قالكاتب إسرائيلي إن "التوجه الإسرائيلي بتطوير عملية التطبيع مع الدول العربية منخلال القفز عن القضية الفلسطينية سلوك خاطئ، لأن التطبيع العربي الإسرائيلي لابدأن يمر عبر حل هذه القضية، وليس الاكتفاء بمواجهة إيران".
وأضافعكيفا ألدار في موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية اعتبر التصريحات الصادرة مؤخرا عن وزيرالخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة حول التقارب مع إسرائيل دليل على أنهاأصبحت دولة إقليمية ذات قوة كبيرة، بل وقوة عالمية، رغم أنه ينتقي التصريحات التيتؤيد الدعاية التي يروجها لنفسه، ويتجاهل تلك التي تنتقد سياساته".
وأشارألدار، الكاتب المخضرم، والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، أن "نتنياهولا يفوت أي فرصة للإشارة للمصالح المشتركة بين إسرائيل والدول الخليجية لمواجهة إيران،وتجلى ذلك بزيارته الأخيرة لسلطنة عمان، والمشاركة الرياضية الإسرائيلية في قطروالإمارات، ودعوة الصحفيين الإسرائيليين للبحرين، كل هذه الأحداث تجعل نتنياهويزعم أنه هو، وهو فقط، القادر على تطوير العلاقات العربية الإسرائيلية".
وأوضحالكاتب، المصنف ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، أن "نتنياهو يحظىبدعم المعارضة في إسرائيل عبر الإشادة بجهوده باختراق العالم العربي، حتى دون أنيدفع أي ثمن للفلسطينيين مقابل هذا الاختراق، مع أن حزب العمل الذي يتصدر المعارضةاليوم ينسى أن زعيميه السابقين إسحاق رابين وشمعون بيريس هما من فتحا بوابةالتطبيع مع العرب منذ أوائل التسعينات، لاسيما زيارة رابين لسلطنة عمان".
وأضافألدار، مؤلف كتاب "المستوطنون ودولة إسرائيل"، الذي حاز على مبيعات فائقة،وتمت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والعربية، أن "اتفاقأوسلو الذي وقع عليه الاثنان، رابين وبيريس، بعكس رغبة نتنياهو ورفاقه هو من أدى لافتتاحسفارات وقنصليات إسرائيلية رسمية في عمان وقطر والمغرب، وكلها تم إغلاقها بعدالمواجهات العنيفة التي خاضها الفلسطينيون والإسرائيليون، والانسداد السياسي بينهم".
واستذكرألدار بعض أحداث الماضي قائلا إن "معظم المندوبين العرب من غالبية الدولالعربية جلسوا بجانب نظرائهم الإسرائيليين خلال مؤتمر مدريد للسلام في 1991 وقمةأنابوليس في 2007، فيما يحاول نتنياهو أن يصنع لنفسه مشهدا خاصا به، بموجبه فإنالتطبيع مع العرب يقوم على أساس المصلحة المشتركة لمواجهة إيران، وغير مرتبط بالصراعالفلسطيني الإسرائيلي".
ونقلعن "بيل غوردون رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض خلال حقبة الرئيس السابقباراك أوباما، ورافقه خلال جهوده لإحياء عملية السلام أن رؤية إسرائيل للتطبيع معالدول العربية دون اتفاق مع الفلسطينيين أمر خيالي غير متوقع، وأي خطوات تطبيعيةبين الجانبين تتطلب من إسرائيل القيام بكثير من الجهود، ما يعني أن أي تطبيع عربي إسرائيليلابد أن يمر بالقضية الفلسطينية، وليس العكس".
وأشارأنه "حين اقترح الرئيس بيل كلينتون على رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك فيعام 2000 ضم زعماء السعودية ودول الخليج إلى حفل التوقيع على اتفاق السلام الذي لميتحقق مع سوريا، رد عليه باراك بطريقته الفظة: لا أريد أن أجمع عشرين جلابية فيالحفل".
وأوضحأنه "اليوم مع كل الأهمية لتطوير العلاقات الإسرائيلية-العربية، خاصة الخليجية،فإن المصلحة الإستراتيجية الأساسية لإسرائيل ينبغي أن تكون حل الصراع مع الفلسطينيين،الذي أفسدها منذ أكثر من خمسين عاما، وأضر بأمنها".
وختمبالقول أنه "يجب على إسرائيل استعادة مسار السلام قريبا غير بعيد مع سورياولبنان، لأن التطبيع مع دول الخليج ليس سوى الحلوى التي تقدم بعد تناول الوجبة الأساسية،وهي افتتاح مسار السلام مع العرب بناء على المبادرة العربية للسلام المعلنة عام2002".
مزيد من التفاصيل