في تصريحات مثيرة للجدل، كشف القيادي التاريخي في الجماعة الإسلامية عبود الزمر، عن استعداد جماعة الإخوان المسلمين للوصول إلى حل؛ لإنهاء معاناة المسجونين من المرضى وكبار السن وغيرهم من المحتجزين في السجون.
وكتب «الزمر» عبر حسابه على موقع التدوينات المصغر «تويتر»: «الحمد لله رب العالمين، أخيرًا أبدت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين استعدادًا للتواصل لحل مشكلة المسجونين من المرضى وكبار السن وغيرهم من المحتجزين في السجون، وهي خطوة طيبة من جانب الجماعة، آمل أن تستجيب لها الدولة في إطار من الضمانات العادلة وغير المجحفة بحق أحد، حفظ الله مصر».
وأضاف: «إذا كانت هناك صعوبات في التواصل المباشر فأقترح وساطة من بعض الشخصيات التي تحظى بقبول عام وقادرة على إنجاز المهمة، أذكر منهم.. المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، والمستشار طارق البشري نائب رئيس مجلس الدولة، والأستاذ الدكتور محمد سليم العوا المرشح الرئاسي السابق».
تأتي موافقة الإخوان على المبادرة التي أعلن عنها الزمر، بعد أيام من وفاة الرئيس المعزول «مرسي».
وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين، عن أن جبهة الشباب تتواصل خلال هذه الفترة عبر وساطات مع السلطة الحاكمة؛ من أجل حلحلة الوضع الحالي والتوصل لحل أو إجراء يتم بناءً عليه الإفراج عن معتقلي الجماعة، خاصة كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ«المصريون»، أن الوساطات يتزعمها مرشح رئاسي سابق وأيضًا وزير سابق، رافضة الكشف عن أسمائهما.
ونوهت المصادر، بأن الشباب سئموا الوضع الحالي ويريدون إنهاء الأزمة القائمة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي عام 2013، التي على إثرها تشرد عدد كبير من أعضاء وقيادات الجماعة، موضحة أن القيادات غير موافقين على تلك الخطوة.
أما، إسلام الكتاتني، القيادي السابق بالجماعة، والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال إنه بعد وفاة مرسي بدأت الجماعة في البحث عن قضية جديدة للالتفاف وتجميع القوى حولها، لا سيما بعد فشل «عمل مظلومية لمرسي»، بسبب ترحم التيار المدني عليه وعدم الشماتة في الجماعة.
وتابع: «الجماعة كانت تريد عمل مظلومية لمرسي وأنه قتل وما شابه، لكن بعد ترحم القوى المدنية عليه لم يعد للجماعة حجة لما كانت تريد فعله، ومن ثم تبحث عن قضية أخرى للالتفاف حولها كقضية المسجونين أو الاصطفاف حول أهداف 25 يناير».
وأضاف «الكتاتني»، في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، أن هناك قيادات كثيرة في الجماعة تريد عقد مصالحات مع السلطة وإنهاء الوضع الحالي، غير أن إتمام ذلك صعب للغاية، منوهًا بأن الجماعة أثناء وجود مرسي على قيد الحياة كانت ضعيفة، ثم أصبحت بوفاته أشد ضعفًا.
القيادي السابق بالجماعة، أشار إلى أنه إذا كانت الجماعة قبلت دعوة أو مبادرة الشيخ عبود، فإن السلطة لن تقبلها ولن تلتفت إليها، خاصة أنها الأقوى وأنها تمكنت من زمام الأمور، فضلًا عن أن الجماعة ضعيفة وليس بيدها أي شيء.
وأوضح أنه لا أحد يمانع من معاملة المسجونين معاملة آدمية، كذلك لا يقبل أحد أن يتعرض مسجون لأي ظلم إذا كان هناك ظلم، فمثلًا المستشار محمود الخضيري الذي وصل سنه الـ90 عامًا لا أحد يعترض على المطالبة بتقديم العلاج اللازم له، أيضًا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
ومنذ أيام، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، أنها قامت بمراجعات رصدت خلالها «أخطاء وقعت فيها في مرحلة ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها وكذلك في مرحلة توليها حكم البلاد».
وقالت الجماعة، المصنفة إرهابيًا في مصر، في بيانها: «إننا قد قمنا بمراجعات داخلية متعددة، وقفنا خلالها على أخطاء قد قمنا بها في مرحلة الثورة ومرحلة الحكم، كما وقفنا على أخطاء وقع فيها الحلفاء والمنافسين من مكونات الثورة».
وتابعت: «لذا فإننا نعلنُ أنَّ جماعة الإخوان المسلمين تقفُ الآن على التفريق بين العمل السياسي العام وبين المنافسة الحزبية الضيقة على السلطة، ونؤمن بأن مساحة العمل السياسي العام على القضايا الوطنية والحقوق العامة للشعب المصري، والقيم الوطنية العامة وقضايا الأمة الكلية، هي مساحة أرحب للجماعة من العمل الحزبي الضيق والمنافسة على السلطة».
ووفقًا للبيان، أضافت «ندعم كل الفصائل الوطنية التي تتقاطع مع رؤيتنا في نهضة هذا الوطن في تجاربها الحزبية، ونسمح لأعضاء الإخوان المسلمين والمتخصصين والعلماء من أبناءها بالانخراط في العمل السياسي من خلال الانتشار مع الأحزاب والحركات التي تتقاطع معنا في رؤيتنا لنهضة هذه الأمة».
ويعد ذلك أول إعلان رسمي من الجماعة بهذا المضمون منذ خروجها من السلطة إثر احتجاجات حاشدة أيدها الجيش في يوليو عام 2013.
مزيد من التفاصيل