،كون الهزيمة لا صاحب ولا مؤيد لها، لذا قد نرى وجوها جديدة كحل سريع لأصحاب المصالحلإنهاء الأزمة بعد تأكد الجميع أنه لافائدة من الحروب ولا نتائج".
اقرأ أيضا: تفاصيل مشروع الإمارات في ليبيا.. هل تتخلى عن حفتر؟
مزيد من التفاصيل